لم تكد تمر عدة أيام علي عرض مسلسلات شهر رمضان, حتي بدأت الدعاوي القضائية تلاحقها, والتبرؤ من أحداثها ينتشر في كل مكان. ورغم أنه لم تمر الا عدة حلقات فإن جهات عديدة اعلنت تبرؤها من مسلسل في حضرة الغياب. والذي يروي السيرة الذاتية للشاعر الفلسطيني محمود درويش, ويلعب بطولته السوري فراس ابراهيم ومن اخراج نجدت أنزور, حيث صدر بيان من مؤسسة محمود درويش يعلن تبرؤها من المسلسل قبل مرور ثلاث حلقات علي عرض المسلسل. وجاء في البيان أن المؤسسة لاعلاقة لها بهذا العمل وأنها تري فيه اساءة لصورة الشاعر وحضوره في الوعي الثقافي والعربي. وقال نص البيان ان غياب القوانين الخاصة بحقوق الملكية الفكرية وضعف العمل في التشريعات المتعلقة بالحقوق الثقافية, والارتجال والخفة في تناول حياة ومنجز أعلام الفكر والثقافة في منطقتنا, اضافة الي أسباب أخري, هو الذي سمح بتجرؤ البعض علي ارث الراحل الكبير سواء عبر انتحال حضوره علي الشاشة أو من خلال الالتفاف علي اسمه وموقعه بالوسائل المكتوبة والمرئية والمسموعة وهو ماستعمل مؤسسة محمود درويش علي التصدي له في اطار القوانين والأعراف المرعية. كما دعا شباب فلسطينيون علي موقع فيس بوك الي تنظيم وقفة احتجاجية أمام التليفزيون الوطني الفلسطيني للمطالبة بوقف عرض المسلسل. وطالب المؤسسون لصفحة المشاهد العربي يريد الاحتفاظ بصورة محمود درويش زملاءهم من فلسطينيي الأردن بالتوجه الي مقر قناة رؤيا التي تذيع المسلسل داخل دولتهم المتاخمة لحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة للمطالبة بوقف عرض المسلسل في الأردن لكونه يحوي مااعتبروه أكاذيب كثيرة عن حياة المبدع الراحل. من جانبه وصف الفنان السوري فراس ابراهيم في مكالمة هاتفية ل الأهرام المسائي البيان الصادر بحق مسلسله في حضرة الغياب بأنه مفبرك وغير صحيح علي حد تعبيره خاصة أن البيان صدر والمسلسل تذاع منه الحلقة الثانية فقط, مشيرا الي أنه اتصل بجواد بولس مدير مؤسسة محمود درويش, والذي كان يشجع التجربة ويشرف عليها, اضافة الي أنه قام بقراءة النسخة النهائية من السيناريو, وأكد له أنه لايعلم أي شيء عن هذا البيان ولاعلاقة للمؤسسة به من قريب أو بعيد.. وأوضح فراس أنه اتصل بصديق محمود درويش الشخصي المحامي غانم زريقات ليطمئن علي رأيه في أولي حلقات المسلسل, فقال له انه معجب جدا بالعمل, ويعتبر أن البيان الذي صدر بحق المسلسل من كارهي محمود درويش. وأكد فراس أنه لم يعرف رأي عائلة درويش حول المسلسل خاصة أن الاتصال من سوريا برام الله صعب جدا, ولكنهم كانوا يتابعون مراحل تنفيذ العمل أولا بأول, وكانوا معجبين به, موضحا أن المسلسل ليس سيرة ذاتية للشاعر, ولكنه رحلة مع الشاعر محمود درويش, مع ثقافته وفكره ومن غير المعقول أن600 شخص مشاركين يسيئون الي محمود درويش, خاصة أن العمل استغرق مجهود ثلاث سنوات ولم ننجزه بين يوم وليلة. لم يكن في حضرة الغياب وحده, فقد جاء هذا في الوقت الذي قررت فيه نقابة المعلمين اقامة دعوي قضائية ضد مسلسل مسيو رمضان مبروك الذي يلعب بطولته الفنان محمد هنيدي وكتبه يوسف معاطي, واخراج سامح عبد العزيز, وذلك بسبب مااعتبروه اساءة من المسلسل لصورة المعلم, وتعمدا لاظهاره بصورة غير لائقة, رغم دوره العظيم في تربية الأجيال. ويتساءل منتج مسلسل مسيو رمضان مبروك: لماذا لم تقم هذه الدعوة وقت عرض الفيلم؟ خاصة أنه مأخوذ من القصة ذاتها, مشيرا الي أنه لايري أي اهانة بحق المعلمين في المسلسل, فهو يتحدث عن حياة مدرس من الأرياف ويمر بمواقف كوميدية وأخري تراجيدية, كما أنه من غير المعقول ان تقام دعوي ضد المسلسل في أول ثلاث حلقات منه, وكان عليهم أن ينتظروا حتي نهاية المسلسل ليشاهدوا, لتصبح الدعوي القضائية منطقية علي الأقل. وأضاف أنه سيتحدث مع الشئون القانونية بالشركة ليري امكانية ايقاف هذه الدعوي, أما في حالة اصرار المعلمين علي استمرار القضية فلا مانع من ذلك, وسنثبت أننا لم نتعهد اهانة أي شخص, مؤكدا أنه حتي الآن لم يصله أي انذار بالدعوي القضائية.