قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو: إن بلاده تسعى لتفادي أي اشتباك مع القوات السورية أو الروسية أو الأمريكية خلال عمليتها في شمال سوريا، ولكنها ستتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمنها، حسبما نقلت قناة خبر ترك التليفزيونية. وحثت كل من الولاياتالمتحدة وروسيا، تركيا على التحلي بضبط النفس في عمليتها العسكرية (غصن الزيتون) التي تهدف للقضاء على سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية على منطقة عفرين على حدودها الجنوبية والتي أدانتها سوريا. وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بطرد المقاتلين الأكراد من منبج التي تقطنها أغلبية عربية، ويقول أردوغان إن وحدات حماية الشعب هي امتداد لجماعة كردية تشن تمردًا في بلاده منذ عقود. وتقع منبج إلى الشرق من عفرين، وهي جزء من منطقة أكبر بكثير في شمال سوريا، خاضعة لسيطرة قوات معظمها قوات كردية، وأي هجوم هناك قد يثير احتمال اندلاع صراع طويل بين تركيا وفصائل الجيش السوري الحر المتحالفة معها والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولاياتالمتحدة. ونقلت خبر ترك، عن جاويش أوغلو قوله: "الإرهابيون في منبج يطلقون دوما نيرانا استفزازية، إذا لم توقف الولاياتالمتحدة هذا فسنوقفه نحن". وأضاف "هدفنا هو عدم الاشتباك مع الروس أو النظام السوري أو الولاياتالمتحدة، ولكن محاربة التنظيم الإرهابي". ويقول مسئولون أمريكيون: إن من أهداف واشنطن الرئيسية الحيلولة دون طرد تركيا لقوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة مدعومة من الولاياتالمتحدة وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية من منبج. وتأمل الولاياتالمتحدة في الاستفادة من سيطرة وحدات حماية الشعب على شمال سوريا في منحها القوة الدبلوماسية المطلوبة لإحياء المحادثات التي تنظمها الأممالمتحدة في جنيف للتوصل لاتفاق ينهي الحرب السورية. وأثار دعم الولاياتالمتحدة لوحدات حماية الشعب الكردية غضب أنقرة، التي تعتبر الوحدات تهديدا أمنيا لها، وهذا الدعم أحد عدة أمور أدت إلى توتر العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحليفتها تركيا. وقال جاويش أوغلو: "إن مستقبل علاقاتنا يعتمد على الخطوة التالية التي ستتخذها الولاياتالمتحدة"، وأضاف أن تركيا التي نفذت عملية عسكرية دامت سبعة أشهر في شمال سوريا قبل عامين لطرد تنظيم داعش ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، ستستمر في القيام بكل ما تعتبره ضروريا.