بالرغم من تنوعه فى تقديم الأدوار خلال السنوات الماضية، وعدم معرفة محبيه طبيعة الأدوار التى يقدمها إلا بعد عرض أعماله، عاد النجم الكبير صلاح عبدالله إلى الكوميديا التى يعشقها والتى يرى أنها أصعب أنواع التمثيل، وتحدث صلاح عبدالله لروزاليوسف عن مشاركته الدرامية خلال الموسم الرمضانى الجاري، وكشف عن الكثير من كواليس هذه الأعمال كما كشف عن سبب ابتعاده عن الأعمال السينمائية. ■ فى البداية.. كيف كانت ردود الأفعال على أعمالك التى تخوض بها الماراثون الرمضانى؟ - أولا أود توضيح أمر مهم للغاية وهو أن الحظ لعب معى دورًا كبيرًا للمشاركة فى ثلاثة أعمال دفعة واحدة وهو «شقة فيصل»، «هوجان»، «فكرة بمليون جنيه»، ولكن ما أسعدنى أن كل دور من الأدوار الثلاثة مختلف عن الآخر، كما أن كل مسلسل له وضع مختلف عن الآخر، وهذا أكثر ما علق به متابعينى عبر حساباتى الرسمية على مواقع التواصل، وأسعدنى للغاية بالإضافة إلى أسرتى التى أعتبرها الترمومتر الحقيقى لأعمالى. ■ هل تعتقد أن تقييم الأعمال أصبح مرتبطًا بمواقع التواصل الاجتماعى؟ - بالتأكيد فأصبحت نسب مشاهدات الأعمال عبر مواقع التواصل من أفضل الأشياء التى تعطى تقييمًا للأعمال الفنية، من الصعب أن يشاهد أكثر من مليون شخص إحدى حلقات الأعمال الدرامية ونقول إنه فشل أو لم يصل لكل الجمهور، ولكنها لم تكن الوسيلة الوحيدة أيضًا فهى من الوسائل التى تعطى للمشاهد مؤشرًا حول هذا العمل، فأغلبنا عندما يشاهد مقطعًا تتخطى نسب مشاهدته الملايين يقتلنا الفضول لمتابعته. ■ وماذا عن مشاركتك لعلى ربيع فى «فكرة بمليون جنيه»؟ - هذا العمل من أقرب الأعمال لقلبى وذلك لأنه يتناسب مع الأسرة بأكلمها، وأعتقد أن هذا ظهر للجمهور خلال الحلقات بسبب الارتجال خاصة أن جزءًا من العمل اعتمد على هذا الأسلوب، وهى طريقة يتبعها المخرج وائل إحسان فى تناول الموضوع، حتى يشعر المشاهد أنه يعيش حياة هذه العائلة بمصداقية وطبيعية، وهو ما أدى إلى ردود فعل إيجابية أسعدتنا وتمنى الكثيرون من مشاهدى المسلسل أن تكون لديهم عائلة مثلنا، فى طريقة حياتهم اليومية المليئة بالضحك وعندما يتعرضون لمشاكل يدركون كيف يتعاملون معها، وبالتالى أرى أن فكرة بمليون جنيه حالة اجتماعية لطيفة وهى من نوعية الأعمال الخفيفة التى تدخل الفرح والسعادة على المشاهدين وهذا هو السبب الرئيسى لتقديم العمل. ■ تردد أن هناك خلافات بين على ربيع ووائل إحسان بسبب الارتجال؟ - لم يحدث هذا تمامًا، فاعتقد أن أحد أسباب هذا النجاح هو انسجام وائل إحسان مع على ربيع واتفاقهم على الارتجال فى المساحة المحددة لنا من قبل مخرج العمل، ولكن العمل فى النهاية لم يعتمد عليها، حيث كان هناك نص للعمل وخطوط للأحداث نمشى عليها لكى لا تتغير فكرة العمل، بينما الارتجال يحدث أثناء تصوير المشهد فى إطار الفكرة الأساسية له فمن الممكن أن نضيف بعض الجمل فى المشهد المكتوب فى الأساس، وكل ذلك تحت إشراف المخرج، وقد حاز هذا الأسلوب على إعجاب البعض، بينما رأى آخرون أنه زائد قليلًا، ولكن الارتجال من أشهر الأساليب المتبعة فى الأعمال الكوميدية. ■ وما رأيك فى الانتقادات التى وجهت لعلى ربيع؟ - الاتفاق والاختلاف من أفضل الأشياء لدى الفنان، ففكرة تقبل المشاهدين لنا طوال الوقت شيء غير لطيف ونفس الشيء أيضًا عند انتقادهم طوال الوقت، ويجب أن نتفق على أن على ربيع من أهم نجوم الكوميديا فى مصر حاليًا وله قاعدة جماهيرية كبيرة، وسبق وأن قدم أعمالًا من بطولته ونالت إعجاب الكثيرين، وأعتقد أن منتج العمل لن يغامر بمسلسل يتكلف عددًا من الملايين مع فنان ليست لديه قاعدة جماهيرية كبيرة. ■ وهل كنت تحرص على تنوع أدوارك التى ظهرت من خلالها للجمهور فى رمضان؟ - بالفعل كنت حريصًا على ألا يكون هناك أى تشابه بين الشخصيات التى أقدمها خلال أعمالي، فبهلول فى هوجان كما شاهدناه شخص مستغل، يعبد المال ويعشقه رغم أنه لا يفعل به شيئًا أو يستمتع بما جناه لكنه حريص ويحافظ عليه فهو نموذج غريب من البشر وتلقيت حوله العديد من التعليقات، أما مصباح فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» موظف بسيط على المعاش، يحب زوجته وعائلته، وفى النهاية العملان مختلفان تمامًا. ■ وكيف كانت كواليس عملك مع أبناء الزعيم والساحر؟ - محمد إمام وكريم محمود عبد العزيز مثل أبنائى وذلك بسبب صداقتى بوالديهما، ولهذا كان العمل معهما مريح بشكل كبير لأننى كنت أشعر أننى أتعامل مع أبنائي، وعندما عرض على محمد إمام العمل والمخرجة شيرين عادل التى تعاونت معها عدة مرات من قبل، وافقت دون تردد بعد تمسكهم بى وتناقشت مع المؤلف محمد صلاح العزب فى بعض التفاصيل قبل كتابة الحلقات للوقوف على تفاصيل الشخصية التى أقدمها. ■ وكيف استقبلت خبر عرض مسلسل شقة فيصل بعد عدة أعوام من تأجيله؟ - الحقيقة أننى كنت أنتظر عرض هذا العمل بفارغ الصبر خاصة أنه مؤجل منذ فترة طويلة، وكنت سعيدًا للغاية بهذا العمل لأنه أول بطولة لكريم محمود عبد العزيز، ورأيت أن دوره فيه مختلف عن مسلسل هوجان، وقدم مشهد وفاتى ببراعة كبيرة، وكنت أنتظر مشاهدته فيه لأنه صعب وفكرة وفاتى وأنا أضحك بعد محاولته تطهير نفسه. ■ هل قمت بتعديل أى أشياء فى الأدوار التى قدمتها؟ - لم يكن تعديلًا بالمعنى المعروف ولكن تحدثت مع مؤلفى هذه الأعمل ومخرجيها حول دورى الذى أقدمه وما يمكن أن أضيفه له ليظهر بشكل مميز وجيد، ففى أوقات سابقة من قبل كان اسمى أقوى من الآن، وكان المؤلفون والمخرجون دائمًا يهتمون بوجهة نظرى فى نص العمل، ولكن تغيرت الظروف حاليًا خاصة بعد ظروفى الصحية الأخيرة، لكن هذا لا يمنع بالتأكيد أن يكون لى رأى فى الشخصية والموضوع والتناول، وأجلس مع المؤلف بغض النظر إذا ما تم الأخذ بوجهة نظرى أم لا، وفى هوجان اهتم البطل محمد إمام، والمؤلف محمد صلاح العزب، والمخرجة شيرين عادل، برأيى فى كثير من الأمور، أما فى «فكرة بمليون جنيه» كان الاعتماد على الارتجال والذى يعتبر سلاحًا ذا حدين، وأرى أن الارتجال أتى بنتيجة جيدة فى بعض المشاهد، بينما كان يحتاج لضبط فى مشاهد أخرى. ■ وكيف ترى نوعية الكوميديا التى قدمت خلال الموسم الرمضانى؟ - للأسف أنا لم أشاهد أى أعمال بسبب انشغالى بتصوير أعمالى ولكننى من خلال مواقع التواصل لاحظت إشادات كبيرة بعدد من الأعمال الكوميدية منها مسلسل «الواد سيد الشحات، طلقة حظ، بدل الحدوتة3، سوبر ميرو»، وأعتقد أنها ستكون من أول الأعمال التى سأفكر فى مشاهدتها عقب انتهاء شهر رمضان، وعلى الجانب الآخر هناك بعض التعليقات السلبية على نوعية الكوميديا التى تم تقديمها خلال الموسم الرمضانى ولكن هناك من اعتاد على أن يقول إن الأعمال سيئة فى المطلق دون أن يشاهدها بتمعن، وهناك من يقول ذلك بعد ثالث يوم فى رمضان وهو ما يثير دهشتى فكيف نحكم على الأعمال الفنية وهى ما زالت فى فترة العرض، ومن يستطيع من الأساس مشاهدة جميع الأعمال ليؤكد على عدم جودتها دون مشاهدتها كاملة، لذا أرى أن هناك ترصدًا ببعض الأعمال. ■ كيف وجدت الموسم الرمضانى بعد غياب النجوم الكبار؟ - بالتأكيد هذا أمر غير جيد تمامًا، فهؤلاء العمالقة يضيفون الكثير والكثير للدراما المصرية ومن عام لآخر ينتظر جمهورهم ما سيقدمونه لهم، ولابد أن تكون هناك حلول لأزمة غيابهم، فبالنسبة للفنانين عادل إمام ويسرا والفخرانى فأعتقد أن غيابهم كان بسبب عدم تحضيرهم لأعمال مميزة يقدمونها لجمهورهم كما تعودوا منهم وأتمنى أن يعودوا خلال الفترة المقبلة، خاصة أننا لا نعتاد على غيابهم فهم نجوم فوق العادة ونحب تواجدهم ومن الجيد أن يشتاق لهم جمهورهم، وأتوقع تواجدهم بقوة خلال الأعوام المقبلة دون أن يكون هناك أى مشكلات. ■ وما سبب غيابك عن السينما الفترة الماضية؟ - يبدو أن تقدمى فى السن جعل نوعية الأدوار المتاحة لى صعبة بشكل ما، ففى العامين الماضيين كنت ضيف شرف مجاملة وهى مستحبة فى حدود وألا تزيد على الحد، والحقيقة أننى كنت أرفضها من قبل حتى لا يرى المشاهد أن مساحة أدوارى قليلة ويعتاد على ذلك، إلى أن أصبح معلومًا للجميع أن ضيف الشرف ليست له علاقة بمساحة الدور، وأصبحت مشاركتي فى هذه الأدوار أمرًا طبيعيًا بسبب أصدقائي. ■ كيف تتعامل مع الشائعات خاصة وأنك أهم نجوم الفن تفاعلًا على مواقع التواصل؟ - منذ بدء عملى فى الوسط الفنى وأنا أعلم أن الشائعات أمر طبيعي حول الفنانين، ولكن مع التطور التكنولوجى الذى نعيشه أصبحت الشائعات أمرًا معتادًا خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، فهناك من يتناول هذه الشائعات بسوء نية والبعض الآخر بسذاجة لكى يكون لهم السبق فى ذلك، وطالبت كثيرًا من رواد مواقع التواصل ممن يتابعوننى أن يتأنوا فى نشر هذه الأخبار لأن هذه الشائعات تؤذى أصحابها وتضرر منها فنانون كثيرون مثل يوسف شعبان، ومعى فى قيد عائلي، ومع عادل إمام، وفى رأيى أن كثرة هذه الشائعات جعلت الناس لا تهتم إلا بعد خروج المصدر لنفى ما يتردد بنفسه أو من نقابة المهن التمثيلية.