نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريراً أعده مراسلها في ليبيا مارتن فلتشر تناول فيه قضية البحث عن العقيد معمر القذافي في غرب ليبيا مورداً شهادات مقاتلين ومواطنين ليبيين تقول إن خميس القذافي قتل وأن سيف الإسلام القذافي شوهد في بلدة بني وليد. بني وليد بلدة يسكنها نحو 50 ألف نسمة هي معقل قبيلة ورفلة التي بقيت معظمها مؤيدة للقذافي، ويشك الثوار في أنها تؤوي اثنين من أبنائه الملاحقين، وربما والدهما أيضاً، وكانت طائرات حلف شمال الأطلسي «الناتو» تقصف أهدافاً هناك لعدة أيام، ويهدد الثوار بشن هجوم عليها غداً إذا لم تستسلم. عبدالله التربي «50 عاماً» جالساً في ظل شجرة نادرة علي جانب الطريق انتظر حتي ابتعد قروي يتنصت قبل أن يجرؤ علي الكلام حيث قال: إن بلدة بني وليد لم يعد فيها كهرباء ولا هواتف ولا وقود، كان هو وعائلته هاربين من المعركة المقبلة، أصر علي أنه منذ ثلاثة أيام رأي شخصياً سيف الإسلام القذافي يزور بيتاً مقصوفاً في البلدة التي قتل فيها العديد من الناس، وقال: «أنا واثق تماماً من أنه هو». علي مقربة منه قال رمضان الفوقي «44 عاماً» وهو ميكانيكي إنه رأي عدة قوافل من سيارات رباعية الدفع بنوافذ مظللة تسرع باتجاه بني وليد بعد سقوط طرابلس، ومنذ ذلك الحين رأي عدداً كبيراً من العائلات تأتي بالاتجاه المعاكس بسيارات وشاحنات مليئة بالأمتعة. في ترهونة، قال العقيد عبدالرزاق وهو قائد محلي للثوار يعمل في قاعدة عسكرية سابقة وضعت فيها صور القذافي كماسح للأقدام، إنه كان متأكداً من أن سيف الإسلام وأخاه المعتصم كانا في بني وليد لأن لديه جواسيس هناك، وأضاف: أما بشأن معمر القذافي، فأنا غير متأكد، كما أن خميس القذافي قد يكون أيضاً في بني وليد، وربما يكون قد قتل. علي بعد أميال قليلة من ترهونة كان الهيكل المحترق لسيارة «تويوتا لاند كروزر» ماثلاً علي جانب الطريق، محاطاً بطلقات رصاص فارغة، قال عبدالرزاق إنها كانت جزءاً من قافلة هاجمها كمين من مقاتليه بينما كانت متجهة إلي بني وليد بعد سقوط طرابلس، وأن خميس قتل فيها، ويستدعي أسيراً يبدو عليه الخوف واسمه عبدالسلام طاهر «17 عاماً» قال إنه كان يمسك سلاحاً مضاداً للطائرات في شاحنة أمام مركبة خميس، وقال الشاب: لقد احترقت السيارة بالنيران، أنا واثق من أنه قد مات. وكدليل إضافي قدم العقيد عبدالرزاق بغرابة دفتر ملاحظات يعود إلي جيريمي بوين، مراسل «بي بي سي» وقال إنه استخرج من إحدي السيارات التي وقعت في الكمين كان تاريخه يعود إلي مارس ويقول زملاء في «بي بي سي» إن بوين احتجز في طرابلس في ذلك الحين. سواء كان خميس قد قتل أم لا، فمن الواضح أن معركة شرسة وقعت علي الطرق إلي بني وليد في خندق قرب السيارة المحطمة، كان الثوار قد دفنوا سيارتين محترقتين أخريين مع أسلحة رشاشة ثقيلة، وسيارة «لاند كروزر» محطمة أخري، ومركبة رابعة دمرت إلي درجة أنه أصبح من المستحيل تمييز نوعها. وفي رسالة صوتية من مخبئه المجهول أصر القذافي علي أن القبائل في بني وليد وسرت مسقط رأسه، لن تستسلم أبداً وأنها ستقاتل حتي تحترق ليبيا.