رغم أنه الفيلم الروائى الأول له إلا أن المخرج اللبنانى لوسيان بورجيلى استطاع من خلال فيلم «غداء العيد» أن يسلط الضوء على أبرز المشكلات الاجتماعية والسياسية التى يعانى منها مجتمع بلده من خلال انغماس المشاهد مع يوم تقضيه إحدى العائلات بالاحتفال بعيد الفصح. فعلى الرغم من التناغم الذى يظهر بينهم والحب والفرحة إلا أن حدوث مشكلة واحدة صغيرة تدفع الكل للجنون وإخراج كل ما يكنه فى صدره من مشكلات، فتم تسليط الضوء على مشكلة البطالة والرشوة بالانتخابات السياسية ومشكلة المسلمين والمسيحيين وغيرها من الأمور التى ظهرت فى خلاف عائلة واحدة. فى بداية حديثه ل«روزاليوسف» قال بورجيلى إنه استعان بفكرة الفيلم من خلال واقعة لخلاف أسرى شبيهه حدثت مع أحد أصدقائه، مؤكدًا أنه بنى عليها فكرة هذه العائلة بأطرافها ومشاكلها وشخصياتها، فالعمل يعتبر مبنيًا فى الأساس على واقعة حقيقية ولكن مع اختلاف الأحداث والشخصيات. وأكد أنه اختاره ليكون عمله الروائى الأول لأن به عناصر كثيرة مكتملة وتحديات خاصة مع صعوبة التصوير والتكوين الدرامي. وعن الفيلم قال بورجيلى أنه عمل على انتاجه بشكل شخصى خاصة أن الأعمال السينمائية لا تجد دعمًا فى لبنان ولا توجد جهة تعطى منحًا أو دعمًا وكلها تكون من خلال الجهود الشخصية والحصول على المنح من المهرجانات المختلفة. مضيفًا أن تصوير الفيلم استغرق 9 أيام وكان مرهقًا خاصة أنه كتب مشاهد يصل الواحد منها إلى 15 دقيقة واضطر لإعادتها لأن المشهد يحمل كل الممثلين ويجب عليه ألا يتم الخطأ به. مؤكدًا أنه كتب السيناريو وكأنه مرتجل فكل الشخصيات تتحدث معا حول المائدة للشعور بحميمية الأسرة. وأضاف قائلًا: «أردت أن أنقل المشاهد للانغماس داخل الأسرة اللبنانية العادية والتى تشبه أغلب الأسر العربية فى الاحتفال بالأعياد. فالعائلة توجد بينها مشاكل كثيرة لا تخرج أسرارها من باب الدار ولكننا اقتحمنا هذه العائلة وكان المشاهد يجلس بينهم دون الشعور بأنه غريب. وعندما عرض الفيلم بلبنان سعدوا كثيرا لتصوير العائلة التى تشبه عائلاتهم، ولكن هناك سيدة من الجمهور انتقدت فكرة المشاكل التى يمرون بها والخلافات الحادة، ولكنها اعترفت فى النهاية بأن ما رصدته كان واقعيًا وحقيقيًا». وكشف لوسيان ل«روزاليوسف» عن حذف الرقابة بلبنان لمشهد إساءة طرد أحد أفراد العائلة لصديقة أخيه لأنه اكتشف أنها كانت ترتدى الحجاب، حيث قال: «أنا ضد القوانين الرقابية وأرى أنها تختلف مع حرية الإبداع والتعبير.. ولكن بشكل عام اضطررت لمسايرة الرقابة فى حذف اللقطة السابق ذكرها لأنى عندما اعترضت من قبل على أحذف أحد المشاهد لمسرحيتين سابقتين لى تم منع عرضهما تمامًا. فكانت فكرتى هو مسايرة الأمور حتى تصل رسالة الفيلم للجمهور. والمشكلة أن العمل أغلب مشاهدة مطولة وتم تصويرها مرة واحدة فعندما تم قطع اللقطة تسبب هذا فى فقدان المشهد لتوازنه وكل من شاهد الفيلم هناك شعر بأنه مبتور فى المنتصف».