أوضح المؤشر العالمى للفتوى GFI» التابع لدار الإفتاء المصرية، أن حذف «جوجل» لتطبيق «الدليل الفقهى للمسلم الأوروبى» أو ما يسمى ب«يورو فتوى» التابع للمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث، ومقره كلونسكى فى العاصمة الأيرلندية دبلن جاء بسبب رؤية احتواء التطبيق على محتوى إفتائى ينشر الكراهية ويحث على العداء والعنف ضد غير المسلمين ويعزِّز من ظاهرة الإسلاموفوبيا. أضاف أن تصاعد وازدياد ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى الغرب قد تسببت فى زيادة الخوف من أى محتوى دينى يستحوذ على عقول المسلمين، وعدم الاطمئنان له سريعًا، بل ومراجعته مرارًا وتكرارًا حتى يتم التأكد من ملاءمته للمسلمين والمجتمع الأوروبي. وأفاد المؤشر بأن أحد أهم أسباب حذف التطبيق رئاسة الدكتور «يوسف القرضاوي» «المقيم فى قطر والذى يُعدّ الزعيم الروحى المؤثر للإخوان المسلمين» للمجلس سابقًا؛ ما أثار الذعر فى نفوس الكثير من الغربيين، لترسخ صورة ذهنية سلبية عنه لما يصدره من فتاوى تحمل الكثير من الكراهية والعنف والعداء. كما تمثّلت أبرز الانتقادات الموجهة للتطبيق فى مقدمته التى كتبها «القرضاوى»، وحذفها المجلس مؤخرًا، والتى تضمَّنت إشارات مهينة للفئات غير المسلمة وتحض على العداء والكراهية للآخرين، فضلاً عن تداول فتاوى تحذر المسلمين فى أوروبا من العمل فى بعض الأماكن، مثل المطاعم والبنوك الغربية. وخلص المؤشر إلى أن كل ذلك أدى إلى إرسال رواد ومستخدمى التطبيق تنويهات «Reports» حول التطبيق والإبلاغ عن احتوائه على محتوى غير لائق، ما أدى إلى اتخاذ موقع جوجل إجراءً سريعًا تمثَّل فى حذف التطبيق وإزالته نهائيًّا من متجره، وإن كان لا يزال مستمرًّا عبر متجر «آبل». وفى السياق، أكد مؤشر الفتوى على إصدار «القرضاوي» العديد من الفتاوى التى ساهمت فى ازدياد الإسلاموفوبيا فى الغرب واتهام الإسلام بمعاداة غير المسلمين ومحاولة قتلهم والتخلص منهم، فجاءت العديد من فتاواه التى تقر بأن «نشر الإسلام فى الغرب واجب على كل المسلمين، وأن احتلال أوروبا وهزيمة المسيحية سيصبحان أمرًا ممكنًا مع انتشار الإسلام داخل أوروبا، حتى يصبح الإسلام قويًّا بما يكفى للسيطرة على القارة بأكملها». وبعد مهاجمة تنظيم القاعدة للولايات المتحدة، أوضح القرضاوى أن أسلمة أوروبا ستكون «بداية عودة الخلافة الراشدة»، كما أعلن أن «الإسلام سيعود مجددًا لأوروبا كقوة فاتحة ومنتصرة بعد طرده من هذه القارة لمرتين». وتغير رأيه فيما يتعلق بحكم الشرع فى الأعمال الانتحارية، حيث أجاز «القرضاوي» فى كتابه «فقه الجهاد» فى العام 2001م الأعمال التفجيرية للفلسطينيين ضد إسرائيل من أجل الدفاع عن أنفسهم، وبعد أن منعته أوروبا وأمريكا من الدخول إلى أراضيها على خلفية الفتوى تراجع وقال: «ونحن أجزنا ذلك للضرورة والضرورة انتهت». كما أفتى القرضاوى بفتوى دعا فيها جموع المسلمين فى العالم للجهاد بمصر وأن يكونوا شهداء، حيث طالبهم بالنزول إلى ميدان رابعة العدوية هم وأولادهم ونساؤهم، وألا يعبئوا بالتهديدات من وقوفهم أمام من وصفهم وقتها ب»القتلة الذين يقتلون النساء والشيوخ»، ولفت المؤشر إلى أنه لم يكن تطبيق المجلس الأوروبى هو التطبيق الأول الذى حذفته جوجل من متجرها، بل أعلنت فى بداية العام 2018 عن حذفها لأكثر من 700 ألف تطبيق من متجر جوجل بلاى فى عام 2017، لتزداد بنسبة (70%) مقارنة بعام 2016. وحول الأسباب التى أدت إلى قيام جوجل بحذف تلك التطبيقات، هو احتواؤها على برمجيات خبيثة تهدف لسرقة بيانات المستخدم أو النصب والاحتيال عليه، لكن هناك سببا آخر مهم وإليه يعزى حذف 250 ألف تطبيق من أصل 700 ألف تطبيق محذوف «أى تقريباً ما يعادل الثلث»، وهى التطبيقات المزيفة التى تحاول محاكاة أو استنساخ تطبيقات أخرى شهيرة وموثوقة. وفى النهاية أوصت وحدة الدراسات الاستراتيجية بدار الإفتاء والقائمة على عمل المؤشر، بضرورة تقنين الرقابة على تطبيقات الهواتف الذكية لما تحمله من خطر التواجد الدائم بين يدى الشباب.