عند أحمد زكي كل الأشياء تبدو عبقرية.. حتي موته كان كذلك. في الوقت المناسب تمامًا مات العبقري أحمد زكي قبل أن يهم بتمثيل فيلم «الضربة الجوية» عن حسني مبارك.. وقد أراد بصدق أن يفعلها.. بل وطلب من كثيرين كتابة فيلم يتناول قصة تلك الضربة الفشنك. ولو كان قد فعلها وقامت ثورة يناير بعدها لو منعه الثوار والأحرار في قائمة الفلول التي لم يخل منها كبير أو صغير، كان أحمد زكي يحب مبارك بصدق.. فهو رجل لا يعرف الكذب طريقًا لقلبه - أقصد أحمد زكي طبعًا - كان يحب مبارك حتي قبل أن يأمر الرئيس السابق بعلاج الفنان القدير علي نفقة الدولة بعد إصابته 2005 بسرطان الرئة.. ثم عام واحد ومات بعدها لتحزن مصر كلها عليه شعبًا وحكومة.. فهو الفنان الاستثنائي فوق خارطة السينما المصرية. عندما قام الفنان العبقري بتجسيد شخصية السادات في فيلم يحمل عنوان «أيام السادات» غضب منه الكثيرون واعتبره البعض: نزقُ العباقرة.. أو زلة الفارس.. أو كبوة الجواد.. والبعض الآخر قد عزَّي نفسه بأن العبقري الآخر محمد خان هو مخرج الفيلم.. وأن في النهاية الفيلم به سينما وفيه تمثيل. لكن الورطة كانت ستكون في «الضربة الجوية» من سيكتب الفيلم؟ ومن سيخرجه؟ بالتأكيد كان كثيرون سيفعلون ذلك وبسرعة وإجادة ورضا وفن.. وكان أحمد زكي سيفعل ذلك بحب وتقمص شديدين.. ومبارك كان سيفتتح الفيلم في عرضه الخاص. كثيرون من الكتاب والصحفيين والفنانين الكبار الذين ماتوا قبل الثورة بأعوام قلائل تمنينا لو عاشوا حتي شاهدوها ثم ماتوا بعدها.. إلا أحمد زكي فهو الأوحد فيهم الذي مات في وقته وميعاده تمامًا وقبل أن يضعه الثوار في قائمة سوداء لا تليق بفارس وفنان حقيقي وأعلي اسم مصر بعدد ما قدمه من أفلام ومسلسلات.. بعدد ما أثاره في الحياة من حب وصخب وصدق وإخلاص. أحمد زكي «البيه البواب».. و«ناصر».. و«السادات» و«طه حسين».. و«الضابط هشام» و«الوله عيد» و«كابوريا» و«مستر كاراتيه».. و«هو مش وهي».. لا يمكن أبدا أن يكون حسني مبارك.