يشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله في فصل الصيف، حيث يمتد الصيام إلي أكثر من 14 ساعة في اليوم، فيستمر الجسم في فقد الماء علي مدار تلك الساعات؛ ليصل إلي الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل. ويمكننا أن نساعد أجسامنا في الحفاظ علي الماء ودفع الشعور بالعطش والتقليل من حدته، باتباع أسس التغذية الصحية خلال شهر الصوم، فبذل بعض الجهد لتجنب العطش أسهل من تحمل معاناة الشعور به، وتوضح صهباء بندق باحثة الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة - جامعة الأزهر، عضو هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة، أن هناك حلفاء ضد العطش اولها الماء فلو تناولنا لتراً ونصف لتر منه يوميا، ساعد ذلك علي التقليل من فرص العطش ، كذلك تناول السوائل بجميع أنواعها: خاصة المشروبات وعصائر الفواكه الطبيعية المرطبة، والتي تحتوي علي أملاح، وينصح بتجنب العصائر المحتوية علي مواد مصنعة وملونة اصطناعيا، والتي تحتوي علي كميات كبيرة من السكر؛ لأنها تسبب أضرارا صحية وحساسية. وتشير إلي أن تأخير السحور يعد اهم وسيلة من وسائل مواجهة العطش ، ولذلك تنصح السنة المطهرة بتأخير السحور؛ لذا يفضل أن يكون السحور بعد منتصف الليل، حتي يتمكن الصائم من مقاومة الشعور بالعطش، خاصة في الأيام الأولي للصيام، ويفضل أن تحتوي وجبة السحور علي غذاء خفيف. وتضيف الباحثة صهباء إلي أن هناك ما يعرف بلصوص يسرقون ماء الجسم كملح الطعام والبهارات والتوابل ، فالأطعمة والأغذية المالحة تزيد من حاجة الجسم إلي الماء؛ لذا ينصح بتجنب وضع الكثير من الملح علي الطعام، والابتعاد عن الأطعمة شديدة الملوحة. وتنصح الصائم بالتقليل من شرب المنبهات كالشاي والقهوة لاحتوائها علي الكافيين الذي يزيد من نشاط الكلي ويعزز دورها في التخلص من الماء؛ وبالتالي فالمنبهات تزيد من عملية فقدان الماء من الجسم. وتوضح انه يجب علي الصائم أن يتقي التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، ومن وسائل التخفيف من حرارة الشمس وبالتالي تجنب العطش، وعليه الإكثار من الاستحمام بالماء الفاتر لتبريد الجسم، واستخدام الصابون للتخلص من زيوت الجسم التي قد تسدُّ المسام العَرَقية، وحجب أشعة الشمس عن دخول المنزل أثناء فترة الظهيرة قدر الإمكان، عن طريق غلق الشيش أو الستائر، و ارتداء ملابس فاتحة اللون فضفاضة؛ ويفضل أن تكون قطنية لتمتص العرق، و الركون إلي الراحة بالقدر الذي يتناسب والجهد المبذول؛ وذلك لتجديد طاقة الجسم الحيوية.