دائما ما يبحث النجوم الشباب عن الخبرة التى تثقل العمل الفنى وتمنحه توهجا وبريقا، وهو ما يتمتع به الفنان صلاح عبد الله صاحب الخبرة الطويلة خاصة فى الكوميديا، وهو ما دفع ثلاثة من النجوم الشباب للاستعانة به فى أعمالهم الفنية، ليضيف لها ثقلا فنيا، ويصبح بمثابة المدير الفنى الذى يضبط إيقاع العمل ويضيف له. وفى حواره مع «الأهرام المسائي» يتحدث عبد الله عن تفاصيل مشاركته فى ثلاث أعمال دفعة واحدة، ومساندته للنجوم فى مشوارهم الفنى، واصفا إياهم بالمجتهدين الذين يعملون على تطوير أنفسهم بشكل مستمر، كما تحدث عن الانتقادات التى وجهت هذا العام للأعمال الكوميدية حيث قال إن البعض يتربص بالأعمال قبل عرضها ويحكم عليها بالفشل بعد ثلاث حلقات فقط، وهو أمر غير منطقى، مشيرا إلى أن السبب وراء تغيبه عن السينما يرجع إلى تقدمه فى العمر وعدم وجود أدوار تتناسب معه إلا قليلا، وهو ما يعوضه بالظهور كضيف شرف، وتفاصيل أخرى تحدث عنها صلاح عبد الله فى هذه السطور :- تشارك هذا العام بثلاثة أعمال دفعة واحدة كيف جاء ذلك؟ الأمر كله جاء مصادفة خاصة أن هناك مسلسلا مؤجلا وهو «شقة فيصل» منذ فترة وعرض هذا العام فقط، بينما ما قمت بتصويره لشهر رمضان مسلسل «هوجان» و«فكرة بمليون جنيه»، والجميل فى الأمر أن كل دور من الأدوار الثلاثة مختلفا عن الآخر، حيث هناك تنوع ملحوظ، كما أن كل مسلسل له شكل ولون خاص رغم أن جميعهم ينتمى للون الكوميدي. على ذكر الاختلاف رأى البعض أن مسلسل «فكرة بمليون جنيه» لون وشكل جديد بالنسبة لك فما تعليقك؟ هذا صحيح، فهو عمل اجتماعى يتناسب مع العائلة المصرية «الفرفوشة»، ومن الممكن أن يشعر البعض أن طريقة «الفرفشة» تزيد قليلا، وهذا يرجع إلى الارتجال خاصة أن جزءا من العمل يعتمد على هذا الأسلوب، وهو منهج يتبعه مخرج العمل وائل إحسان فى تناول الموضوع، حتى يشعر المشاهد أنه يعيش حياة هذه العائلة بمصداقية وطبيعية، وهو ما أدى إلى ردود فعل إيجابية أسعدتنى بعد أن تمنى البعض أن يكون لديهم عائلة مثلنا، فى طريقة عيش حياتهم المليئة بالضحك، وعندما يتعرضون لمشاكل يدركون كيف يتعاملون معها، وبالتالى أرى أن العمل حالة اجتماعية لطيفة وهى من نوعية الأعمال الخفيفة التى تُدخل السعادة على قلوب المشاهد، وهذا هو الهدف الرئيسى للعمل. لكن كان هناك اعتراض على بعض الفنانين لعدم قدرتهم على الارتجال بشكل جيد مثلك كيف ترى ذلك؟ عندك حق فى ذلك، خاصة أن مسألة التمكن من الارتجال ليست سهلة على أى ممثل، ولكن العمل فى النهاية لم يعتمد عليها بنسبة 100 % حيث كان هناك سيناريو للعمل وبناء للأحداث ولم نخترع مشاهد، بينما الارتجال يحدث أثناء التعامل مع المشهد فى إطار الفكرة الأساسية فمن الممكن أن نضيف بعض الجمل فى المشهد المكتوب فى الأساس، وكل ذلك تحت إشراف المخرج، وقد حاز هذا الأسلوب على إعجاب البعض، بينما رأى آخرون أنه زائد قليلا، ولكن هو أسلوب متبع فى كثير من الأعمال خاصة فى الكوميدي. وما تعليقك على الانتقادات الموجهة للفنان على ربيع ؟ فلنتفق أن الفنان على ربيع ممثل كوميدى متميز ومحبوب وقادر على تقديم كوميديا ومشاهد ارتجال فى بعض المشاهد وبالفعل تكون كوميدية، ونجح فى تحقيق قاعدة عريضة بين الشباب والأطفال، وأرى أن الجهة المنتجة لن توافق على إنتاج عمل له دون الوثوق فى موهبته، والتأكد من تحقيقه نسبة مشاهدة عالية. تقوم بشخصية رجل استغلالى يدعى «بهلول الحمش» فى مسلسل «هوجان» هل كنت حريصا على أن يكون الدور على النقيض من «فكرة بمليون جنيه»؟ بالفعل كنت حريصا على ألا يكون هناك أى تشابه أو تقارب بين الشخصيتين، فمصباح فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» موظف بسيط على المعاش، يحب زوجته وعائلته، أما «بهلول» فى «هوجان» كما شاهدناه شخص مستغل، يعبد المال ويعشقه رغم أنه لا يفعل به شيئا أو يستمتع بما جناه، لكنه حريص ويحافظ عليه، فهو نموذج غريب من البشر، وتلقيت حوله العديد من التعليقات، وفى النهاية العملين مختلفين، وعقب كل حلقة تزداد شعبية العملين. ما كواليس التعاون معك فى مسلسل «هوجان»؟ أنا أعتبر محمد إمام وكريم محمود عبد العزيز أولادى لصداقتى بوالديهما، ولهذا فكان العمل معهما وكأننى أعمل مع أولادى، وعندما عرض عليّ محمد إمام العمل والمخرجة شيرين عادل التى تعاونت معها عدة مرات من قبل، وافقت دون تردد بعد تمسكهم بى وتناقشت مع المؤلف محمد صلاح العزب فى بعض التفاصيل قبل كتابة الحلقات. وماذا عن شقة فيصل الذى تقرر عرضه فى رمضان رغم تأجيله ؟ الحقيقة أن هذا العمل كنت أتمنى عرضه منذ فترة طويلة لأنه مؤجل، وكنت سعيدا بالعمل لأنه أول بطولة لكريم محمود عبد العزيز، ورأيت أن دوره فيه مختلف عن مسلسل «هوجان»، وقدّم مشهد وفاتى ببراعة كبيرة، وكنت أنتظر مشاهدته فيه لأنه صعب فكرة وفاتى وأنا بضحك بعد محاولته تطهير نفسه. هل مشاركتك لثلاثة نجوم شباب جاء انطلاقا من رغبتك فى مساندتهم؟ هم الآن من يساندوننى، أما فكرة مساندتى لهم فكانت زمان، ووقوفى بجوارهم لإيمانى بموهبتهم، فمثلا فى مسلسل «فكرة بمليون جنيه» هم من أصروا هذا العام على تعاونى معهم رغم ظروفى الصعبة لانشغالى بمسلسلى «هوجان» و«قيد عائلي» حتى وافقت، وهى المرة الثانية التى أتعاون فيها مع على ربيع الذى أراه من الشباب الواعد ومن الأجيال التى تم اكتشافها على يد المخرج خالد جلال المبدع الذى أخرج هذه المواهب للنور ومن بعده الفنان أشرف عبد الباقى خلال تجربته فى «مسرح مصر»، والحقيقة أننى أحب العمل مع الشباب الناجح، لأنهم يذكروننى بنفسى أيام زمان واسترجع معهم ذكرياتى، وهذه طبيعة الفن الأجيال تتغير ونسلم بعضنا، كما أنهم يهتمون بعملهم للغاية فمحمد إمام ترك فيلمه «لص بغداد» للتفرغ للمسلسل حتى يظهر بهذه الصورة وعقد جلسات عمل وتدريبات لياقة بدنية. هل كانت لديك ملاحظات على الأدوار التى قدمتها قبل الموافقة عليها باعتبارك أحد نجوم العمل؟ بالتأكيد، ولكن ليس كنجم العمل لأننى أرى أننى ممثل مهم فقط، وفى أوقات سابقة من قبل كان اسمى أقوى من الآن، وكان المؤلفين والمخرجين دائما ما يهتمون برأيى فى السيناريو، لتتغير الظروف حاليا خاصة بعد ظروفى الصحية الأخيرة، لكن هذا لا يمنع بالتأكيد أن يكون لى رأى فى الشخصية والموضوع والتناول، وأجلس مع المؤلف بغض النظر إذا ما تم الأخذ برأيى أم لا، وفى «هوجان» اهتم البطل محمد إمام، والمؤلف محمد صلاح العزب، والمخرجة شيرين عادل، برأيى فى كثير من الأمور، وفى «فكرة بمليون جنيه» كان الاعتماد على الارتجال والذى يعتبر سلاحا ذو حدين، وأرى أن الارتجال الحر أتى بنتيجة رائعة فى بعض المشاهد، بينما كانت تحتاج لضبط فى مشاهد أخري. ما رأيك فى طبيعة الأعمال الكوميدية هذا العام؟ أرى أن هناك تنوعا كبيرا فى الأعمال الكوميدية حيث يمتزج بعضها البعض ما بين الاجتماعى والأكشن، يجتهد الجميع لتقديم أفضل ما لديهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر مسلسل «الواد سيد الشحات» و«طلقة حظ» و»بدل الحدوتة3» و«سوبر ميرو»، ولكن حتى الآن لم يحالفنى الحظ لمشاهدتهم نظرا لانشغالى بالتصوير. لكن البعض انتقد عددا من المسلسلات وأنها ليست بالمستوى المطلوب فما رأيك؟ هناك جزء حقيقى من ذلك ولكن هناك من اعتاد على أن يقول إن السيناريوهات سيئة فى المطلق دون أن يشاهدها بتمعن، فهناك من يقول ذلك بعد ثالث يوم فى رمضان وهو ما يثير دهشتى فكيف نصدر أحكاما والمسلسلات مازالت فى البداية، ومن يستطيع من الأساس مشاهدة جميع الأعمال ليؤكد على عدم جودتها دون مشاهدتها كاملة، لذا أرى أن هناك ترصدا بعض الشيء. كيف ترى ظاهرة غياب كبار النجوم هذا العام؟ بالتأكيد لابد أن تكون هناك حلول لأزمة غيابهم، فرغم أننى لا أعلم بالفعل خلفيات غيابهم، ولكن كانت هناك محاولات لتواجدهم ولم تكتمل لظروف إنتاجية، فبالنسبة للفنانين عادل إمام ويسرا والفخرانى فبالتأكيد هذه ظروف السوق ومن الممكن أن يكون السبب عدم التحضير إنتاجيا لأعمالهم، وأتمنى أن يعودوا خلالالفترة المقبلة، خاصة أننا لا نعتاد على غيابهم فهم نجوم فوق العادة وسوبر ستار ونحب تواجدهم ومن الجيد أن يشتاق لهم جمهورهم، وأتوق تواجدهم بقوة خلال الأعوام المقبلة دون أن يكون هناك أى مشكلات. تعرضت وغيرك من النجوم أكثر من مرة لشائعة الوفاة فى رأيك ما سبب انتشار مثل هذه الشائعات؟ الحقيقة أنها أصبحت أمرا معتادا بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، فباتت هناك طرق لترويج الشائعات بسرعة فائقة، وهناك من يتناولها بسوء نية وآخرون بسذاجة لكى يكون لهم السبق فى ذلك، والانفراد أصبح لدى الناس العادية التى تحب «الفتي» حتى إن لم يكن يعمل فى الميديا، وأطلب منهم أن يتأنون فى ذلك قبل أن يخرج من أفواههم، كلام غير صحيح، وشائعات تؤذى أصحابها، وقد تضرر منها فنانون كثيرون مثل يوسف شعبان، ومعى فى «قيد عائلي»، ومع عادل إمام، وفى رأيى أن كثرة هذه الشائعات جعل الناس لا تبالى بها إلا بعد التأكد من المصدر أو من نقابة المهن التمثيلية. لماذا أصبحت غائبا عن السينما فى الفترة الأخيرة؟ يبدو أن تقدمى فى السن جعل نوعية الأدوار المتاحة لى صعبة، حيث لابد أن يكون هناك دور يناسبنى، ومهم لى، أما فى العامين الماضيين كنت ضيف شرف مجاملة وهى مستحبة فى حدود وألا تزيد على الحد، والحقيقة أننى كنت أرفضها من قبل حتى لا يرى المشاهد أن مساحة أدوارى قليلة ويعتاد على ذلك، إلى أن أصبح معلوما للجميع أن ضيف الشرف ليست له علاقة بمساحة الدور.