تواصل القوات التركية مسلسل انتهاكها لحقوق الإنسان، بمنطقة عفرين شمال سوريا، على الرغم من إدانة البرلمان الأوروبى للهجمات التى يشنها الجيش التركى على المدينة الكردية الواقعة على الحدود التركية السورية، وحملة القمع التى طالت الأصوات المعارضة لهذا العمل، إذ عبر البرلمانيون عن قلقهم تجاه «النتائج الكارثية» التى قد تخلفها هذه العملية على المستوى الإنسانى، وللحديث بدقة حول الانتهاكات التركية التى ترتكب بمدينة عفرين، أجرت «روزاليوسف» حوارًا صحفيًا مع محمد جميل خليل رئيس منظمة حقوق الإنسان فى عفرين. «خليل» أكد خلال حواره أن الاحتلال التركى لا يفرق بين الحجر ولا الشجر والبشر فى قصفه الجوى والمدفعى على الإقليم، مؤكدًا أن قوات أردوغان تتعمد استهداف الأطفال والمدنيين العزل لإجراء تطهير عرقى للأطفال، وتقصف القبور ودور العبادة والمدارس. وإلى نص الحوار.. ■ كيف ترى الهجوم التركى على عفرين وبعض المناطق السورية من الناحية القانونية؟ الهجوم التركى على عفرين يعد عدوانًا سافرًا على السيادة السورية، ومُخالفًا لكافة القوانين والأعراف الدولية التى تضمن سيادة كل دولة على أراضيها. ■ ما دور منظمتكم الآن خلال الحرب المندلعة؟ عندما شاهدنا وحشية عملية غضن الزيتون فى عفرين وما ترتكبه قوات الجيش التركى من جرائم حرب بحق الإنسانية شكلنا 7 لجان رصد وتوثيق بعد تواصلنا مع اتحاد المحامين بعفرين، ورصدنا الكثير من الانتهاكات، كما أجرينا حملة توقيع إدانات لوقف للعدوان التركى بلغ عدد الموقعين عليها أكثر من 70 ألف مواطن. ■ كم يبلغ عدد الانتهاكات المرصودة حتى الآن؟ رصدنا نحو1000 حالة انتهاك تم توثيقها بالصور ومقاطع الفيديو فى حدود إمكانياتنا وقدراتنا، جميعها تدين أردوغان وقواته فى القانون الدولى وتثبت ارتكابهم لجرائم حرب. ■ ما أبرز الانتهاكات التى رُصدت؟ رصدنا تعمد هجوم قوات أردوغان على المناطق السكنية المؤهولة بالمدنيين لقتلهم وترويعهم وتهجيرهم، واستهداف السكان المحليين والنازحين، واستخدام الغازات المحرمة دوليًا ضد المدنيين، والتمثيل بجثث المقاتلين الذين تم أسرهم، واستهداف القوافل الشعبية التى تدخل عفرين من شمال سوريا لمساندة أهالى المدينة، وتنفيذ الجيش التركى لإعدامات جماعية بحق المقاتلين والمدنيين وتعمد استهداف الأطفال والمبانى الأثرية، والوحدات الطبية وسيارات الإسعاف، ووسائل النقل والمنشآت الغذائية ودور العبادة ومدارس الأطفال، واختطاف المواطنين، حتى الموتى لم يسلموا من الغارات التركية بعد أن قذفت قوات الأغا القبور فى قرية باسوطة. ■ ما أبرز الانتهاكات التى رصدت بحق الأطفال وكم عدد المدارس التى تم تدميرها؟ الاحتلال التركى ومرتزقته حرموا أكثر من 40 ألف طفل وطفلة من الدراسة فى العام الحالى، إذ دمروا العديد من المدارس والمبانى التعليمية فى مقاطعة عفرين، مثل مدرستى الشهيد دمهات الإعدادية والثانوية، ومدرسة شيخموس الابتدائية، ومركز لجنة التعليم الديمقراطى فى منطقة راجو، كما دمروا مدرسة الشهيدة شيلان فى قرية جلمة بمنقطة جندريسة، ومدرستى الشهيد يوسف وقرية قورنة فى ناحية بلبلة، مما تسبب فى إغلاق كافة المدارس فى المقاطعة حرصًا على سلامة الطلبة. ■ ما أهم الأماكن الأثرية التى استهدفتها قوات الغزو التركى؟ الطيران التركى فى 20 يناير الماضى تعمد قصف معبد «عين دارة» لأثرى الذى يعود تاريخه للعصر الحجرى وتاريخ الحيثيين بالمنطقة، مما أدى إلى تدمير شامل للموقع وخسائر وصلت من50 إلى 60%، كما استهدفت قوات أردوغان موقع قلعة «نبى هورى» الذى يعود إلى عام 6000 قبل الميلاد، كما قصفت الطائرات محطة القطار الواقعة فى قرية استير مما أدى إلى تدميرها بالكامل، وتعتبر هذه المحطة أحد المعالم التاريخية فى عفرين إذ يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1911م، وكانت تعمل بمثابة خط الواصل بين دمشق وحلب مع تركيا. ■ كم مرة استخدم الجيش التركى الغازات السامة فى معركة غصن الزيتون؟ وثقنا قصف قريتى «أرندة» و «شيخوزرا» بقذائف تحتوى على غازات محرمة دولية، ضمن عمليات الإبادات الجماعية والتطهير العرقى التى يقوم بها الجيش التركى ■ كيف تأكدتم أن القذائف تحتوى على غازات محرمة دوليًا؟ التقينا مع المرضى المصابين والأطباء المعالجين لهم، وحصلنا على إفاداتهم ونسخ من التقارير التحاليل الطبية التى ثبت استنشاقهم لغازات سامة وفقًا للأعراض التى عانوا منها، كما حصلنا على عينات التربة التى أخذت من مكان سقوط هذه القذائف إذ أثبتت التحاليل استخدام غاز الكلور السام نتيجة، كما حللنا عينات الملابس التى أكدت أيضَا نفس النتائج. ■ هل ستلجأون لمحاكمة أردوغان دوليًا؟ سوف نتقدم بدعوى لمحكمة الجنايات الدولية، ونزودهم بكافة الصور والفيديوهات والوثائق، وباعتبارنا لسنا مواطنين أتراكا فسنتقدم بادعاء مباشر للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسانية كون تركيا موقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وسنزود المحكمة بوثائق تؤكد الانتهاكات الجسيمة التى وقعت فى حقنا جراء هذا العدوان المخالف لكافة المواثيق والاتفاقيات الدولية. ■ هل تعتقدون أن مستنداتكم قادرة على وقف وحشية الجيش التركى؟ كل مارصدناه يثبت مخالفة أردوغان وقواته للمادة 147 لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 التى تنص على ضرورة حماية المدنيين العزل وعدم استهداف المناطق الاهلة بالسكان المدنيين، وسندعو اللجان الدولية المختصة لإجراء تحقيق فى هذه الانتهاكات، ولدينا أدلة قانونية قاطعة تثبت ارتكاب الجيش التركى والقوات الموالية له انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وجرائم حرب بحق الإنسانية. ■ ما تفسيرك لتعمد استهداف الجيش التركى للمدنيين؟ ما تقوم به قوات أردوغان هو تطهير عرقى ضد الأكراد، والصمت الدولى على عملية غصن الزيتون تضعف وحشية العدوان التركى الذى يواصل قتله وتدميره يوميًا، كما أنه يعزز الإرهاب والتطرف فى سوريا، ويقوض حملة التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب الدولى فيها. ■ مارأيك فى الموقف الدولى؟ أما صمت العالم على إبادتنا لم يبق أمام شعبنا السورى فى عفرين خيارًا آخر سوى ممارسة الدفاع المشروع الفردى والجماعى عن النفس وفق المادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة.