زيارة استثنائية غير عادية إلى أحد أبرز الأصدقاء الأوروبيين.. إلى عملاق الصناعة ألمانيا.. زيارة تعبر عن تقدير كامل للقيادة السياسية المصرية ودور مصر المحورى فى مستقبل الشرق الأوسط لعقود مقبلة. السيسى يشارك فى مؤتمر ميونخ للأمن يطرح رؤية مصر لحل أزمات الشرق الأوسط ويعلن الثوابت المصرية
1- ترسيخ تماسك مؤسسات الدول وقواتها الوطنية النظامية 2- الحفاظ على كيان الدولة الوطنية 3- احترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية الرئيس عبد الفتاح السيسى وصل أمس إلى مدينة ميونخ الألمانية، تلبية للدعوة الموجهة للمشاركة فى أعمال مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2019. وقال السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية إن مؤتمر ميونخ يعد أحد أكبر وأهم المؤتمرات الدولية التى تناقش السياسة الأمنية على مستوى العالم، ويلتقى خلاله المئات من القادة والشخصيات الدولية البارزة وصناع القرار من مختلف دول العالم وفى مختلف المجالات الأمنية والسياسية والعسكرية، للتباحث حول التحديات التى تواجه العالم على مختلف الأصعدة، وسبل التصدى لها. وأضاف راضى أن الرئيس سيطرح خلال المؤتمر رؤية مصر لسبل التوصل إلى حلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، فى ضوء ثوابت سياسة مصر الخارجية التى تستند إلى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية، وترسيخ تماسك مؤسساتها، وقواتها الوطنية النظامية واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الإقليمية، وكذا جهود مصر فى إطار مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. يستعرض الرئيس رؤية مصر لتعزيز العمل الإفريقى خلال المرحلة المقبلة، فى ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى للعام الجارى 2019، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادى الإقليمى على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، فى إطار أجندة إفريقيا 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلا عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات. وذكر راضى أن زيارة الرئيس لألمانيا ستتضمن أيضًا نشاطًا مكثفًا على الصعيد الثنائى، حيث من المقرر أن يلتقى مع عدد من رؤساء الدول والحكومات لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر ودولهم فى شتى المجالات، بالإضافة إلى تبادل الرؤى ووجهات النظر حول تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيلتقى الرئيس مع كبار رجال الأعمال ورؤساء الشركات فى ألمانيا والعالم، وذلك فى إطار جهود مصر لتشجيع الاستثمار ودفع جهود التنمية الشاملة بها وكذا استعراض تطورات الإصلاح الاقتصادى فى مصر ومستجدات تنفيذ المشروعات التنموية الجارى العمل بها.
4-زيارات تحقق قمة التعاون مع الصديق الأوروبى تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى الحالية إلى مدينة ميونخ الألمانية، لتؤكد مستوى العلاقات الجيدة بين مصر وألمانيا فى الفترة الأخيرة وتعكس مدى الشراكة بين البلدين فى ملفات عديدة على المستوى الثنائى وأيضًا على المستوى الإقليمى والأوروبي. حيث تعد هذه الزيارة هى الرابعة للرئيس السيسى إلى دولة ألمانيا، حيث كانت أولى زيارات الرئيس فى يونيو 2015, والتى نجحت فى إحداث تحول فى الموقف الألمانى السلبى تجاه «ثورة 30 يونيه» ووضعت الأسس التى أدت لإتمام زيارة «ميركل» للقاهرة فى مارس 2017، وما أعقبها من زيارة أخرى للرئيس لبرلين فى يونيو 2017 بشكلٍ أحدث نقلة نوعية فى طبيعة العلاقات بين البلدين أعادتها إلى مسارها الطبيعى الذى يتسق مع العلاقات التاريخية بين مصر وألمانيا. ثم جاءت زيارة الرئيس الثالثة إلى برلين فى أكتوبر 2018، لتعِّبر عن مستوى النُضج الذى وصلت إليه العلاقات بين البلدين وما أصبحت تقوم عليه من ركيزة للتعاون المشترك والمصالح المتبادلة. مجالات تعاون كثيرة تجمع مصر بألمانيا بداية من مساعى مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية ونقل وتوطين