وزنى زاد خمسة كيلو بسبب " توحه " ... وتخوفت من جرأة الشخصية المشاهد الجريئة لم تجرح المشاهد .. والمسلسل لا يشوه صورة المرأة قادرة هى على تجسيد الأدوار الصعبة، إثارة الجدل حول ما تقدم أصبحت عادة مع كل جديد تقدمه، اعتادت تقديم نموذج يستحق المشاهدة فى كل شخصية تجسدها، ذلك لأنها تتميز بطابع خاص فى ظهورها يتميز بأدائها وإصرارها على تجسيد الشخصية كما ينبغى أن تكون، لا تعترف بالفشل لأنها تمتلك الحماس الذى يقضى على أى لحظة من لحظات الإحباط لذلك مهما كان الدور الذى تقدمه فهو بطولة فى حد ذاته حتى وإن كان العمل لا يحمل توقيعها كبطلة أولى له.. لكن هذه المرة قررت الفنانة عبير صبرى أن تتمرد على كل القوالب الثابتة لتنتفض كامرأة ترفض أن تتحول لضحية الرجال، وذلك من خلال شخصية «توحة» التى أثارت بها إعجاب الجمهور بمجرد عرض الحلقات الأولى من مسلسل «ستات قادرة» الذى يعد أولى خطواتها نحو البطولة المطلقة، وفى حوارها مع «الصباح» تكشف عبير صبرى أسباب النجاح الكبير الذى حققه العمل والصعوبات التى واجهتها واهتمامها بالمرأة والبطولة النسائية وردها على من يتهم المسلسل بتشويه صورة المرأة المصرية. ** ما تفسيرك لحالة انجذاب الجمهور لمسلسل «ستات قادرة» ونسب المشاهدة العالية التى حققها ؟ سعيدة بردود الأفعال حول المسلسل وهو ما فاق توقعاتى، هناك أكثر من حدوتة فى العمل وثلاث قصص لبنات مختلفة وحكايات بها إثارة وتطور سريع فى الشخصيات مثل شخصية «توحة» بها جرأة وتمرد فى رحلتها من الصعيد إلى القاهرة، ويبدو أن قصص البنات تلفت نظر الجمهور سواء الرجال أو السيدات، بالإضافة إلى أن المسلسل لا يوجد به «فذلكة» أو تعالى فى الكتابة أو الطرح أو التمثيل أو الملابس فهناك بساطة فى السرد، لذلك المشاهد وجد نفسه سعيد بمشاهدة العمل. ** لماذا تم اختيار ثلاثة نماذج بالتحديد لتقديمهن ؟ لأننا عملنا على تقديم صور كثيرة للمرأة وقضاياها، والشخصيات الثلاث هن أنماط مختلفة لثلاث قصص عاشتهن الكثير من النساء وكان لابد من إظهار تلك القصص بأحداث أقرب إلى الواقعية حتى يتفاعل الجمهور معها. ** وما سبب اهتمامك فى الفترة الأخيرة بالبطولة النسائية وقضايا المرأة خاصة التى تعانى فى السنوات الماضية العمل الدرامى دائمًا كان يدور حول قصة رجل، ونادرًا ما تجد بطولة نسائية سوى لنجمة واحدة لكن عندما قمنا بكتابة «ستات قادرة» فكرت مع المخرج أحمد عاطف أن المسلسل يكون نسائى والرجال ضيوف وقصصهم تكون فى الصدارة ونتحدث من خلالها عن مشاكل النساء، خاصة أننى أميل لهذه النوعية من الأعمال لذلك سعدت بمجرد قراءتى للورق، كما أن الوقت الحالى أصبح مناسبًا لتقديم مشاكل النساء فى أعمال درامية خاصة بهم وهذا ما حدث فى مسلسل «ألوان الطيف» وفيلم «اللى اختشوا ماتوا» وحاليًا «ستات قادرة» ومن قبل كان هناك «سجن النسا». ** وماذا كان يهمك عند تقديم شخصية «توحة» فى المسلسل.. وهل نعتبرها جانيًا أم مجنى عليها ؟ كان يشغلنى تقديم شخصية فتاة اضطرت للسير فى هذا الطريق دون إصدار الأحكام عليها ودون إدانتها من عدمه سواء كانت ضحية أو لا، وكان ما يهمنى هو رؤية ظروفها وحياتها إلى النهاية دون إصدار حكم بدون معرفة الظروف، وهذا ما كنت أرغب فيه لأن من ينحرف أيضًا لا يعنى أنه شرير لكن هناك ظروف دفعته لذلك والحمد لله ظهرت الشخصية كما كنت أتمنى. ** وكيف تعاملت مع شخصية «توحة» بما فيها من تطور سريع وتركيبة صعبة؟ الحياة تتطور بسرعة ومن الممكن أن تعيش أزمة وتتعرض لها وتصبح ضحية، هناك أفراد تستسلم وتنكسر وتنتهى بذلك الدراما لكن البطل الدرامى لا ينكسر ويقاوم ويقف على قدميه ويحصل على حقه وهذه مقومات شخصية توحة التى وجدت أنها تتعرض للإهانة بطرق أخرى عندما ذهبت إلى القاهرة، فقررت أن تقف وتتصدى، من الممكن أن تكون وجهة نظرها خطأ لكنها قررت ألا تنكسر. ** المسلسل استغرق عامين من العمل.. فما أبرز الصعوبات التى واجهتك فى العمل ؟ أكثر ما أخافنى فى شخصية «توحة» هو جرأتها لأنها شخصية جريئة وتخوفت من رد فعل المشاهد من جرأتها، لذلك قررت أن أجعلها تحمل صفات إنسانية ومتناقضة، أى تشاهدها وهى ضحية وفى الوقت نفسه تقدم الخير ولها أكثر من وجه، وكنت أبحث مع المخرج أحمد عاطف عن الجوانب الإنسانية فيها وهو ما نشاهده خلال الحلقات، حتى المشاهد الجريئة كنت أعمل على تقديمها بشكل غير جارح للجمهور، أضف إلى ذلك أننا بسبب طول مدة التصوير كنا نحتاج لمجهود كبير لاستعادة الشخصية، وقمت بزيادة وزنى خمسة كيلو جرامات من أجل أن تظهر مثل الفتاة الشعبية. ** ذكرتى فى تصريحات سابقة أن العمل يحث المرأة على السعى وراء أهدافها.. حتى إذا كان بطرق غير مشروعة !!.. وهل تعتبريه الطريق الأسهل للنجاح ؟ طبقًا لأحداث العمل الطموح من الممكن أن يكون بطريق غير شرعى لكن نجد خلال الحلقات تطور فى الشخصية وتحولات كثيرة لها ومنها تطور إيجابى، وفكرة أنه الطريق الأسهل فالواقع يقول ذلك أن مثل هذه النماذج من الفتيات تسير فى هذا الطريق، ويحدث تطورًا فى أمور كثيرة، خاصة أنه بالنسبة لى شخصية لا يوجد لديها أى مقومات لأنها فتاة بسيطة تعرضت لأزمة ولم تجد من يسندها لذلك كان هذا هو الطريق الأسهل بالنسبة لها. ** وهل ترى أنها موجودة فى المجتمع بالفعل ؟ بالتأكيد «توحة» موجودة بيننا بشكل أو بآخر بصور مختلفة. ** هناك من ينتقد العمل ويعتبره جريئًا.. ويساهم فى تشويه صورة المرأة ؟ المسلسل لا يوجد به مشاهد خارجة أو الفاظ أو ما يخدش حياء المشاهد، ومن الممكن أن يعتبره البعض جرىء نظرًا لقوة الشخصيات التى تظهر قوية وتفعل ما يحلو لها وتتميز بالجرأة التى تظهر هنا على الورق فقط، ولا أتفق مع الرأى القائل بأن العمل يشوه صورة المرأة لأننى ببساطة لا أجد فيه ما يسىء لها. هناك عنصرية شديدة فى المسلسل تتمثل فى إدانة الرجل من خلال وصفه بالذئب والمتسبب فى كل ما يحدث للمرأة من أحداث ظالمة؟ نحن لا نعمم النظرة للرجال لكن نرصد النظرة لشخصية «توحة» التى تعرضت لظروف صعبة، وفى الواقع نحن نعيش فى مجتمع ذكورى ينظر للمرأة نظرة غير سوية وأنها وسيلة للإنجاب فقط، وهذه نظرة المجتمع فعليًا للمرأة خاصة إذا لم تجد أى قوة تتدافع بها عن نفسها، ووصف الرجل ب«الذئب» من وجهة نظر توحة لأنه خدعها باسم الحب والزواج لذلك فهى ترغب فى الانتقام من كل الرجال. ** بسبب سوء ظروف المسلسل وتعطيل التصوير أكثر من مرة هل فقدت الأمل فى خروجه إلى النور ؟ مع كثرة التوقفات شعرت بالضيق لكن كنت على يقين من ظهوره، والنجاح الذى وجدته بعد العرض أكد لى أن رهانى كان صحيحًا خاصة أننى مؤمنة بالعمل من أول لحظة على الورق لدرجة أننى كنت أذهب به للمنتجين من أجل إنتاجه إلى أن قدمه ونفذه المنتج ممدوح شاهين، وشعرت بأن مجهودى طوال عامين ورفضى لأى أعمال أخرى خلال تلك الفترة لم يذهب سدى لأن الورق لم يأت لى لكنه «اتولد على أيدى» منذ أن كان فكرة، فهو قصة كفاح ونجاح بالنسبة لى لإظهار قدرتى على اختيار الورق المناسب للبطولة الأولى. ** وما سبب تغير اسم العمل من «نسوان قادرة» ل«ستات قادرة» ؟ لم نكن مستقرين منذ البداية على الاسم، واختار المنتج ممدوح شاهين «ستات قادرة» بحكم أن كلمة «ستات» وقعها أفضل على المشاهد من «نسوان». ** نجاح الأعمال الدرامية خارج رمضان مغامرة كبيرة، فهل ترين فى نفسك محظوظة بهذا النجاح ؟ ما يهمنى هو عرض المسلسل فى توقيت جيد وقناة جيدة، لكنى أتفاءل بالمواسم البعيدة عن رمضان، خاصة أن الموسم الرمضانى به أعمال كثيرة ولا تستطيع مشاهدتها جميعًا للحكم عليها، لكن هناك من لا يزال يصر على العرض الرمضانى فقط ولا ينظر للمواسم الأخرى وهذا خطأ من وجهة نظرى.