يصر الرئيس الامريكى ترامب على إحكام قبضته الكاملة على البنك الدولى وجعلة اداة وعصا غليظة لتوجيه سياسة الدول إلى ما يحبه ويرضاه والدليل على ذلك هو ترشيحه لديفيد مالباس لرئاسة البنك الدولى والذى يعتبره شخصا طيعا وملائما لافكاره فى جعل البنك الدولى اداة طيعة للرئيس نفسه وذلك خلف الكواليس وان ترامب يدرك ان صاحب هذا المنصب الرفيع والذى فى بعض الاحيان ينقذ دولا من الفقر ودولا اخرتغرق فيه حتى لو اتبعت السياسات الرشيدة للبنك الدولى. وتجرى العادة على تسليم منصب رئاسة البنك الدولى إلى أمريكى فى إطار تقاسم الأدوار مع الأوروبيين، الذين يتولون هم رئاسة صندوق النقد الدولى ومقره أيضاً فى واشنطن. وشغل ديفيد مالباس منصب كبير خبراء الاقتصاد فى مصرف «بير ستيرنز» الاستثمارى الذى أذن انهياره ببدء الأزمة المالية العالمية. فطالما دعا الكثير من الناشطين إلى إدخال إصلاحات على البنك الدولى بسبب سلسلة من الاخفاقات والفضائح فى مجال حقوق الإنسان ومشيرين إلى أن مشاريعه كثيرًا ما أدت إلى تدهور أحوال الفئات الأفقر فى العالم وأضرّت بالبيئة أو رسخت سلطة النخب الثرية النافذة سياسيا والطغاة. وذكرت أن مالباس عمل خلال مسيرته المهنية الطويلة فى الاقتصاد الإنمائى على «إقصاء» الصين التى يزداد ثراؤها وطموحها من تمويل البنك الدولى فى وقت تواصل العمل على مبادرتها الطموح المرتبطة بمشاريع بنى تحتية فى عدة قارات والتى أطلق عليها «الحزام والطريق. وأكد فى شهادة أمام الكونجرس آنذاك أن هذه المؤسسات “فاسدة عادة فى ممارساتها المرتبطة بالإقراض ولا تفيد الناس” فى البلدان المعنية، وعندما طُلب منه تقديم أمثلة على ذلك، أشار إلى الوضع فى فنزويلا وجنوب أفريقيا، غير المنضويتين فى برامج البنك الدولى . اتهم ديفيد مالباس، المرشح لرئاسة البنك الدولي، البنك بالتبذير والفساد وبالسخاء المفرط مع الصين، وتمثل هذه الاتهامات صدى لقائمة من انتقادات للبنك داخل المجتمع الدولى منذ مدّة طويلة. ولم يتردد مالباس عام 2017 فى انتقاد المؤسستين الدوليتين، واعتبر أن «نفقاتهما كبيرة» و»غير فاعلتين» و»غالباً فاسدتان فى طريقة منحهما للقروض وعدا إذا حدثت مفاجأة كبرى، حيث إن البنك الدولى كان دائماً تحت رئاسة أمريكية، فإن مالباس المسئول الكبير فى وزارة الخزانة الأمريكية الذى رشحه الرئيس دونالد ترامب سيدير هذه المؤسسة التى تتمثل مهمتها فى خفض الفقر فى العالم عبر تمويل مشاريع تنمية. واستنكرت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى هذا الخيار، معتبرة أن اختيار ديفيد مالباس قد يقوض مهمات المؤسسة. وعلّق الوزير السابق للأعمال العامة فى ليبيريا غيد مور على ترشيح مالباس بالقول فى تغريدة إن «مفتعل حرائق سيصبح رئيس جهاز الإطفاء».