خبر وفاة ابنتى من أصعب المشاهد فى حياتى الفنية وليس المسلسل فقط شخصية «مروان» وضعتنى تحت ضغط طوال الأحداث أسعى لإمتاع الجمهور طوال الوقت.. ولا أستسهل أو أماطل احترامًا لهم رغم خروج مسلسله من السباق الرمضانى، وسط تخوفات كثيرة من عدم إقبال الجمهور على مشاهدته، نظرًا للاهتمام المكثف دائمًا بالأعمال التى تعرض فى موسم رمضان، وذلك بعكس ما يعرض على مدار العام، والتى نادرًا ما يحقق فيها عمل نجاحًا كبيرًا، إلا أنه استطاع أن يفرض سيطرته ويستكمل مسيرة نجاح وتفوق تستمر منذ ثلاث سنوات، مؤكدًا أن نجاحه ليس وليد الصدفة، لكنه نتاج عمل واجتهاد لسنوات طويلة، أثبت فيها جدارته بأن يحمل اسمه بطولة عمل، اختياره لأدواره والتجديد الدائم واحترامه للجمهور كانت سببًا فى انجذاب الجمهور له ليس فقط فى السنوات الأخيرة، لكن منذ أن كان يشارك فى مسلسلات بأدوار ثانوية، بات الجميع ينتظر أعماله بشغف، وفى خلال الشهر الماضى استطاع النجم طارق لطفى أن يؤكد نظرية أن العمل الجيد يفرض نفسه فى أى وقت، ليحظى مسلسله الجديد «بين عالمين» بملايين المشاهدات سواء على التليفزيون والاهتمام بمتابعته أو على مواقع التواصل الاجتماعى، وفى حواره مع «الصباح» يفتح لنا «لطفى» قلبه، ويوضح أسباب خروج المسلسل من السباق الرمضانى وقرار المغامرة بالخروج من الموسم وخلق موسم جديد والصعوبات التى واجهته بسبب شخصية «مروان». وإلى الحوار: * فى البداية.. ألم تقلق من تقديمك لنوع مختلف فى «بين عالمين» بعيدًا عن الأكشن الذى نجحت فيه خلال العامين الماضيين؟ - لابد من التغيير طوال الوقت، وعدم الخوف، وعدم الاعتماد على نجاحك السابق، بمعنى أن نجاح مسلسل «بعد البداية» جعل الكثير يقلده ونجحوا أيضًا، لكن لا يصح أن تذهب بشكل أو بآخر لمضمون النجاح، ولابد من التجديد والمخاطرة، لذلك «شهادة ميلاد» كان مختلفًا أيضًا عنه، و«بين عالمين» مختلف عنهما نهائيًا، وفى العام المقبل ستجد من يأخذ «بين عالمين» ويقلده. وميزة هذا المسلسل أنه إنسانى تشاهده أكثر من مرة خاصة أن أحداثه ممتعة وغير متكررة «ليست محروقة» فهو مسلسل يعيش لسنوات. * وما الذى جذبك لتقديم مسلسل «بين عالمين»؟ - المسلسل والشخصية مختلفين تمامًا عما قدمته من قبل، وكذلك عن المسلسلات المقدمة فى الفترة الحالية، فالعمل إنسانى وكل شخصية فيه مرسومة بشكل مميز، بجانب أنه يطرح فكرة مهمة جدًا، وهى «الاختيار» وتحمل مسئوليته والنتائج التى تعود علينا، وتأثيرها على حياة الشخص وأسرته والمحيطين به، وعلى العالم الذى يعيش فيه بسبب اختياره، وطوال أحداث المسلسل تجد شخصية «مروان» فى اختبارات صعبة ومصيرية، علاوة على أن الفكرة الإنسانية أكثر ما جذبتنى للمسلسل. * صعوبة الشخصية.. كيف تعاملت معها ؟ وهل كان هناك استعدادات خاصة ؟ - لم يكن هناك استعدادات خاصة، لكن الصعوبة كانت فى أن شخصية مروان مثله مثل أى شخص عادى يمر فى حياته بعدد من الاختبارات التى تؤثر عليه، وهنا كانت الصعوبة أن تبنى شخصية وتضيف فى كل مرحلة تغيرات، ورغم أنها بسيطة وغير ملحوظة، لكنها فى نفس الوقت تجعل الجمهور يشعر بها، خاصة أننى كنت فى حيرة من حيث رسم الشخصية التى توضع فى ظروف صعبة، ورسمت مروان من خلال مشهد أحبه كثيرًا بينى وبين هشام سليم، والذى يؤكد أن أكثر ما يهم «مروان» هو عمله وليس التقرب من شخص، وفى نفس الوقت عندما وضع فى دائرة الطموح أو السجن وأصبح فى وضع الاختيار الذى أظهر جزءًا لم يكن به، لذلك الاختيار عادة يغير الإنسان. * وهل تأثرت بالتحولات النفسية الكثيرة التى تعرضت لها خاصة أننى شعرت طوال الوقت أنك تحت ضغط عصبى ؟ - بالفعل كنت تحت ضغط طوال الأحداث، وأثرت على أثناء التمثيل، وشعرت بالراحة مع نهاية الأحداث بعدما اتخذ «مروان» قراره الصحيح، والذى نجح فيه، وتشعر بأنه لم يستطع أن يأخذ نفسه بسبب كثرة الضغوط، نظرًا لسرد الأحداث والجمع بين الحاضر والماضى وجعل البداية من الصراع الذى وصل له والعودة إلى «مروان» ما قبل التحول وهكذا، واقترحت ذلك على المؤلف أيمن مدحت والمخرج أحمد مدحت ووافقا. * ولماذا تفضل سرد أحداث المسلسل على طريقة الفلاش باك ؟ - الأمر يعود لطبيعة القصة، وفى مسلسل «شهادة ميلاد» العام الماضى كان لابد أن تدور أحداث العمل كله على طريقة الفلاش باك، أما فى «بين عالمين» الموضوع مختلف ويدور ما بين الحاضر والفلاش باك، وذلك حتى يتفهم الجمهور المواقف التى يتعرض لها، واقتراحى هذا الأمر لأن الجمهور حاليًا غير صبور وإذا عرضت له الحكاية عن طريق أحداث الحاضر فقط سيتركك، بعكس ما تبدأ بالذروة وتشرح له، لذلك تجد الجمهور منتبه كثيرًا ويستفسر ويشغل تفكيره ويتخيل وطوال الأحداث فى حالة استفزاز، وهو ما يجذبنى أكثر من الطريقة التقليدية، حيث أسعى لإمتاعهم طوال الوقت، ولا أستسهل فيما أقدمه وذلك احترامًا لهم، لذلك أعمل على أن تكون كل حلقة ممتعة ومفيدة للجمهور دون مماطلة. * وما هى المشاهد الصعبة بالنسبة لك ؟ - أعتبر من أصعب المشاهد التى مرت علىّ فى حياتى الفنية والعملية وليس فى المسلسل فقط، عندما قيل لى «بنتك ماتت» لأن الفكرة نفسها لا تحب أن تسمعها وتقربها لنفسك، ودخلت الثلاجة على أساس أنها هى، وكنت فى حالة صعبة وانهيار، ومن ثم تحولت لحالة سعادة عندما لم أجدها هى، بجانب مشهد اكتشاف أن ابنتى مدمنة، خاصة عندما تحاول أن تقرب الإحساس لنفسك. * البعض يعتبر أن هناك إسقاطًا سياسيًا على أحد رجال الأعمال والسياسة خاصة بسبب استخدام الإعلام لمصالح سياسية ؟ - نهائيًا، لم يكن هناك إسقاط سياسى فى المسلسل، والفكرة إنسانية فقط، وهى من وحى خيال المؤلف، والإعلام فى الواقع أحيانًا يتم استخدامه فى حرب رجال الأعمال والسياسة، لذلك نجد الكثير من رجال الأعمال حريصين على وجود منبر إعلامى لهم لأنه مؤثر جدًا، وكلها أمور تحدث، وفى النهاية نحن نسعى أن يعيش الجمهور مع القصة على أنها واقع، والعقد الذى بينى وبين المشاهد أن يعيش مع الخيال على أنه واقع ويصدقه، مثلما حدث فى «بعد البداية» كل الناس أكدت أنه قصة رضا هلال رغم أنها غير ذلك. * وهل واجهت أى أزمة مع الرقابة أو حذفًا للمشاهد ؟ - لم يكن هناك ملحوظة رقابية واحدة، لدرجة أننى غير سعيد بتصنيف المسلسل +16، لأنه لا يوجد لدينا مشهد دم أو اغتصاب أو ألفاظ خارجة، كما أن الرقابة لم تعترض على جملة واحدة، لكن التصنيف فى مصر حتى الآن غير مؤثر، وأعتقد أنه يتم وضعه من أجل المحطة حتى لا يتم مهاجمتهم، لأن فى الخارج يتم وضع كود بعد سن ال 12 حتى لا يشاهده الطفل، وبالنسبة لى أجعل أولادى يشاهدون مسلسل «بين عالمين» لأنه لا يوجد به شىء خارج. * وماذا عن تقديم هشام سليم فى دور مختلف وجديد عليه يبرز إمكانياته الفنية ؟ - هشام سليم ممثل عظيم من زمان، ولديه «كاريزما» النجوم، وأحبه كثيرًا وأراه نجمًا كبيرًا، ولم يقدم هذه الشخصية من قبل، وأصرينا على أن الدور له لأننا نعلم جيدًا أن مشاركته لنا إضافة كبيرة، ومتأكدين من ذلك، بالإضافة إلى أنه كان فى حالة استمتاع بالعمل، ونهايته فى أحداث العمل كانت بالانتحار لأن الشخصيات التى تشبهه فى الحقيقة عندما يفقدون السلطة والمال لا تستطيع أن تستمر وتعيش وتبنى حياة جديدة. * ألم تخش من فكرة عرض العمل خارج السباق الرمضانى ؟ - بالفعل القرار كان صعبًا، وتخوفت منه، خاصة أن العرض خارج رمضان مختلف ولا نعلم رد فعل الجمهور، لكن وجدنا نفسنا لن نستطيع اللحاق برمضان وإذا أخذنا قرارًا غير ذلك كنا سنموت ولن نخرج بشكل محترم، وأخذنا القرار لأنه كان يتبقى لنا 12 يوم تصوير فى الغردقة بكامل فريق العمل، وتصاريحهم تحتاج لوقت، بالإضافة إلى أن طريقة كتابة المسلسل صعبة وترجمتها فى المونتاج ليست سهلة وتحتاج لمجهود كبير، وأعتبره قرارًا لم يحدث من قبل خاصة أن أسباب خروج أى مسلسل تصبح نتيجة ظروف إنتاجية، لكن لم يحدث معنا لأننا نتعاون مع شركة إنتاج محترمة ومهتمة بكل تفاصيل العمل، لكن حتى نحترم أنفسنا والجمهور كان علينا الخروج رغم أنه خسارة كبيرة للمنتج والقناة وقدمنا اعتذارًا لهم وتفهموا الوضع. * وما تعليقك على النجاح الكبير الذى يحظى به العمل رغم تخوفك ؟ - ربنا أكرمنا ولما ربنا يحب يكرم بيدهشك ويعطيك أكثر من أحلامك، والحمد لله رد الفعل على المسلسل غير عادى وأسعدتنى كثيرًا، وهناك من تعاطف مع الشخصية، بجانب تحقيقه لنسب مشاهدة كبيرة على اليوتيوب، وهناك مشاهد تجاوزت الملايين، وكلها داخل مصر فقط، وهى المرة الأولى التى أعرض فيها خارج رمضان وأعتقد أن ربنا مثلما استخدمنى لإعطاء أمل لجيل موهوب فقد الأمل فى النجاح، أظن أنه استخدمنى لفتح موسم جديد خارج رمضان، وتلقيت رسالة من شخص مهم فى الميديا بعد نجاح العمل أن أهم موسم فى العام بعد ذلك سيكون شهر أكتوبر، لذلك أؤيد فكرة العرض خارج الموسم الرمضانى لأن الصناعة لابد ألا تقف على شهر رمضان فقط خاصة أننا نستمر بالتصوير لآخر يوم فى الشهر على الهواء ولا ننام وبالتالى يؤثر الأمر على الجودة. * البعض يعتبر النهاية مفتوحة.. هل تنوى تقديم جزء ثانٍ ؟ - لا، لكن الفكرة هى منح الناس أمل بأن مهما كانت اختياراتك سيئة ومهما تأثرنا بها إلا أن الأمل دائمًا موجود وعليك أن تقف وترفض وتبدأ فى السير فى طرق أخرى. * قلت فى بداية الحوار.. إن هناك من يقلد أعمالك بعد نجاحها.. كيف ترى ذلك ؟ - أرى أنه عدم اجتهاد واستسهال، وبعدما قدمت «بعد البداية» وجدت أربعة مسلسلات من النوعية نفسها، وأعلم أن الموضوع صعب، لكن ما المانع من التجربة والتفكير فى أفكار جديدة والمغامرة لكن الأمر استسهال وخوف والسير بمبدأ اللعب فى المضمون، وهى عادة لدى البشر خاصة فى مصر. * هل هناك أمل فى تقديم فيلم «الحشاشين» رغم انتهاء المشروع تقريبًا.. وهل تنوى تقديم فيلم سينمائى قريبًا ؟ - أعتقد أنه من الصعب لأن الفيلم تكلفته تتجاوز ال 90 مليونًا نظرًا لتقديمه قضية تاريخية، وبما أنه ليس كوميديًا أو أكشن فيحتمل عدم إقبال الجمهور عليه، لذلك هو قضية دولة ومن المفترض أن تتبناه لأن قراءة التاريخ أمر شديد الأهمية، كما أننى اكتشفت بالصدفة أن مروان حامد لديه نفس الحلم وعنده سيناريو مكتوب وتم تعديله أربع مرات ومع ذلك غير قادر بسبب الميزانية الضخمة، لكن أستعد حاليًا لتقديم فيلم جديد سيتم الإعلان عنه خلال الفترة المقبلة. * وما أسباب ابتعادك عن السينما ؟ - ظروف كثيرة ومعقدة منها أن رأس المال جبان وعليه أن يلعب فى المضمون وما يحقق النجاح بين الكوميديا والأكشن عدا التجارب البسيطة التى نجحت جماهيريًا أو فنيًا، بالإضافة إلى أنه منذ أحداث 25 يناير هناك تخوف من إنتاج فيلم ويحدث أى شىء فتخسر، لذلك أخذ المنتجون خطوات للخلف، لكن ما أشاهده حاليًا أن هناك حركة سينمائية منذ العام الماضى. * وما تقييمك لطرح فكرة تقديم جزء ثان من «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» ؟ - أعتقد أنها كانت مزحة من محمد هنيدى، وليس لدى أى تفاصيل لكن إذا حدث بالفعل، أشارك وفقًا للسيناريو وأحبذ ذلك كثيرًا لأن ذكريات الفيلم مازلنا نتذكرها وكانت أكثر من رائعة وبها طموح وأحلام، لذلك يؤثر فى الجمهور نظرًا للروح المميزة التى انتشرت لدينا ولدى الناس. * وماذا عن تهنئة الفنانة شويكار لك على العمل.. وهل هناك استعداد للعام الجديد ؟ - أعتبرها أهم مكالمة هاتفية جاءت لى حتى هذه اللحظة خاصة أننى لم أتوقعها، وهى المرة الأولى التى تحدثنى وتهنئنى على عمل، واستمر الحديث بيننا لمدة خمس دقائق، وأنا أستمع لصوتها وتشرح لى المشاهد وسعادتها بالعمل، أما بالنسبة للمسلسل الجديد فتم الاستقرار على «تحت الصفر» والموافقة عليه من المنتج تامر مرسى ومن تأليف تامر إبراهيم وهناك استقرار إلى حد كبير على المخرج.