مع إعلان تركيا، فجر أمس دخول قواتها إلى مدينة عفرين السورية، ضجت شوارع سوريا بالقصص المأساوية التى يعانيها أهالى عفرين بين مستشفى يتعرض للقصف وأم مفطور قلبها على رضيعها وعلاج غير متوفر وجثث ملقاة بالشوارع وأعضاء مبتورة تحت الأنقاض، هكذا رد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الجميل للشعب السورى فى الذكرى ال103 لمعركة «جناق قلعة»، التى سبقت إعلان الجمهورية فى عشرينات القرن الماضى، حيث هب 6 آلاف من أهالى حلب للدفاع عن إسطنبول، فبذلوا الدماء ولم يسمحوا بسقوط المدينة وإحتلالها من قبل جيش الحلفاء المؤلف من (بريطانيا، فرنسا، أستراليا، نيوزيلندا) وكانت هذه المعركة هى آخر انتصارات الخلافة العثمانية بدماء السوريين. وتحت اسم «عمليات أصطياد الثعالب»، دخلت الحرب فى عفرين مرحلة جديدة وهو تكتيك الكر والفر، بدلا من المواجهة المباشرة تجنبا لقتل المدنيين بشكل أكثر وإلحاق ضربات بالعدو التركى ومرتزقته فى كل فرصة، ما يعنى بان إعلان النصر من قبل أردوغان والأمة لن يكون إلا ذر الغبار فى عيون الرأى العام التركى والعالمى، إذ قالت الإدارة المحلية فى عفرين، أن قواتهم ستتحول فى كل منطقة من عفرين إلى كابوس مستمر بالنسبة لهم، مضيفة أن قواتها ستشكل «كابوسا دائما لتركيا». وقررت الإدارة المحلية فى عفرين إجلاء المدنيين من المدينة لتجنب ما وصفته «أسوأ كارثة»، فى إشارة تفادى موت مزيد من المدنيين من جراء القصف التركى، حيث نزح أكثر من 150 ألف شخص عن المدينة خلال الأيام القليلة الماضية. وتعليقا على المآسى التى يعيشها أهالى عفرين، قال بروسك حسكة المتحدّث باسم وحدات حماية الشعب (YPG) فى عفرين فى تصريح خاص ل«روزاليوسف» استمرارهم فى مقاومة الاحتلال التركى والفصائل الإرهابية الموالية له، موضحًا أن 40 عنصرًا من فصائل «غصن الزيتون» لقوا حتفهم فى انفجار ألغام باليوم الأول من سيطرتها على عفرين، وأردف قائلا: «لن نسمح للدولة التركية باستمرارها فى ارتكاب المجازر بحقّ الشعب الكردى، كنا فى مرحلة الدفاع عن الشعب، والآن وبعد أن تم تأمين خروج الأهالى باتجاه مناطق آمنة، فإنّنا سنبدأ بمرحلة الهجوم على القوات التركية، وسنجعل أرض عفرين «مقبرة للغزاة، وسنثأر لدماء الشهداء الذين دافعوا بأرواحهم فى وجه العدوان التركى والفصائل الإرهابية». على جانب آخر، قالت الشرطة فى العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، إن ما لا يقل عن شخصين هاجما السفارة التركية فى المدينة بقنابل بنزين؛ ما أدى إلى وقوع أضرار طفيفة بالجزء الخارجى من المبنى ولكن دون وقوع إصابات. وقال مسئول أمنى إن الشرطة فى الموقع تقوم بالتحقيق فى الهجوم ولم يتم اعتقال أحد.