وصف الفنان فراس إبراهيم حملة الانتقادات التي طالت مسلسل "في حضرة الغياب" الذي يجسد فيه شخصية الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وكان آخرها البيان الذي أصدرته المؤسسة التي تحمل اسمه، ب"المتسرع والظالم، خاصةً أنه ترافق مع تصريحات لا تتعدى كونها شتائم، ولا ترقى إلى مستوى التعابير التي يمكن إطلاقها على عملٍ فني، أو تصدر عن مثقفين يفترض بنا أن نحترم آراؤهم." وتساءل فراس إبراهيم عن أسباب البيان، وتوقيت إصداره، مبدياً اعتقاده بأن تياراً داخل المؤسسة يقود غرفة عمليات ضد المسلسل عن سابق إصرار. واستغرب إبراهيم صدور هذه الحملة عن مؤسسة تعنى بتراث محمود درويش، وقال: "إن هذه الحملة وصلت إلى درجة إطلاق التمنيات بموتي قبل تقديم هذا المسلسل، وطالما أنها بلغت هذا المستوى من اللؤم، فإنني أترفع عن الرد عليها، ولولا محبتي لدرويش لقاضيت المؤسسة." وأكد الفنان السوري أن مسلسل "في حضرة الغياب" يحظى بمتابعة كبيرة في العالم العربي، ومن رأى العمل اكتشف أنه خُدع من قبل من أطلق هذه الحملة، وصادر حقه في المشاهدة حتى قبل متابعة الحلقة الأولى. وردا على من تساءل أين محمود درويش في هذا العمل، قال إبراهيم: "لم ندعِ منذ البداية بأننا نقدم السيرة الذاتية للشاعر الراحل، أو نتورط في ذلك، وإنما عملنا على تقديم عالم محمود درويش لمن لا يعرف عنه إلا القليل، كما حرصنا على عدم وجود تطابق في الشكل مع شخصيته -رغم أن ذلك لا يعجزنا- فذلك لم يكن هدفنا الحقيقي." وأكد فراس إبراهيم على رضا عائلة الشاعر الراحل عن المسلسل الذي وضع نصه بين أيديهم منذ البداية، لاسيما شقيقه أحمد، وصديقه المقرب غانم زريقات، "الذي عبَر لي عن استنكاره لهذه الحملة التي خرجت عن السيطرة،" على حد قوله. وختم تصريحه الخاص للموقع بالتأكيد على أن معنوياته مرتفعة جداً رغم هذه الحملة التي استهدفت المسلسل منذ حلقاته الأولى، وقال لمن يتوقعون أن يحدوا من طموحه: "انتظروا القادم.." وفي تعليقٍ على الحملة التي طالت مسلسل "في حضرة الغياب" قال مخرجه نجدة أنزور: "أنا شخصياً ضد الأفكار المسبقة والمبيتة، ومع إعطاء الفرصة للفنان للتعبير عن نفسه وعن مواقفه.. فما قدم في مسلسل (في حضرة الغياب) هو اجتهاد فني خاص لتكريم شاعرنا الكبير، وليس العكس." وأضاف أنزور : فلنعطي الفرصة كاملة في هذا الشهر للعرض، ثم نبدأ بالنقد البناء أو سواه، وصدرنا بالتأكيد يتسع لجميع الآراء." هذا، ولا تزال ردود الفعل السلبية والغاضبة تتوالى على المسلسل، والمطالبة بوقف عرض المسلسل الذي وصف ب"المهزلة"، بل والتظاهر أمام مقر التلفزيون الفلسطيني في رام الله لوقفه.