رغم أنه لا يعمل في السياسة أو عضو بأي من الائتلافات ، ورغم بساطة حاله حيث يعمل نقاشاً باليومية ، إلا أن الدافع الوطني حركه لتسلق عمارة السفارة الإسرائيلية من أجل نزع العلم الإسرائيلي واستبداله بالعلم المصري ليرفرف عاليا .. وهو ما جعل منه بطلا حقيقيا أو كما لقبه البعض ب " سبايدر مان " المصري ، أحمد الشحات يروي لبوابة الشباب حصرياً حكاية أخطر 30 دقيقة في حياته . كيف جاءت لك فكرة الصعود لأعلي عمارة السفارة الأمريكية ونزع العلم الإسرائيلي؟! لا أعرف في الحقيقة كيف جاءت لي الفكرة .. ولكن أنا بعد أن علمت بأمر مقتل عدد من الضباط والجنود وجدت نفسي أمام السفارة الإسرائيلية أشارك في المظاهرات مع الناس ، وبعد حوالي 4 أو 5 ساعات من التظاهر وحرق العلم الإسرائيلي علي الأرض فكرت في أن أصعد لأعلي المبني وأنزع هذا العلم ، وبحثت عن طريقه للصعود من المدخل الرئيسي ومن المداخل الفرعية والسلالم الخلفية .. ولكن وجدت أن العمارة يحيطها الأمن من كل جانب ، وبعدما صعدت وسط جموع المتظاهرين فوق الكوبري جاءت لي فكرة القفز من اعلي الكوبري ثم التسلق سريعا إلي العمارة من خلال البلكونات. ألم تخف علي حياتك .. أو تبحث عن وسيلة أخري؟ لم تكن هناك أي وسيلة أمامي أخري ، فقد بحثت عن كل الوسائل للصعود ولكنها كانت مغلقة ولم أفكر وقتها في حياتي أو الخطر الذي من الممكن أن أتعرض له ولكن كان هدفي هو الحصول علي العلم الإسرائيلي فقط واستبدلته بالعلم المصري الذي ربطته علي كتفي في أثناء الصعود . وكم استغرقت منك رحلة الصعود لنزع العلم والهبوط بنفس الطريقة ؟ ربما 30 دقيقة , فلا أعرف الوقت بالضبط لأنني كنت مشغولاً بهدف الحصول علي العلم الإسرائيلي وحرقه فقط . أحك لنا عن أخطر 30 دقيقة في حياتك؟ كانت في الحقيقة أجمل لحظات حياتي , فأنا لأول مرة أتسلق لأصل لشيء ولكنني لم أتوقع يوما أن أتسلق 21 دوراً, وذلك من خلال أجهزة التكييف الموجودة وباستخدام الحديد الموجود بين البلكونات في العمارة وقد استغللت فترة أن الجيش منشغل بالناس وصعدت مباشرة لأنني لو كنت توقفت لحظة لكان الأمن منعني من الصعود لأعلي, وأنا لم أشعر بأي إرهاق أو تعب عندما تسلقت 21 دور ولو كنت صعدتهم علي السلم لكنت فعلا شعرت بالتعب وصعدت بسرعة وبشكل أفقي لبلكونات العمارة وليس رأسي, وأسعد لحظة في حياتي عندما مسكت بالعلم الإسرائيلي الأصلي الذي صنع في بلدهم واستبدلته بالعلم المصري ووقت أن تم حرق العلم شعرت كأنني حرقت إسرائيل بأكملها وليس العلم فقط, وشعرت أنني شفيت غليلي ويكفيني فرحة الناس بما قمت به. ولماذا فضلت النزول بنفس الطريقة؟ لا أعرف أنا لم أفكر إلا في النزول والاحتفال وسط الناس بحرق العلم وخلاص وطالما وجدت أن الصعود لم يكن صعبا فضلت النزول بنفس الطريقة إلي أن وصلت للدور الرابع في العمارة وكانت هناك أسرة تقف في البلكونة وأستقبلتني بالترحاب وأثنت علي ما قمت وقالوا لي "ربنا يحميك أنت راجل بجد", وأصروا علي أن أشرب كوب ماء وأرداوا أن أنزل علي السلم خوفا علي وأصروا علي ذلك وبالفعل نزلت من الرابع إلي الأرضي علي السلم وأحتفلت وسط جموع المتظاهرين . هل تشعر بأن ما قمت به " بطولي " ؟ لا أبدا ولكنني أشعر أنه دور ينبع من حبي لبلدي فقط , فأنا ما فعلته " عادي جدا " ويكفي أنني فعلت ما كان يتمني أن يفعله ملايين الشباب غيري, ولكن بعد أن نزلت من فوق العمارة وقتها عرفت جيدا معني كلمة أرفع رأسك فوق أنت مصري. هل لو كان الأمر حدث قبل الثورة لكنت صعدت لإحراق العلم بنفس الطريقة ؟ لا أعرف ولكن لو كان الأمر قبل الثورة ما كانت الناس كلها ستأخذ رد فعل مختلفاً ولابد أن إسرائيل تفهم أن مصر وشبابها بعد الثورة حاجة تانية ولن نسكت أبدا عن حق أخواتنا أو أن أحدا يعتدي علي أرضنا. هل حدثت لك بعض المضايقات الأمنية بعد أن نزلت من أعلي العمارة وأحضرت العلم الإسرائيلي وأحرقته أرضا؟ لا أبدا لم يتعرض لي أي شيء وما أشيع أيضا حول خلافي مع أحمد الفضالي رئيس جمعية الشبان المسلمين لا أساس له من الصحة علي الإطلاق ولكن بعد نزولي أحتفل بي مئات الشباب المتظاهرين أمام السفارة وحملوني وهتفوا أرفع رأسك فوق أنت مصري,وكثيرا منهم وصفوا ما فعلته بالدور البطولي والرجولي.