شهدت القاهرة الأسبوع الماضى انعقاد اجتماع الهيئة التأسيسية للمجلس الإسلامى العالمى للدعوة والاغاثة الخامس والعشرين برئاسة شيخ الأزهر د. أحمد الطيب وذلك بعد تغيب أربع سنوات ، حيث أدى الاجتماع إلى فتح العديد من الملفات والقضايا المهمة فى العمل الإغاثى والدعوى ، وطرح جديد من قبل الأزهر الشريف فى مجال الدعوة والإغاثة. وكعادته كان للأزهر الشريف رؤية جديدة تنبنى على النقد البناء من أجل تصحيح المسار كان من أهمها دعوته للمنظمات الإسلامية بإبعاد العمل الإغاثى عن أى توجهات دينية أو سياسية. وحول المقصود من أبعاد العمل الإغاثى عن أى توجه دينى أوضح د. عباس شومان وكيل الأزهر السابق. أنه لابد وأن تكون أعمال الإغاثة قائمة على مبدأ إنما نطعمكم لوجه الله، وأن تكون الإغاثة للإغاثة فقط و له الفقر والجهل عمن يعانون منه، فلا يوجه العمل الإغاثى من خلال نظرة حزبية أو سياسية أو دينية. وأوضح أن الإغاثة حتى تكون على طريقها الفعال لابد من قيام العمل الإغاثى على مبدأ مهم وهو أنه مع اشتداد حاجة الفقراء والمساكين فلابد من الإيثار وعدم الشح عليهم.. حيث أن ما يعانى منه المجتمع المسلم سببه خلل فى تطبيق العمل الإغاثى والالتزام بتطبيق شريعة الإسلام فى الزكاة، وعلينا تصحيح هذا الخلل. وطالب بضرورة أن تنفق الزكاة على الفقراء وإن لم يكونوا مسلمين لأن من مصارف الزكاة تأليف القلوب، موضحا أن حصر الزكاة على فقراء المسلمين يدعم تلك الدعاوى التى تقول إن الإسلام دين عنصرى. وقال شومان إن العمل الإغاثى ما زال بحاجة إلى توجيه، فعندما ذهبت على رأس وفد أزهرى الى مخيمات بالمهجرين من ميانمار والهاربين من الإبادة فى بورما لم نجد اهتماما من المنظمات الإغاثية الإسلامية، الذين ينتظرون الموت جوعا أو مرضا. وشدد على ضرورة تحصين كيانات العمل الإغاثى من الاختراق من الجماعات حتى تظل محل ثقة وتقدير من جميع الدول والمسئولين وحول مشاكل الدعوة ودور المنظمات الإسلامية منها قال د.شومان إننا لا نوجه انتقادات لأننا فى ميدان واحد ونؤدى رسالة واحدة فى الدعوة. والإغاثة.. إلا أن الدعوة فى عالمنا الإسلامى ليست فى مسارها الصحيح نتيجة للاختراقات الكثيرة التى تقع فى الدعوة. وشدد أن تسلط غير المتخصصين على الدعوة الإسلامية هم الشر الأكبر الذى وعلينا أن ننقى مجال الدعوة من هؤلاء الدخلاء. من جهته أوضح عبد الرحمن الزيد الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامى أن هناك اهتماما كبيرا باستعادة الشباب وتحصينهم من الإفراط والتفريض والاقتراب منهم عبر وسائل التواصل الاجتماعى المحبب إليهم فانشئت إدارة للتواصل الالكترونى وقدمت للشباب الفكر والمعلومات الصحيحة. فيما أوضح د.عبد الله المصلح الأمين العام للمجلس الإسلامى للدعوة والإغاثة أن المجلس هو المؤسسة العالمية الوحيدة التى جمعت هذا العدد من المنظمات الإسلامية، وله آثار عريقة وقديمة فى خدمة العمل الإغاثى والدعوى، وأنه بنهاية هذا العام يبلغ المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة عامه الثلاثين، وأن المنظمات الإسلامية العالمية أصبحت اليوم شريكا فى تنمية المجتمعات الإسلامية. وفى كلمته قال د. عزت جرادات الأمين العام للمؤتمر الاسلامى لبيت المقدس ورئيس لجنة القدسفلسطين بالمجلس أن المجلس الاسلامى العالمى للدعوة والإغاثة نشأ لجمع كلمة الهيئات العاملة فى الدعوة والإغاثة ورسالته انبثقت من رسالة الأزهر بنشر الدعوة والإغاثة بروح من الوسطية والمفهوم الحقيقى للإسلام. أضاف أننا نواجه خطرين اليوم هما الصهيونية والإرهاب.. حيث تعمل الأولى على إنشاء دولة الصهيونية على حساب محو فلسطين.. أما الإرهاب فنشأ ضد الإنسانية وهو ما يجعل دور المجلس أكبر فى مواجهة هذين الخطرين، وهو ما يتمسك به المجلس ولفت إلى أنه كان لابد من مفهوم جديد للإغاثة فى المجلس من خلال التنمية المستدامة لأصحاب العوز وتنمية المجتمعات الإسلامية والفقيرة. وعن أبرز اعمال الإغاثة التى ستقدم خلال الفترة القادمة أوضح د. عبد الله المعتوق نائب رئيس المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة أن هناك خطوات إغاثية لإعادة إعمار سوريا والعراق وأنه سيتم بالكويت عقد مؤتمر دولى كبير لمواجهة الجوع فى العالم 25 نوفمبر القادم تحت عنوان» إنسانية واحدة ضد الجوع» بالشراكة مع منظمات محلية ودولية للقضاء على الجوع، وإطلاق برنامج لإطعام مليار جائع. يذكر أن المجلس الإسلامى العالمى للدعوة والإغاثة فى اجتماعه عام 2014 قرر إلغاء عضوية ثمانى جمعيات خيرية بالمجلس أهمها اتحاد علماء المسلمين وهيئة الإغاثة العالمية واتحاد الطلاب بتركيا « كما قرر تشكيل لجنة تقوم بعمل مراقبة دفع الأموال من قبل الجمعيات الخيرية الأعضاء بالمجلس لضمان عدم توزيع مبالغ فى مناطق موبوءة أو أعطتها لتيارات أو فئات سياسية معينة. ويضم المجلس الإسلامى للدعوة والإغاثة 60 منظمة إسلامية تعمل فى العمل الدعوى والإغاثى حول العالم من أبرزها رابطة العالم الإسلامي.