على ملعب لوجنيكى العظيم فى قلب بلاد الروس سيحكى الفرنسيون لأبنائهم وأحفادهم قصة انتصارهم التاريخى على منتخب كرواتيا فى نهائى المونديال بأربعة أهداف مقابل هدفين..سيتحدثون لعقود طويلة عن هذا الإنجاز الذى يتكرر بعد 20 عاما من جيل الأسطورة زيدان. وسيسجل التاريخ اسم ديديه ديشامب المدير الفنى للديوك بحروف من نور كونه واحدا ضمن قائمة قصيرة ومحظوظة حققت اللقب كلاعب ومدرب ناهيك عن كونه الفرنسى الوحيد الذى شارك فى مونديالى 98 و2018. ولم يشفع للمنتخب الكرواتى الرائع وجود مودريتش وراكيتيتش وبرسيتش ومانذوكيتش فوق أرضية الميدان ومعهم العبقرى زلاتكو داليتش من خارج الخطوط ..ولم ينفعهم الاستحواذ والفرص والكرة الجميلة ..لكنهم فى النهاية نالوا احترام العالم على أداء راق ومميز قدموه طوال مشوارهم. دخل ديديه ديشامب اللقاء بطريقته المقدسة 4-3-3 وبتشكيله المعتاد فى حراسة المرمى هوجو لوريس وأمامه الرباعى الدفاعى بافارد وفاران وأومتيتى ولوكاس هيرنانديز وفى الوسط الثلاثى كانتى وبوجبا وماتويدى وأمامهم الثلاثى الخطير جريزمان ومبابى وجيرو. ونفس الحال فى كرواتيا حيث بدأ زلاتكو داليتش المباراة بطريقة 4-4-2 وبتشكيل مكون من سوباسيتش فى حراسة المرمى وأمامه الرباعى الدفاعى فرساليكو ولوفرين وفيدا وسترينتش وفى خط الوسط مودريتش وراكيتيتش وبروزوفيتش وبرسيتش وأمامهم الثنائى ريبيتش وماندزوكيتش. ومع انطلاق صافرة المباراة وضح الروح والحماس على وجوه اللاعبين من كلا الطرفين إذ لم تستمر مرحلة جس النبض طويلا ففرنسا تلعب بتأمين كبير فى حين تحاول كرواتيا فرض أسلوبها المعتمد على الاستحواذ ..وبعد دقيقتين على أول ربع ساعة تتقدم الديوك الفرنسية بعد عرضية من جريزمان يضعها مانذوكيتش بالخطأ فى مرماه. بعد الهدف تضغط كرواتيا بشراسة بفضل تمريرات مودريتش وراكتيتش ومهارات برسيتش الذى نجح فى تعديل النتيجة بهدف جميل من تسديدة يسارية . ولم يهنأ الكرواتيون بالتعادل كثيرا حيث تعود فرنسا لهوايتها المفضلة فى خطف الأهداف بعد حصولهم على ركلة جزاء احتسبها الحكم بمساعدة «الفار» يسددها المتخصص جريزمان فى المرمى لينتهى الشوط بتقدم الديوك رغم الضغط الرهيب والمتواصل من جانب الكروات بالدقائق الأخيرة لكن الدفاع المنظم الفرنسى وقف حائلا دون التعديل. ومن حيث انتهى الشوط الأول يبدأ الثانى بضغط كرواتى شرس مصحوبا بوابل من الركنيات والعرضيات والتسديدات يقابلها تألق من لوريس ودفاعاته القوية. وبعد مرور 10 دقائق من عمر الشوط يتدخل ديشامب بأول تغييراته والذى بدا اضطراريا فسحب أهم لاعبى الوسط المدافع نجولو كانتى ودفع بنزونزى. ومن عكس سير اللعب يعزز الديوك تقدمهم من هجمة مرتدة قادها السريع مبابى ومررها لجريزمان الذى بدوره هيأها لبول بوجبا فسدد بيمناه فى الدفاع ثم بيسراه فى أقصى يسار المرمى. الهدف قتل الكروات نفسيا فاستغل الديوك الفرصة نحو المزيد بتسجيل الرابع عن طريق الغزال مبابى بتسديدة أرضية قوية. ووسط حالة الحزن بالمنتخب الكرواتى يخطف مانذوكيتش هدفا بعد ضغط على الحارس لوريس ليسجل هدف تقريب النتيجة وإحياء الآمال لكن دون جدى ليخطف الفرنسيون اللقب.