التكنولوجيا فى عدد من المجالات فى مقدمتها صناعة السيارات والارتقاء بمستوى التعليم فى مصر استنادًا إلى الجودة الألمانية سواء فيما يتصل بالتعليم الجامعى أو الفنى، فضلًا عما أصبحت تمثله ألمانيا من أهمية كأكبر مصدر للسياحة الأوروبية لمصر. ويشهد التعاون مع ألمانيا فى قطاع السيارات، خاصةً بعد عودة شركة مرسيدس إلى الأسواق المصرية، طفرةً نتيجة جهود مصر أن تصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا فى صناعة السيارات ليس فقط السيارات التقليدية ولكن تكنولوجيا المُستقبل فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية ووسائل التنقل الكهربائية الحديثة. كما شهدت زيارة وزير الاقتصاد والطاقة الألمانى لمصر وضع حجر أساس أول جامعة تطبيقية ألمانية فى مصر يوم 3 فبراير 2019, بالعاصمة الإدارية الجديدة بمشاركة وزير التعليم العالى المصرى، وتحالف مكون من عشر شركات ألمانية لتوفير احتياجات السوق المصرية من العمالة الماهرة والمُدربة، وتمنح شهادات معتمدة من الجامعات الألمانية بما يسهم فى رفع جودة العملية التعليمية بمصر. ومن المقرر افتتاح الجامعة عام 2020. ويُعدُ التعاون مع ألمانيا فى مجال إدارة وتدوير المخلفات أحد أهم المجالات التى بدأت مصر فى متابعة سبل التعاون بشأنها مع الجانب الألمانى. وفى مجال السياحة، من المتوقع أن يشهد العام الراهن طفرة كبيرة فى مجال السياحة تبدأ بمشاركة مصر بشكل متميز فى بورصة السياحة ببرلين فى مارس 2019، أخذًا فى الاعتبار أن عام 2018, شهد أكبر تدفق سياحى ألمانى إلى مصر هو الأكبر على الإطلاق فى تاريخ العلاقات بين البلدين. أول رئيس غير أوروبى يلقى كلمة فى الجلسة الافتتاحية من المقرر أن يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة فى الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر يوم السبت، إذ تعد المرة الأولى منذ تأسيس المؤتمر عام 1963 التى يتحدث فيها رئيس دولة غير أوروبية فى الجلسة الرئيسية للمؤتمر التى تعقد صباح السبت بمشاركة المستشارة الألمانية «ميركل»، وهو الأمر الذى يؤكد المكانة التى يحظى بها الرئيس السيسى لدى الدوائر السياسية الألمانية والدولية، فضلًا عن الأهمية التى تعلقها تلك الدوائر على دور مصر فى المنطقة والحفاظ على استقرارها، خاصةً فى إطار التصدى للإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية. وتأسس مؤتمر ميونخ عام 1963 كإحدى وسائل التقريب بين وجهات نظر كبار القادة فى العالم لتفادى نشوب حروب عالمية جديدة، وبالرغم من تغير اسم المؤتمر على مدار العقود الماضية عدة مرات حتى استقر على اسمه الراهن، إلا أن الهدف من المؤتمر لم يتغير وإنما تطور المؤتمر حتى ارتفع عدد المشاركين به من 60 شخصًا عام 1963، أبرزهم هنرى كيسينجر وهيلموت شميتد، إلى ما يقرب من 350 مشاركا من كبار المسئولين الذين يمثلون 70 دولة فى الدورة ال54 للمؤتمر عام 2018. ومن المقرر أن يتضاعف عدد المشاركين فى هذه الدورة إلى ما يقرب من 700 مشارك و1200 صحفى. فاق مؤتمر ميونخ للأمن فى أهميته مؤتمر دافوس الاقتصادى، وأصبح أهم مؤتمر دولى للأمن فى العالم يشارك به رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية والوزراء وأعضاء البرلمان والممثلين رفيعى المستوى للقوات المسلحة والمجتمع المدنى بالإضافة إلى ممثلى دوائر الأعمال ووسائل الإعلام. ويرأس المؤتمر منذ عام 2009 الدبلوماسى الألمانى السابق، وسفير ألمانيا الأسبق فى «واشنطن»، «فولفجانج إيشينجر»، والذى حوَّل المؤتمر لمنظمة غير هادفة للربح منذ 2011 يتولى رئاستها منذ ذلك الوقت، بهدف معالجة القضايا الأمنية ومناقشة وتحليل التحديات الأمنية الرئيسية الحالية والمستقبلية من خلال المناقشة وتبادل الآراء حول تطوير العلاقات عبر الأطلنطى وكذلك الأمن الأوروبى والعالمى. ويتم تنظيم المؤتمر كحدثٍ خاص غير رسمى دون اتخاذ قرارات حكومية مُلزمة ولا يصدر عنه بيان نهائى مشترك. ومن المقرر أن تستضيف القاهرة اجتماعات «مجموعة النواة» لمؤتمر ميونخ للأمن الفترة المقبلة.