«ويفوز باللذات كل مغامر» بهذه العبارة رد أحمد الشحات علي السؤال الأول حول مغامرته التي صعد خلالها عمارة السفارة الإسرائيلية المكونة من 20 طابقًا مضيفًا: «ظللت أراقب قوات الشرطة العسكرية التي تحيط بمبني العمارة حتي حانت الفرصة خلال استبدال الدورية وقمت بتسلق العمارة المجاورة ثم انتقلت من طابق إلي آخر مستعينًا بكابلات التكييف حتي وصلت إلي الدور الثالث عشر في العمارة المجاورة ومن خلالها صعدت إلي مبني العمارة بعد أن التقطت انفاسي لدقائق وعندما وصلت إلي العلم الإسرائيلي جذبته بقوة فتمزق جزء منه وعدت به إلي العمارة المجاورة وتذكرت أن معي علم مصر فعدت مرة أخري إلي سطح السفارة ووضعت العلم المصري.. وأضاف أحمد الشحات: أهدي هذا العمل إلي أرواح شهداء الثورة وشهداء مصر من الجنود الذين قتلتهم إسرائيل علي الحدود في سيناء. وكان أحمد البالغ من العمر 26 عامًا قد بدأ تسلق العمارة في الثانية من صباح أمس وسط هتافات وتكبيرات الآلاف من الشباب، الذين احتبست أنفاسهم وهم يتابعون صعوده وسط ترقب وخوف من سقوطه. فيما القت إحدي قاطنات العمارة المجاورة بعض البطاطين للشباب المتظاهرين كمظلة لحمايته حال سقوطه. وفور رفع العلم خر عدد من الثوار ساجدين شكرًا لله. وقال الشحات إنه خلال صعوده فوجئ بأحد الجنود في أحد الطوابق خلف نافدة ممسك بسلاحه إلا أنه عندما نظر إليه أشار بإيماءات تفيد بأنه في أمان ولن يصيبه بأي أذي في محاولة لتهدئته حتي لا يتوتر ويؤدي ذلك إلي سقوطه، مضيفًا: كان البعض يشيع أن هناك قناصة إسرائيليين في حرس السفارة يمكن أن يقتلوا كل من يقترب منها إلا أنني استجمعت قوتي وخضت المغامرة وفي أثناء عودتي فتحت إحدي العائلات نافذة في الطابق الثاني عشر فدخل منها إلي الشقة ليواصل الهبوط عبر المصعد وكان الآلاف من الثوار في استقباله عندما خرج من بوابة العمارة المجاورة لمبني السفارة وتدافعوا للاحتفاء به والحديث معه فيما كانت تسيطر عليه حالة من الذهول استمرت قرابة 15 دقيقة حيث دفعه عدد من الثوار إلي الوقوف أعلي سيارة وشكلوا درعًا لحمايته خشية أن تلقي القوات القبض عليه إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث ورفعه الثوار علي الاعناق هاتفين له وسط تصارع الفضائيات علي الحصول علي تصريحات منه وأدي التزاحم الشديد إلي انهاكه مما دفع المتظاهرين إلي الاتجاه به إلي إحدي المدرعات فقام الجنود بالتصفيق له وهتف المتظاهرون «ارفع راسك فوق أنت مصري» وعندما حاول أحد الضباط اصطحابه مؤكدًا أنه يستهدف حمايته قام الثوار بجذبه من الشرطة العسكرية والاتجاه به إلي إحدي سيارات الإسعاف الطائر حيث ظل بها 15 دقيقة حتي التقط انفاسه وجاء صفوت حجازي الداعية الإسلامي واصطحبه في سيارته بدعوي حمايته. فهتف الشباب: الشحات في حمايتك وعلي مسئوليتك إذا أصابه مكروه. وكان اللافت أن أحمد الفضالي رئيس حزب السلام الاجتماعي قد حاول أن يجذبه خلال المسيرة فصاح عدد من الثوار «أحمد الفضالي المتهم في موقعة الجمل هيخطوفه» مما دعاه إلي الهروب مسرعًا من وسط الحشود. وعقب صلاة الفجر بدأ عدد من الثوار في الانصراف ليفاجئوا بالفضالي بصحبة بعض أصدقائه يسيرون فوق كوبري الجامعة فقام البعض بسؤاله عن حقيقة تورطه في «واقعة الجمل» وحدثت مشادة كلامية وصلت للاشتباك معه. يذكر أن أحمد الشحات من أبناء محافظة الشرقية من مدينة الزقازيق وهو الثاني بين ثلاثة إخوة وكان يعمل في أحد البازارات السياحية بعد حصوله علي دبلوم المدارس الصناعية 3 سنوات وترك العمل بعد الثورة واعتصم بالميدان واضطر للعمل بائع مشروبات ساخنة بالميدان لتوفير نفقاته وكان قد خاض تجربة تسلق سابقة في إحدي المليونيات حيث تسلق أعلي عمود إنارة داخل الميدان ووقف علي أعلي نقطة فيه ملوحًا بالعلم المصري مما أثار دهشة الثوار لقدرته علي حفظ التوازن في هذه النقطة شديدة الارتفاع ضيقة المساحة الأمر الذي يعكس شجاعته وروح المغامرة. فيما كان يعمل والده عاملاً في إحدي الإدارات الزراعية في الزقازيق قبل إحالته للمعاش وقال أحد أصدقائه ل«روزاليوسف» إن والديه أصيبا بقلق شديد ودخلت أمه في نوبة من البكاء خوفًا عليه عند رؤية صورته في إحدي الفضائيات بالتزامن مع خبر تسلقه خشية من أن يصيبه مكروه فيما اطلقت شقيقته الزغاريد احتفاء ببطولته.