بدأت بالأمس جولة جديدة من مفاوضات حول السلام السورية فى فيينا، وستستمر ليومين، بين الوفد الحكومى والمعارضة تحت رعاية الأممالمتحدة وذلك قبل أيام من انعقاد محادثات أخرى فى روسيا، والتى وصفها مبعوث الأممالمتحدة للملف السوري، ستيفان دى ميستورا، أن المحادثات تأتى فى مرحلة حرجة جداً، وقال: «أنا متفائل لأنه لا يسعنى أن أكون غير ذلك فى مثل هذه اللحظات»، مضيفاً «إنها مرحلة حرجة جداً جداً». ومن جهته، صرح وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بأنه لا يوجد حاليًا أفق لحل سياسى سوى الاجتماع الذى يعقد برعاية الأممالمتحدة فى فيينا بمشاركة جميع الأفرقاء الفاعلين حيث آمل بأن يتم وضع خطة للسلام، معربًا عن اعتقاده بأن محادثات فيينا ستشكل الفرصة الأخيرة لإيجاد حل سياسى للنزاع الذى تشهده سوريا منذ 2011. وتتزامن المحادثات مع عمليات عسكرية واسعة فى عدد من المناطق فى سوريا حيث تشن تركيا من جهة هجوماً على مدينة عفرين التى يسيطر عليها الأكراد بينما تشن القوات الحكومية هجوماً فى محافظة إدلب والغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة. من جانب آخر، حض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، على الحد من عملياته العسكرية فى سوريا، حيث يشنّ الجيش التركى منذ خمسة أيام هجوماً على المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن، مطالبا بتجنب أى عمل يُمكن أن يتسبب فى مواجهة بين القوات التركية والأمريكية. فيما كشف قائد عسكرى فى غرفة عمليات «غصن الزيتون» أن «تعزيزات عسكرية تركية جديدة أرسلت إلى جبهات القتال فى منطقة عفرين بريف حلب»، موضحا أن مجموعات من القوات الخاصة التركية وصلت إلى جبهات القتال فى عفرين، حيث تتمتع هذه العناصر بخبرة القتال بالمناطق الجبلية، بعد المعارك مع حزب العمال الكردستانى فى شرق تركيا». وعلى صعيد متصل، أعلنت وسائل إعلام سورية وتركية وكردية عن هجوم للطيران الحربى والجيش التركى على منطقتى منبج وتل أبيض على الحدود السورية الشمالية مع تركيا، ويشار إلى وجود قوات أمريكية للعمليات الخاصة فى منطقة منبج، الأمر الذى ينذر بتعقيد أكثر للعلاقات التركية- الأمريكية. وأفاد موقع إخبارى تركى أن القوات الجوية التركية وجهت الضربات لعدة منشآت لوحدات حماية الشعب فى محيط بلدتى منبج وعريما، وهو ما ينذر بنشوب نزاع كبير مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لأنه يوجد هناك جنود أمريكيون لحماية YPG من هجمات تركية، وقد أفادت وسائل إعلام محلية بمقتل مستشاريْن عسكريين أمريكيين فى غارة جوية تركية على منطقة عفرين وهو ما لم يتم تأكيده.