* أبناء «الإليزيه» ينسفون أحلام «الناريون» بشعار «ليس بالضرورة يفوز الأفضل» * «ديشان» ارتدى ثوب «ميكافيلى» الإيطالى .. ونجح فى ترويض «الحصان الهائج» * تقنية «الفار» مهدت طريق التتويج.. و«ماندوزكيتش» دخل التاريخ بالهدف المزدوج * الجماهير تصفق لنجوم الأبيض والأحمر وتهتف «لا تبك يا كرواتيا» توج منتخب فرنسا بلقب كأس العالم لكرة القدم بعد فوزه في المباراة النهائية علي كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين، في لقاء غاية في الاثارة والقوة من اللحظة الأولي حتي نهايتها. بدأ المنتخب الفرنسي بالتسجيل بعد 17 دقيقة بنيران صديقة عن طريق ماندوزكيتش مهاجم كرواتيا في مرماه، أدرك بريزيتش التعادل لفريقه، ثم تقدم الديك الأزرق بالهدف الثاني من ركلة جزاء احتسبها الحكم الأرجنتيني بعد اللجوء لقاعدة »الفار« أحرز منها جريزمان في الدقيقة 35 من الشوط. جاء الشوط الثاني ليشهد استمرار التفوق الفرنسي تهديفا بإحراز بوجبا ومبابي هدفين، ثم يسجل ماندوزكيتش الهدف الثاني للكروات بخطأ فادح للحارس الفرنسي هوجو، ولم تفلح محاولات المنتخب الكرواتي في إدراك التعادل ليتوج المنتخب الفرنسي بطلا للعالم ولمدة أربع سنوات مقبلة. الضغط من الخط الامامي كان شعار المنتخبين من اللحظة الاولي لانطلاق المباراة، فكل منهما وضع في حساباته محاولة استغلال أي خطأ أو هفوة من الدفاع، فالتزم أوليفيه جيرو مهاجم فرنسا بهذا الجانب، وفي المقابل كان هناك ماريو ماندوزكيتش من كرواتيا. بدأ المدير الفني لفرنسا ديديه ديشان المباراة بتشكيل مكون من هوجو لوريس في حراسة المرمي, وفي الدفاع بنجامين بافارد، رافاييل فاران، صامويل أومتيتي، لوكاس هيرنانديز, وفي الوسط بول بوجبا، نجولو كانتي، كيليان مبابي، أنطوان جريزمان، بليز ماتويدي, بينما كان أوليفييه جيرو وحيدا في الهجوم. في حين اعتمد زلاتكو داليتش المدير الفني لكرواتيا علي تشكيل مكون من دانيال سوباسيتش، وفي الدفاع: سيمي فيرساليكو، ديان لوفرين، دوماجوي فيدا، إيفان سترينتش, وفي الوسط مارسيلو بروزوفيتش، إيفان راكيتيتش، لوكا مودريتش، أنتي ريبيتش، وإيفان برسيتش، وفي الهجوم ماريو ماندوزكيتش. مالت ملامح الخطورة لصالح الكروات في الدقائق الأولي من علي الطرفين بقيادة النجم لوكا مودريتش وسط حالة من الحذر والتحفظ للديك الفرنسي، وإن كان بول بوجبا حاول التحرك كثيرا للهروب من الرقابة ولكن صلابة منطقة المناورات الكرواتية حالت دون أن يصل زملاؤه الي دائرة الخطورة. استمر ضغط «الناريون» من علي الجانب الأيسر بفضل انطلاقات راكيتتش ومن خلفه مودريتش ولكن الدفاع الأزرق بقيادة رفائيل فاران وصامويل اومتيتي أفسد معظم المحاولات, ولكن تستشعر بأن المنتخب الكرواتي يقترب من شباك هوجو لوريس، ويهدر إيفان برسيتش فرصة محققة في الدقيقة 11 بعد اخفاقه في السيطرة علي الكرة. نيران صديقة يتراجع الأداء تدريجيا من أصحاب الزي الأبيض والأحمر ويبدأ المنتخب الأزرق في ترتيب أوراقه، وينقذ أومتيتي عرضية خطيرة، ويقود مبابي أول هجمة بنكهة الخطورة ولكن الدفاع يتصدي لها، ثم يسقط جريزمان علي الأرض ويحصل علي خطأ يسجل منها ماريو ماندوزكيتش بشكل خاطئ في مرماه أو بنيران صديقة من ضربة رأس في الدقيقة 17. يتحول المنتخب الكرواتي للضغط لاستعادة التوازن وتعويض الهدف المباغت، وتتوتر الاعصاب في ظل اخطاء متبادلة من دفاع الفريقين، ويهدر مبابي فرصة انفراد مؤكدة، ويطيح راكيتيتش بالكرة بعيدا فوق العارضة من هجمة منظمة لكرواتيا. ينال نجولو كانتي أول بطاقة صفراء في الدقيقة 27 بعد تعمده عرقلة راكيتيتش، ويستفيد منها برسيتش ليسجل هدفا رائعا من تسديدة لم يرها الحارس الفرنسي سوي في الشباك. تستمر حالة اللاوعي لنجوم