مصر تغرس شجرة محبة وتطلق رسالة سلام فى عيدالميلاد

احتفل مسيحيو مصر، بعيد الميلاد المجيد، حيث أقيمت الصلوات فى كل كنائس الجمهورية، وسط حضور كبير من المصلين وتهانى من المسئولين فى المحافظات، إلا أن الهدية الأكبر كانت فى افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، والرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إلى جانب وفود رسمية من عدد من الدول العربية والأجنبية، وبمشاركة وفود كنسية.
يدًا بيد دخل الرئيس والبابا وشيخ الأزهر والرئيس عباس أبومازن، على دقات أجراس الكاتدرائية الجديدة والتراتيل الكنسية لافتتاح الكاتدرائية وتقديم التهنئة بالعيد، ووصف الرئيس السيسى افتتاح الكاتدرائية باللحظة التاريخية، وأضاف خلال كلمته: أوجه كل التحية والاحترام لأرواح شهدائنا المصريين الذين سقطوا وأقول «المصريين»، ولن اتحدث على الجيش والشرطة والمدنيين من أشقائنا المسيحيين وأيضا شهدائنا فى الجامع.
واستطرد: «هذه اللحظة مهمة فى تاريخنا لأن إحنا لما كنا من سنتين موجودين فى العباسية، قولت للبابا: خلال العام القادم نبقى موجودين ونحتفل بالمرحلة الأولى، النهاردة احتفالنا احتفال كامل بانتهاء الكاتدرائية والمسجد»، وأكمل الرئيس: «لن نسمح لأحد أن يصنع فتنة طائفية، فى الحقيقة لا أحب هذا التعبير.. لأن إحنا واحد وهنفضل واحد، وافتتاح الكاتدرائية والجامع يحمل هذا المعنى».
وتابع: «غرسنا اليوم شجرة المحبة، فمحبتنا لبعضنا البعض، الشجرة دى لسه عاوز يتحافظ عليها ونكبرها لغاية ما ثمارها تخرج من مصر للعالم كله، المحبة والتسامح والتآخى بين الناس وبعضها»، وأكد: «الفتن لن تنتهى، والله حمى مصر، وسوف هيحفظها لأجل خاطر أهلها، فكل المصريين طيبين، الفتن لن تنتهى لكن نحتاج اليقظة والوعى».
واستطرد: «هنا اقتبس من كلام قداسة البابا وأقول فى 2013 تم الاعتداء على الكنائس والبابا قال: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن، مؤكدًا: الكلمة دى لن أنساها لقداسة البابا».
قدم البابا تواضروس الثانى التهنئة لجموع الشعب القبطى فى كل العالم، بمناسبة عيد الميلاد المجيد، وقال فى بداية عظته «اهنئكم جميعا بعيد الميلاد المجيد 2019، وفى هذا المكان الجديد فى العاصمة الإدارية، وأود أن أشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى حقق وعده بأن يكون اليوم غير مسبوق فى مصر بافتتاح مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح، وبهذه الصورة الجميلة نقدم رسالة رائعة لكل العالم عن مصر فى تاريخها المجيد وحاضرها السعيد ومستقبلها المشرق.
اختتم تواضروس قائلًا: «إننا نذكر أبناءنا الشهداء الذين قدموا دماءهم على أرض مصر، ونصلى من أجل أسرة الشهيد الرائد مصطفى عبيد وأن يمنح أسرته العزاء، ونصلى من أجل بلادنا العزيزة أن تحيا فى سلام وتقدم ونتفاخر بها فى العالم».
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، «اليوم نفتتح صرحين للعبادة، أعتبر هذا الحدث حدث استثنائى، ولَم يحدث من قبل على تاريخ المسيحية والإسلام، فقد كان بناؤهم فى وقت واحد تجسيدًا لمشاعر المودة والأخوة، والصرحان يحق لمصر أن تفخر بها، وبعاصمتها الجديدة»، مؤكدًا «ستقف الكاتدرائية صامدة شامخة بجوار المسجد يتصديان لمحاولات بعث الفتن الطائفية، متابعًا: وعن موقف الكنائس فى الإسلام فهو محسوم، الدولة الاسلامية بحكمها الشرعى ضامنة وحامية للكنائس والمعابد اليهودية، والمسلمون يتقدمون فى حماية الكنائس وليس مجاملة ولكن وفق آيات القرآن، وهى تكلف المسلمين للقتال والدفاع عن الجوامع والكنائس والمعابد، وليس من العلم أن يتم استدعاء فتاوى فى أزمنة أخرى.
بطاركة الكنائس حول العالم يشاركون الاحتفالية
شارك بطاركة الكنائس على مستوى العالم فى افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح، مقدمين التهنئة بعيد الميلاد المجيد لمسيحيين مصر، وقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والشكر للرئيس المصرى على خطواته الدائمة والداعمة لثقافة العيش المشترك بين شعب مصر.
فى كلمته وجه مار بشارة بطرس الراعى بطريرك أنطاكية ولبنان المارونى تحية كبيرة للرئيس السيسى لما قدمه من إنجازات، قائلًا: «أوجه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على أنه تكفل ببناء الكاتدرائية الكبرى باسم «كاتدرائية ميلاد المسيح»، أما البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو هو بطريرك للكلدان الكاثوليك بالعراق، قال فى كلمته «أتقدم بالتهنئة للبابا تواضروس بابا الكنيسة المصرية، وللرئيس السيسى الذى يرسخ العيش المشترك فى الدولة المصرية، وتعتبر كاتدرائية ميلاد المسيح رسالة للمسيحيين والمسلمين فى الدول المجاورة والعربية لكى يعيشوا هذا العيش المشترك على أسس متينة».. كما هنأ بطريرك الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية البطريرك متياس الأول مسيحيين مصر على الكاتدرائية الجديدة، وقال البطريرك يوسف العبسى، بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك، «راجين الله أن تكون الصلوات التى سوف ترفع فيها عاملًا فى تأكيد وحدة المصريين وأمنهم وسلامتهم.