أثار مسلسل «في حضرة الغياب» الذي يجسد السيرة الذاتية للشاعر والمناضل الفلسطيني الراحل محمود درويش ردود أفعال متباينة كان أشرسها ذلك الهجوم العنيف الذي شنته عائلة درويش علي المسلسل وتهكمها علي أداء فراس إبراهيم الذي وصفوه بأنه دون المستوي، فكان ل«روزاليوسف»، معه هذا الحوار : لماذا فكرت في تقديم مسلسل عن الشاعر الفلسطيني محمود درويش؟ أنا عاشق لمحمود درويش علي المستوي الشخصي بخلاف كونه قامة كبيرة في الشعر العربي، إلا انه ليس معروفا بالشكل الكافي علي المستوي الجماهيري بقدر ما هو معروف علي مستوي الصفوة المثقفة والسياسية، لذا قررت إنتاج مسلسل عن درويش في اللحظة التي عرفت فيها بوفاته، وتحدثت مع الكاتب الكبير أحمد حسن يوسف، الذي تردد في البداية لصعوبة الأمر إلا إنني أقنعته، وبالفعل وافق وطلب مني أربعة شهور لإنجاز الكتابة، إلا انه استمر في الكتابة لما يزيد علي العامين، لحرصه الشديد علي كل تفصيلة في المسلسل حتي يكون ملائما لقامة الشاعر الكبير. تعرضت لهجوم عنيف من عائلة الشاعر محمود درويش تداولته وسائل الإعلام فما رأيك؟ أري العكس تمامًا، لأن أسرة محمود درويش، يعلمون جيدا أنني من عشاقه، كما أنهم كانوا معي خطوة بخطوة، وقد شارك شقيقه في مداخلة تليفزيونية في أحد البرامج، وشكرني لأمانتي في تناول سيرة درويش، وكل ما صدر من هجوم من عائلة درويش مجرد شائعات تحارب المسلسل ليس أكثر. كيف عالجت السياسة في حياة درويش، خاصة أنه كانت له علاقات سياسية متشابكة؟ حرصنا في معالجة السياسة ألا تكون هي الطاغية علي المسلسل، كذلك لم نتورط في تقديم السياسة من وجهة نظرنا بل من وجهة نظر درويش. كيف قمت بتجسيد شخصية محمود درويش، وكيف تم اختيار الأشعار التي عرضت بالمسلسل؟ كان الوصول إلي روح درويش أهم من تقليده، لأننا لا نقدم سيرة ذاتية ولكننا نقدم رحلة مع درويش ونقدم حياته من وجهة نظره، أما من اختار الأشعار فهو الكاتب محمد حسن يوسف، حيث كان يؤلف لكل قصيدة حكاية في المسلسل، يحكيها من خلالها، علي سبيل المثال «خبز أمي»الذي حكي من خلالها علاقته بأمه، و«ريتا» الذي حكي من خلالها علاقته بحبيبته «ريتا» وغيرهما من القصائد والحكايات. ما الصعوبات التي قابلتك كمنتج وبطل لمسلسل في نفس الوقت؟ كنت أقوم بالتمثيل لساعات طويلة تصل إلي 12 ساعة، ثم استكمل دوري كمنتج لساعات أخري، لذا فقد تلبستني شخصية درويش في حياتي كلها. لماذا وقع اختيارك علي سلاف فواخرجي؟ الموضوع جاء بالمصادفة حيث قالت لي: إن محمود درويش اتصل بها يوما بعد بطولتها لأحد الأعمال الدرامية وأثني علي دورها، وطلبت مني أن أشير إلي هذا في المسلسل، فقلت لها ولماذا لا تشاركين معنا، فقالت هل هناك دور يناسبني فطلبت منها أن تختار ما يلائمها، خاصة أننا لم نكن قد وزعنا الأدوار فاختارت دور «ريتا» وبالفعل كانت ملائمة لها تماما وأدته باقتدار. هل تري أن توقيت عرض المسلسل في هذا التوقيت ظلم للعمل؟ علي العكس، لأن قلة الأعمال التي انتجت هذا العام، سوف تعطي فرصة للأعمال الجادة أن تلقي الاهتمام الكافي بعد أن كانت تتوه وسط الاعمال الضعيفة التي كانت تقدم في السنوات السابقة، كما أن المشاهدين أصبحوا علي وعي اكثر بالأعمال التي تستحق المشاهدة. ما رأيك في الحملة التي شنتها مؤسسة محمود درويش في مدينة رام الله الفلسطينية ضد المسلسل؟ الحملة مفتعلة وأسبابها سياسية وشخصية ولا علاقة لها بالعمل والدليل هو ذلك البيان الذي صدر عن المؤسسة بعد الحلقة الأولي مباشرة، مما يدل علي أن البيان تمت صياغته قبل بدء عرض العمل وهو ما يفقده مصداقيته ومنطقيته لأن فريق العمل مؤلف من 600 شخص ما بين فنان وفني وتقني ولا يمكن قصر جهدهم علي مدي 3سنوات لإنتاج قصيدة حب لمحمود درويش في حلقة أولي فقط! وأرجو أن يتابعوا العمل الي نهايته حتي لا يقعوا في فخ مصادرة آراء الآخرين، وأعتقد أنه من المخجل أن يكون الإنجاز الأول لهذه المؤسسة بعد سنوات مضت هو هذا البيان المفرغ من أي قيمة أو منطق.