«ميدا» أقدم صنايعى سمسمية بالإسماعيلية: ال«دى جى».. فيروس يهدد الفنون المصرية الأصيلة

الفنون، مقياس تقدم ورقى الشعوب، لمساهمتها فى دعم العلوم وتحقيق الإبداع، الحاج محمد ميدا أقدم فنان سمسمية بالإسماعيلية، أخذ على عاتقه تجميع أعداد كبيرة من أنواع السمسمية المختلفة، عبر 30 عامًا.
الحاج ميدا فكر فى إنشاء المعرض الأول لبيع منتجاته اليدوية من السمسمية، وخصص له اللواء حمدى عثمان محافظ الإسماعيلية جزءًا بمنطقة ميدان عرابي، لإقامة المعرض.
يحوى معرض التراثى على «سمسمية حفر قناة السويس»، المصنوعة من الخشب الزان الأصلى المبطنة بجلد الجمل الأصلي، بالإضافة إلى مجموعة من أشكال وأنواع السمسمية ومراحل تطويرها، حيث كانت السمسمية شاهدًا على فترات الوطن المختلفة بداية من الحروب، مرورًا بمراحل «التعمير» والذى قال عنها الشاعر» على الجرسلى (فيكى 3 مدائن فيهم الفرح باين من بعيد مدينة بورسعيد والسويس والإسماعيلية)، ثم مرحلة المستقبل ومشاركة السمسمية لأفراح الأهالي، وهنا قال الشاعر: «يا إسماعيلية ياللى هواكي.. خلى الناس تشهد بجمالك».
فنان السمسمية أوضح أن الآلة ذات طابع خاص ولها امتداد فرعوني، والنقوش المحفورة داخل المعابد والمقابر والمدون بها صور السمسمية، ما خلق منها طابع أثرى وتراثى مصرى يميزها عن غيرها من الآلات الفنية الأخرى، فضلا عن دورها الوطنى والمعروف مع المقاومة الشعبية فى مدن القناة الثلاثة «اسماعيلية، السويس، بورسعيد»، وما قامت به من تحفيز وحث الأهالى ورجال المقاومة على تقوية الروح الوطنية.
وكشف الحاج محمد أنه تعلم صناعة الآلة نفسها التى تحتاج نوعًا خاصًا من الأخشاب، ثم التحق بفرقة الفنون الشعبية، ليلتقى نجوم الإسماعيلية الأشهر فى العزف والغناء بالسمسمية، ويسافرون سوياً حول العالم لنشر الفن والتراث المميز.
أقدم صنايعى سمسمية فى الإسماعيلية قال: أخشى على تراث السمسمية من الاندثار، عقب تفشى فيروس ال«دى جي»، الذى عمل على إفساد الذوق الفنى وتهديد عرش السمسمية بمدن القناة الثلاثة، على حد قوله، متمنيًا عودة حفلات السمسمية والتراث المصرى الأصيل بشكل قوى من جديد.