نجح الفنان طارق لطفي خلال الأعوام القليلة الماضية في أن يثبت أقدامه كواحد من نجوم الدراما التي بات ينتظرها الجمهور كل عام, إلا أن العام الماضي جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ليخرج مسلسل بين عالمين من السباق الرمضاني المنقضي, بسبب ظروف تأخر التصوير, ليعرض المسلسل خلال أيام علي إحدي القنوات الفضائية, طارق لطفي تحدث في حواره مع الأهرام المسائي عن الأسباب الحقيقية وراء تأجيل العمل نافيا ما تردد حول أن السبب يرجع إلي تأخر موعد العرض, كما تحدث عن تفاصيل استعداده لتقديم مسلسل مأخوذ عن إحدي روايات المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة, وتراجعه عن تقديم عملا كوميديا بناء علي نصيحة بعض المقربين منه..وتفاصيل أخري في هذا الحوار:- في البداية ماذا تقصد ب بين عالمين؟ هو أن يظل الشخص بين اختيارين طوال الوقت بين عالم الخير وعالم الشر, خاصة أن الاختيارات موجودة في حياتنا بشكل لا يتخيله أحد, وهنا نسلط الضوء علي ذلك فمثلا من الممكن أن يذهب الشخص لمكان ما ويختار طريق خطأ ويصبح تائها رغم محاولاته المتكررة الوصول للطريق الصحيح ولكن دون جدوي, لتصبح النتيجة عدم إتمام مهمته, وهذا نعتبره اختيار بسيط في طريق ما, ونقصد هنا أننا طوال الوقت أمامنا اختيارات تؤثر علي حياتنا بشكل أو بآخر خاصة في الاختيارات الكبيرة, وتأثيرها علي حياة الفرد من الناحية الشخصية والأسرية والعالم, وفي هذا المسلسل شخصية مروان التي أجسدها يتم وضعه في اختيارات من أول العمل حتي نهايته. هل تري أن هناك اختيارات تفرض علينا بغير إرادتنا؟ لا ولكن طوال الوقت الشخص هو الذي يختار ولذلك يحاسبه الله والمحيطين علي هذه الاختيارات ما بين اختيارات بسيطة وأخري كبيرة مثل الحلال والحرام, ومروان هنا له حساباته الشخصية التي يختار علي أساسها اختيارات ممكن تحوله من شخص يمتلك قلب ومشاعر إلي آخر يخسر هذه المشاعر, وهنا نقصد أن نوضح أن الاختيار لا يؤثر علي حياته فقط ولكن علي شخصيته فمثلا إذا اختار شخص ما مهنة ضابط الشرطة بسبب اختياره سيكون لديه بعض القسوة لتطبيق القانون بشكل لا يمثل القانون وسيتحول بعد ذلك إلي أن يتعامل مع الظروف بقسوة مثل تربية الأولاد ومعاملة زوجته ولذلك كل اختيار يغير شئ ما بداخلنا. ما حقيقة أن شخصية مروان ستكون ملتزمة دينية هل ستسلط الضوء علي قضية ما؟ لا أناقش هذه المنطقة ولا ندخل فيها فالجمهور سيري رجل عادي يختار لمصلحته وهل سيفيد أسرته أم سيتسبب في ضررها, وهذا ظهر بوضوح في البرومو الذي طرح قبل شهر رمضان من خلال جملة قالها مروان هي قول عليا وسخ واللي أنت عاوزه بس لو اتحطيت مكاني ستكون أسوأ مني بكتير أو ستختار زي اختياري ولذلك هي مسألة اختيارات ويتم وضع الناس مكان مروان وهل سيتصرفون مثله أم لا؟. هل تسلط الضوء علي قضايا رجال الأعمال؟ لا, ولكن هناك شركات كبيرة التي لا تملك قلب حتي مع موظفيها فمثلا هناك موظف لديهم يصل إلي سن40 عاما ومجتهد ويتقاضي أجر مرتفع ولكنهم يوقفوه عن العمل فجأة دون أسباب وهناك موظفون جدد صغار السن ويتقاضوا أجور أقل ويتمسكوا بهم رغم إن ذكائهم أقل وليس لديهم خبرة وبالتالي سنسلط الضوء علي إحدي الشركات الكبري وما يحدث فيها من ظلم في إطار اجتماعي رومانسي. لماذا فضلت هذا العام تقديم عمل إنساني رغم نجاحك في الساسبنس والأكشن خلال الأعوام الماضية؟ هي محاولة للتغيير وتناول موضوعات مختلفة حتي لا أحسب علي الأكشن والساسبنس فقط فأنا لا أريد أن أحصر نفسي في أدوار الأكشن ولذلك اخترت هذا العام موضوع إنساني والعام القادم كنت سأقدم موضوعا مختلفا تماما, ولكنه تأجل لعام2019 وأحضر لشئ أخر لعام2018 وأفضل التغيير طوال الوقت لأنني لدي مساحة أريد أن يشاهدها الجمهور وأريد أن يظهر طارق بأشكال جديدة. هل ريجع خروج المسلسل من السباق الرمضاني إلي عدم انتهاء التصاريح فقط أم كانت هناك أسبابا أخري؟ ليس فقط التصاريح فهذه من الأسباب البسيطة فقد قمنا بحساب أيام التصوير التي تتبقي لنا, فوجدنا أنها لن تكفي لنهاية شهر رمضان, حتي إذا لجأنا لوحدة تصوير أخري, كما كان لدينا سفر للغردقة لكنه تأجل عدة مرات بسبب التصاريح وبالتالي كنا سنسافر أثناء الشهر الكريم فكيف إذن سنصور في وحدة تصوير ثانية بينما أبطال العمل كلهم في الغردقة وكل المشاهد تتطلب وجودهم؟, ولذلك تخوفنا من المجازفة خاصة وإن كل المشاهد المتبقية في أخر01 حلقات ولابد التركيز فيهم دون تسرع ولذلك كان التأجيل الحل الأفضل. لكن تردد أيضا أن التأجيل جاء بسبب تأخر موعد عرض المسلسل وهو الأمر الذي لم يستهويك فما حقيقة ذلك؟ لا هذا كلام غير صحيح فقد حسمنا تأجيله بسبب التصوير, والدليل علي ذلك أن العمل تم بيعه حصريا علي إحدي القنوات الفضائية, والبرومو طرح بالفعل, ولكن الجهة المنتجة تفهمت أسبابنا ووافقت في الحال كما أنه لو كان وقت عرضه متأخرا في الثانية عشر بعد منتصف الليل في شهر رمضان اعتبره توقيتا ممتازا فهناك خمس ساعات من7 إلي12 فمثلا الساعة السابعة وقت الإفطار وفي الثامنة صلاة العشاء ويليها التراويح وفي التاسعة بداية البرايم تايم والأوقات المتتالية مميزة, وبالتالي لم أعترض علي التوقيت نهائيا. ألم تخشي من عرضه خارج السباق الرمضاني بعدم تحقيقه النجاح المتوقع؟ بعض الشيء. إذن لماذا لم تؤجله إلي رمضان المقبل2018 ؟ لأنني لو اتخذت هذا القرار كنت سأضيع علي نفسي عاما كاملا, وبالتالي أضيع مجهودي ومجهود كل العاملين لمدة عام. هل ذلك حرصا منك علي التواجد كل عام؟ طبعا فأنا بكبر ولذلك يجب أن أستغل كل عام أعيشه أقدم أعمالا. علي ذكر العرض الحصري هل تفضله أم لا؟ أري أن العرض الحصري له مميزات وعيوب, فمميزاته أن الفنان يكون سعره أغلي, بينما العيب هو أن نسبة المشاهدة قليلة فالعمل الذي يتم عرضه علي عدة قنوات يحصل علي نسبة مشاهدة عالية, وهذا ظهر بوضوح في مسلسلي بعد البداية الذي حقق نجاحا جماهيريا ساحقا وظهر أيضا ذلك هذا العام من خلال مسلسل ظل الرئيس الذي حقق نجاحا جماهيريا فطريقة التوزيع علي قنوات عدة تساعد علي ارتفاع نسبة المشاهدة أما الحصري لا يجعلها بهذه الضخامة. أفهم من ذلك إنك تري إن مسلسل شهادة ميلاد لم يحقق نفس نجاح بعد البداية؟ لا أقصد ذلك فمسلسل شهادة ميلاد حقق نجاحا جماهيريا فهناك أعمال تفرض نفسها حتي لو حصريا ولكن إذا كان ذلك متزامن علي القنوات كان حقق نجاحا أكثر بمراحل مما حققه. هل بالفعل كنت ستظهر هذا العام خلال عمل كوميدي ولكنك ترددت واعتذرت عنه؟ نعم لكني تخوفت قليلا, حيث كنت سأتعاون مع المؤلف عمرو سمير عاطف, وأخطط للظهور في الكوميديا ولكن ليس الآن حيث استشرت بعض المحيطين بي وأثق في آرائهم وقالوا لي ليس الآن وطلبوا مني تأجيله لمدة عامين أو ثلاثة, فرغم مقدرتي علي تقديم هذا اللون, ولكنها حسابات وتخطيطات لتظهر في أفضل صورة. هل سيتأجل هذا التعاون مع عمرو سمير عاطف أم ستبحث عن جديد؟ لم أتحدث معه في هذا الشأن وما إذا كنا سنكمل هذا العمل الكوميدي أم لا لان بالفعل فكرة الكوميديا تراودني كثيرا وهناك رواية متميزة للراحل أسامة أنور عكاشة أعجبتني كثيرا وبدأت اقرأها مرة أخري ولكن لن أفصح عن أي شيء بخصوصها الآن. ما رأيك في مستوي المنافسة الرمضانية هذا العام؟ لا أستطيع أن أقول رأيي لأن كلهم كانوا يريدون تقديم أفضل ما لديهم واجتهدوا وبذلوا مجهود قاسيا, فالجمهور لا يعلم مدي جهدنا لتقديم هذه الأعمال حيث تمر علينا أيام لا ننام باليوم واليومين, وإذا نمنا نخطف ساعات قليلة, فضريبة عملنا مرعبة, ومن الممكن أن يكون العائد المادي مجزي ولكن الفاتورة باهظة فلا يوجد ممثل مات في فراشه, فنحن نتآكل نفسيا وصحيا, ونبتعد عن عائلاتنا بالشهور, وحاليا أصور عمل وأفكر في القادم وبعد القادم وقنوات عرضهما وتفادي السلبيات واختيار المخرجين وفريق العمل فزوجتي تقول لي أفرح بنجاحك أسبوع وبعدين ابدأ أقلق من القادم. هل بالفعل سيكون هناك جزء ثاني من فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية؟ لا أعلم شئ عنه فقد سمعت الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولكن لم يحدثني أحد بشأنه. هل من الممكن أن تقدم دورا ثانيا مرة أخري؟ هناك فرق بين الدور الثاني والبطولة الجماعية فالأخيرة مستعد لتقديمها وثبتت نجاحها عالميا وتساعد علي نجاح العديد من الأعمال بان تكون مساحة الأدوار مختلفة. ماذا عن فيلمك الذي تحضر له منذ فترة؟ مازلنا في مرحلة التحضير ولكن توقفت قليلا بسبب تصوير مسلسلي الحالي حيث مازال أمامي فيه12 يوم تصوير ولم أحصل علي إجازة مع عائلتي كما أحضر لمسلسلي الجديد, ولكنني في نفس الوقت مصر علي تقديم الفيلم لأنني أريد العودة للسينما بشكل قوي ومحترم ولكن إذا ضاق الوقت سأضطر لتأجيله ولكنني مصمم تقديمه هذا العام. هل من الممكن التخلي عن ظهورك في مسلسل درامي في رمضان مقابل السينما؟ لا لأن شهر رمضان بالنسبة لي أساسيا فمن الممكن العام بعد المقبل أقرر العمل عام وعام ولكن رمضان2018 وخاصة2019 لان روايته متميزة كثيرا فمن الممكن أن أستريح عام بعد ذلك وأحضر لفيلم. ماذا عن فيلم الحشاشين؟ توقف نهائيا نظرا لتكلفته الباهظة, ولا يستطيع منتج خاص أن يقدمه لذا يجب أن تدعمه الدولة كثيرا لكي يتم تنفيذه لان تكلفته تتعدي ال80 مليون جنيه.