إذا ذهبت إلى أسيوط فى يوم ما فإن د.محمد عبداللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق ينصحك بزيارة شارع الوكايل بمنطقة القيسارية، لتشاهد أحد أهم المنشآت التارخية والأثرية هناك، وهى وكالة الكاشف المجاورة لمسجد الكاشف، وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلى منشئها محمد محمد الكاشف وهو أحد كبار رجال الدولة فى العصر العثمانى فى مصر. ويرجع تاريخ هذه الوكالة إلى العصر العثمانى (923 – 1220 ه/ 1517 – 1805م) ، وقد أنشأت هذه الوكالات فى هذه الفترة لما لها من دور فى الحياة التجارية حيث إن مدينة أسيوط من المدن التجارية المهمة وقد كان الغرض من إنشاء هذه الوكالات لكى تخدم الحياة التجارية وكذلك التجار الوافدين إلى مدينة أسيوط، حيث كانت هذه الوكالات مكان لتسويق البضائع وكذلك مسكناً للتجار وأيضاً مكان لراحة الدواب.. والمدخل الرئيسى لهذه الوكالة بالواجهة الغربية،وويغلق على مدخل الوكالة باب خشبى من ضلفتين يعلوه نافذة صغيرة لإضاءة ما بعد المدخل. ونصل بعد ذلك إلى صحن الوكالة وهو مساحة مربعة مكشوفة سماوية وعلى جانبى هذا الصحن عمودان أحدهما مستدير أسطوانى والآخر مثمن وهذان العمودان يحملان الشرفات الخشبية التى تطل على صحن الوكالة، كما أنه تحيط بالصحن أربع بائكات مسقوفة بسقف خشبى مسطح عبارة عن ألواح خشبية عليها زخارف هندسية رائعة. كما يحيط بالصحن من جميع الجهات مجموعة من الحواصل أى المخازن إلا أنها تختلف فى عددها من جانب إلى آخر، ونجد كل حاصل عبارة عن حجرة صغيرة مربعة الشكل مغطاة بقبة منخفضة على حنايا ركنية ومغلق على مدخل كل حاصل باب خشبى من ضلفة واحدة وبالوكالة طابق علوى يشرف على الصحن بشرفات خشبية من الخشب الخرط، وتفتح هذه الشرفات على عدد من الغرف بنفس عدد حواصل الطابق السفلى، وهذه الغرف مسقوفة بسقف مسطح من الجريد والأفلاق التى تؤخذ من جذوع أشجار النخيل.