سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبير صبري في حوار خاص مع "البوابة نيوز": السنوات الماضية العمل الدرامي دائمًا كان يدور حول قصة رجل .. "توحة" في "ستات قادرة" شخصية جريئة وجديدة .. ونعيش في مجتمع ذكوري ينظر للمرأة كوعاء للإنجاب
دائمًا ما تقدم فى كل شخصية تجسدها نموذجًا يستحق المشاهدة، ويحدث جدلًا واسعًا بعد عرضه، تتميز بطابع خاص فى ظهورها، ويظهر ذلك من خلال أدائها وإصرارها على تجسيد الشخصية كما ينبغى أن تكون، لا تعترف بالفشل، لأنها تمتلك الحماس الذى يقضى على أى لحظة من لحظات الإحباط، لذلك مهما كان الدور الذى تقدمه فهو بطولة فى حد ذاته، حتى إن كان العمل ليس من بطولتها، لكن هذه المرة قررت الفنانة عبير صبرى أن تتمرد، ولا تصبح ضحية للحب والرجال وتنسى أوجاعها، وتقرر أن تستغل جمالها لتخطو خطوات النجاح من خلال شخصية "توحة"، التى أثارت إعجاب الجمهور بمجرد عرض الحلقات الأولى من مسلسل "ستات قادرة"، الذى يعد أولى خطواتها نحو البطولة المطلقة. ■ المسلسل استغرق عامين من أجل الظهور للنور.. فما الصعوبات التى واجهتك فى العمل؟ - الخوف من جرأة شخصية "توحة"، وتخوفت أيضًا من مخاوف الناس من جرأتها، لذلك قررت تقديمها، لأن بها صفات إنسانية متناقضة، فأنت تشاهدها وهى ضحية وفى نفس الوقت تقدم الخير ولها أكثر من وجه، وكنت أبحث مع المخرج أحمد عاطف عن الجوانب الإنسانية فيها، وهو ما نشاهده خلال الحلقات، حتى المشاهد الجريئة كنت أقدمها بشكل غير جارح للجمهور، وهنا تكمن خطورة الشخصية، لأنها تقف على شعرة من الممكن أن تكرهها ومن الممكن أن تحبها وتتعاطف معها، أضف إلى ذلك طول مدة التصوير، فكنا نحتاج لمجهود كبير لاستعادة الشخصية، وقمت بزيادة وزنى خمسة كيلو جرامات من أجل الظهور مثل البنت الشعبية. ■ وماذا عن ردود الأفعال على المسلسل؟ - سعيدة بردود الأفعال، وهو ما فاق توقعاتى، هناك أكثر من حدوتة فى العمل، وثلاث قصص لبنات مختلفة وحكايات بها إثارة وتطور سريع فى الشخصيات، مثل شخصية "توحة" بها جرأة وتمرد من الصعيد إلى القاهرة، ويبدو أن قصص البنات تلفت نظر الجمهور سواء الرجال أو السيدات من المشاهدين، بالإضافة إلى أن المسلسل لا توجد به "فذلكة" أو تعال فى الكتابة أو الطرح أو التمثيل أو الملابس، فهناك بساطة، لذلك المشاهد تجده مبسوطًا ومستمتعا وهو يشاهد العمل ويصدق القصص الواردة فيه، لذلك تجد جماله فى البساطة التى توجد به. ■ هل تعتبرين نفسك محظوظة بنجاح أعمالك خارج رمضان؟ - ما يهمنى هو عرض المسلسل فى توقيت جيد وقناة جيدة ونجاح العمل، لكننى أتفاءل بالمواسم البعيدة عن رمضان، خاصة أن الموسم الرمضانى به أعمال كثيرة لا تستطيع رؤيتها كلها، وهذا ليس من الحكمة، ويقال ذلك منذ سنوات، لكن هناك من لا يزال مصرا على العرض الرمضانى فقط ولا ينظر للمواسم الأخرى. ■ هل فقدت الأمل فى خروج "ستات قادرة" إلى النور؟ - مع كثرة التوقفات شعرت بالضيق، لكننى كنت على يقين من ظهوره، ومع النجاح الذى حدث كان رهانى فى محله، خاصة أننى مؤمنة بالعمل من أول لحظة، فكنا نذهب به للمنتجين من أجل إنتاجه، إلى أن قدمه ونفذه المنتج ممدوح شاهين، وشعرت بأن تعبى وانتظارى عامين دون أن أرتبط بأى عمل آخر لم يذهبا هدرا، لأن الورق لم يأت لى، لكنه "ولد على إيدي" منذ أن كان فكرة، فهو قصة كفاح ونجاح بالنسبة لى، وأظهر كيف تختار عبير ورقا مناسبا وتتصدر لعمل بطولة كبيرة. ■ وهل من الممكن أن نشاهد جزءا آخر أو زيادة حلقات المسلسل؟ - لا أعتقد، نظرًا لانشغالى بأعمال أخرى، حيث إننى أستعد لتقديم مسلسل "كابتن أنوش"، وأظهر فيه بدور كوميدى لأول مرة مع بيومى فؤاد الذى أعتبر نفسى من جمهوره، والمخرج معتز التونى، وبعده أشارك فى عمل آخر فى رمضان المقبل. ■ ما سبب اهتمامك فى الفترة الأخيرة بالبطولة النسائية وقضايا المرأة خاصة التى تعانى دائما فى حياتها؟ - فى السنوات الماضية العمل الدرامى دائمًا كان يدور حول قصة رجل، ونادرًا ما تجد بطولة نسائية سوى لنجمة واحدة، لكن عندما قمنا بكتابة "ستات قادرة" فكرت مع المخرج أحمد عاطف أن المسلسل يكون نسائيا والرجال ضيوف، وقصص النساء تكون فى الصدارة، ونتحدث من خلاله عن مشاكل النساء، خاصة أننى أميل لهذه النوعية من الأعمال، لذلك سعدت بمجرد قراءتى للورق، كما أن الوقت الحالى أصبح مناسبا لتقديم مشاكل النساء فى أعمال درامية خاصة بهن، وهذا ما حدث فى مسلسلى "ألوان الطيف، وسجن النسا" وفيلم "اللى اختشوا ماتوا"، وحاليا "ستات قادرة". ■ هناك من ينتقد العمل ويعتبره جريئا.. ويساهم فى تشويه صورة المرأة؟ - المسلسل لا توجد به مشاهد أو ألفاظ خارجة، أو ما يخدش الحياء، حتى فى المشاهد التى قدمت فيها إغراء لم يحدث بها ذلك، ومن الممكن أن يعتبره البعض جريئا نظرًا لقوة الشخصيات، وأنها لا تخشى شيئا، فالجراءة هنا على الورق، والعمل لا يشوه صورة المرأة ولا أجد فيه ما يسيئها. ■ هناك إدانة فى المسلسل للرجل سواء من خلال نظرته أو وصفه بأنه "ذئب"؟ نحن لا نعمم الصورة على كل الرجال، لكن نرصد النظرة لشخصية توحة التى تعرضت لظروف صعبة، وفى الواقع نحن نعيش فى مجتمع ذكورى ينظر للمرأة على أنها وعاء للإنجاب، وهذه نظرة المجتمع فعليًا للمرأة خاصة إذا لم تجد أى قوة تدافع عن نفسها، ووصف الرجل بال"ذئب" من وجهة نظر توحة، لأنه ضحك عليها باسم الحب والزواج، لذلك ترغب فى الانتقام من الرجال.