صحافة: أن تنشر جريدة «الأهرام» صباح الأربعاء 31/8/2011 خبرا غريباً عنوانه (تطوير قصر العيني.. بجنيه واحد).. يقول الخبر باختصار (فكرة جديدة يقودها طلاب طب قصر العيني باسم «جنيه منك وجنيه مني هانطور قصر العيني» الفكرة يقوم بها اتحاد الطلبة بكلية الطب لتطوير غرفة عمليات الجراحة التي تحتاج إلي الطاولات الخاصة بإجراء العمليات الجراحية وتبلغ تكلفة الطاولة الواحدة 50 ألف جنيه والكشاف الضوئي 20 ألف جنيه، وقد قام الطلاب بتشكيل جمعية لجمع التبرعات وقد أسهموا في توفير عدد من أجهزة رسم القلب وضغط الدم وتوفير الأسرة لغرف الرعاية) انتهي الخبر! وسخافة: أن يصل الأمر إلي أن يقوم الطلاب بجمع «قرش منك وقرش مني» لتوفير أبسط مستلزمات العلاج مثل أجهزة قياس ضغط الدم، أو أجهزة رسم القلب، وهي مهمة الحكومة وليست مهمة الطلاب، وقد لمست بنفسي ذلك القصور «المخزي» حينما شعرت بألم شديد في صدري ونقلتني ابنتي لقسم الطوارئ بقصر العيني (الجديد) عصر الجمعة 26/8/2011 قبل عيد الفطر بثلاثة أيام، وبعد أن نقلوني لغرفة العناية قام الدكتور حسين حشمت استاذ القلب بالكشف علي في اليوم «التالي» وقرر إجراء «قسطرة» تشخيصية وحدد لها الساعة الرابعة عصر نفس اليوم وتم تجهيزي للعملية، وفي الخامسة فوجئت بالدكتور حشمت يقول لي: للأسف لن نجري عملية القسطرة هنا في القصر الفرنساوي لعدم وجود «قسطرة» تخيلوا! وسننقلك غداً لمستشفي المنيل الجامعي التخصصي لإجراء القسطرة هناك، وبالفعل انتقلت صباح اليوم التالي، وبعد إجراء «القسطرة» التشخيصية قال لي الدكتور حسين حشمت: إن عندي ثلاثة شرايين «مسدودة» بنسبة تسعين في المائة واحتاج إلي إجراء عملية قلب مفتوح عاجلة، وكان الدكتور عصام بليغ استاذ القلب بقصر العيني قد سبق أن قام بتركيب دعامة لأحد شراييني في 7/10/2010. وقبل أن أتعافي من أثر عملية القسطرة بالحجرة رقم (3) بقسم قسطرة القلب، وبينما أحاول استيعاب صدمة أنني احتاج فوراً لعملية قلب مفتوح بتكاليفها الباهظة، عاجلني النائب الطبيب «ياسر» بالصدمة الثانية، حيث طلب مني ومن بقية المرضي ضرورة إخلاء القسم كله في السابعة مساء علي الأكثر من نفس اليوم، لأن القسم سيتم رشه بالمبيدات الحشرية وإغلاقه خلال فترة عيد الفطر، وهو ما حدث بالفعل.. فهل يعقل ذلك يادكتور عمرو حلمي.. أعلم أنك مثال للرقي والإنسانية، وأعلم أيضاً أن قصر العيني مستشفي جامعي ولا يخضع لإشراف وزارة الصحة، وهو ما يحب تصحيحه فوراً، لأن وزارة الصحة هي المسئول الأول عن صحة «كل» المصريين، ناهيك عن مهزلة ضرورة أن يدفع المريض ألفي جنيه «تأمين» قبل أن يدخل المستشفي.. لقد رأيت بعيني نحو ستة رجال ومعهم سيدة مريضة علي كرسي متحرك بينما هم يجمعون من بعضهم «الألفي» جنيه، وفجأة صرخ رجل منهم وراح يلطم علي خديه في مدخل قسم الطوارئ قائلاً: خلاص ملهاش لازمة الفلوس.. أمي ماتت.. أمي ماتت!