المنتخب الفرنسي وسط حالة من التألق والتنظيم الرائع للكروات الذين انتشروا بشكل رائع في جميع أنحاء الملعب، ويظهر الحارس الفرنسي في الكادر اكثر من مرة وسط هذا الضغط الرهيب. تأتى الدقيقة 35 لتشهد لجوء الحكم الأرجنتيني لتنقية الفيديو «الفار» بعد ارتطام الكرة بيد الكرواتي برززيتش، ليحتسبها الحكم بعد لحظات من التداول، ليتقدم لها جريزمان ويسجل الهدف الثاني. لم يتوقف الإعصار الكرواتي ويهدر ماندوزكيتش فرصة التعادل بعد ارتطام تسديدته بالدفاع. تمر الدقائق الاخيرة وسط أجواء من الإثارة والأعصاب المحترقة وتكرار الأخطاء وتكرر صافرة الحكم لاحتسابها، ويتخلي الحظ عن منتخب «الناريون» الذي تكررت محاولاته علي المرمي الفرنسي، ولكن عدم التوفيق والتسرع حال دون دخول هدف التعادل. يخفق المنتخب الكرواتي في السيطرة علي الكرة بالقرب من منطقة الخطورة، مما يؤدي لإهدار أكثر من فرصة محققة وسط تفوق واضح لهم، في حين «الديوك» بنفس موقفهم من التحفظ، الي أن أطلق الحكم صافرة نهاية الشوط الاول، بتقدم الفريق بهدفين مقابل هدف. الشوط الثانى يبدأ الشوط الثاني بهجوم متبادل من المنتخبين وسط تألق من حارسي المرمي، وينقذ الحارس الفرنسي تسديدة رائعة من راكيتتش في أول دقيقتين، ثم يعاود الكرة بعدها بدقيقة واحدة وسط شراسة من منتخب «الناريون» يمينا ويسارا. ينوع المنتخب الكرواتي من هجومه معتمدا علي التمريرات الساقطة خلف الدفاع، وبنطلق مبابي من الجهة اليمني ويتوقف اللعب بعد نزول أحد المتفرجين لارض الملعب حيث تصطحبه الشرطة للداخل، ويدفع ديشان بسونزي بدلا من كانتي لإنعاش خط الوسط المضغوط. تتلاحق الأنفاس بعد مرور أول عشر دقائق وسط مجهود غير عادي من لاعبي الفريقين لدرجة أنه من الصعب ان تغمض عينيك ولو للحظة، حتي لا يفوتك مشهد أو مقطع ممتع.. وبينما كان الجميع يترقب هدفا للكروات اذا بالنجم مبابي يقود هجمة سريعة مستغلا مهاراته ليهديها الي بوجبا الذي يضع الكرة علي يمين الحارس الكرواتي، ليضع الديك قدمه بقوة علي منصة التتويج. رئيسة كرواتيا تهنئ زلاتكو بانجاز الوصول لنهائى كأس العالم غلطة الحارس ترتفع نبرة الضغط الفرنسي بعد الهدف الثالث بينما سيطرت حالة من الإحباط النسبي علي لاعبي كرواتيا، ويرتدي «الديك» ثوب الطليان في الدفاع مع الاعتماد علي السرعة، ويصوب النجم مبابي من خارج المنطقة ليسجل الهدف الرابع في الدقيقة 65. تحكم أبناء قصر الاليزيه في سير المباراة بعد أن هدأت أعصابهم في ظل العدد الكبير من الأهداف، ولكن زادت وتير الإثارة بخطأ لا يغتفر من الحارس الفرنسي الذي منح ماندوزكيتش الفرصة لإحراز الهدف الثاني بعد أن قطع الكرة بشكل مثير للسخرية، ويدحل كرامريتش بدلا من ريبيتش، ويدفع ديشان بتونسوي بدلا من ماتيدي. يندفع «الناريون» الي الهجوم قبل أن يسرقهم الوقت أملا في تحسين النتيجة ثم إدارك التعادل، لكن ظلت مشكلة غياب التركيز واللمسة الأخيرة والخوف من لدغات «الديك» لتحول دون ترجمة هذا الضعط الرهيب لأهداف، فقد ذهبت التسديدات خارج القائم مرة وفوق العارضة في اخري. يعود المنتخب الفرنسي الي اسلوبه المعتاد بالتحفظ الدفاعي في خط وسط، تاركا باقي الملعب لمنافسه ويدخل نبيل فقير بدلا من جيرو، وتتوالي الهجمات من المنتخبين ولكن وسط إحساس الكأس تتجه نحو قصر الإليزيه بعد الأداء المرتب والقوي لاسيما من الناحية الدفاعية وقدرته علي ايقاف الضغط الناري من الكروات، يحتسب الحكم خمس دقائق وقتا بدلا من الضائع ولكنها لم تشهد سوي فرصة ضائعة من اصحاب الزي الازرق، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنا تتويج فرنسا باللقب للمرة الثانية في تاريخها ولتنفجر الفرحة في المدرجات باللون الأزرق ولمدة اربع سنوات مقبلة.