كتب - سامي كمال الدين مثل الفراشات حلق شهداء ثورة 25 يناير في أجواء السماوات، ليسيطر قاتلوهم علي المشهد السياسي والإعلامي في الأرض . حلمهم لتطهير مصر من مبارك ونظامه راح هباءً حين صمتنا وعدنا لنضع رءوسنا في الرمال مرة أخري، ذلك الصمت المخزي ونحن نشاهد بأم أعيننا من أفسدوا الحياة السياسية والإعلامية والاجتماعية يسيطرون علي المشهد، ويعودون لفرض رؤاهم الفاسدة ونظرياتهم المضللة التي ساهمت في تثبت قواعد نظام المخلوع في السنوات العشر الأخيرة لحكمه، وإن كان دخوله القفص يعد أولي خطوات أخذ الحق للذين ضحوا بأرواحهم في سبيل ذلك ، إلا أن محاكمة المخلوع وحده ليست كافية ، فاحتلال الوجوه الزائفة للمشهد وسيطرتها علي جميع الفضائيات التي خرجت من حلم كاذب يكشف أن مصر لم تحدث فيها ثورة، فما معني بقاء النائب العام في منصبه حتي الآن، ولماذا لا يحاكم جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات عن صمته علي نهب أموال مصر، وماذا يعني عدم التوصل حتي الآن لقناصة الداخلية الذين قتلوا الثوار ، وقد رأيناهم بأم أعيننا يقتلون شباب مصر بدمٍ بارد ؟! ثم أنا راضي ذمتك ودينك أي ثورة تلك التي حدثت في مصر ونفس الوجوه التي كانت تتصدر المشهد قبل الثورة ، وأثناءه ، وحاولت إفشال وتحطيم هذه الثورة العظيمة لصالح نظام فاسد ببطانته ، هي نفس الوجوه الآن بوجود أكثر وأجور أعلي وحياة أكثر صخباً بلا حياء ، تخيل لو فشلت ثورتنا العظيمة فإن نفس الوجوه الحالية كانت ستتصدر المشهد أيضاً .. !! الأمر بحاجة حقيقية إلي إعمال بعض من العقل حتي لا نصاب بلوثة عقلية ، فالذين صدروا لنا عظمة مبارك وابنه ودورهم الوطني ، ثم اتهموا ميدان التحرير بالعمالة من قبل جهات خارجية وداخلية ، ولوثوا شرف أطهر وأجمل بنات مصر ، واتهموهم بالبغاء والكنتاكي وبرشوة 15 ألف جنيه من قبل سيدة في أرذل العمر دخلت بها إلي الميدان ، وشاب فلسطيني حمل نفس المبلغ ودخل به إلي الميدان أيضاً هم الذين " آمنوا بالله " مؤخراً - يا عيني علي الإيمان - والذين اتهموا شباب الميدان بالعمالة وتلقي تدريب من قبل ال C. I. A والمخابرات الإسرائيلية عبر اعترافات ملفقة لمجذوبة اعترفت بكذبها فيما بعد هم الذين يدعون الشرف من قبل لجنة حكمت بما لم تر، فيما العالم كله شهد وشاهد الكذب والتضليل الإعلامي أعمت اللجنة قلبها وعقلها عن الحق . أي ثورة تلك التي حدثت في مصر، والذين غنوا علي المخلوع وساندوه بشهرتهم ومجدهم، وكانوا طوال الوقت ضيوف برامج الفضائيات في شهر رمضان من كل عام في عهده يسبحون بحمده ويكبشون عشرات الألوف علي استضافتهم، هم نفس الشخصيات الآن، لكن بقناع جديد يلعب علي مشاعر هذا الشعب الطيب . لست ضدك في أن تحب مبارك أو تتحدث عنه ، فهذه حريتك التي قامت لأجلها ثورة 25 يناير لكنني ضدك حين تواصل اتصالاتك في الفضائيات طوال أيام الثورة لتسبها وتلعن شبابها ، وتقف بجوار مبارك ثم تأتي الآن لتتخلي عن مبارك وتنتقده و"خدعني .. لم أكن أعلم أنه فاسد " ، ليس مبارك وحده هو الفاسد لكنك أنت من دعمت فساده ، وشاركت في قتل هذا الشعب . المسألة واضحة وضوح الشمس ، فهؤلاء الكذبة الذين يحتلون مساحة الفضاء ، ليسوا إلا صنيعة مجموعة من رجال الأعمال لا هم لهم سوي إفشال أعظم ثورة حدثت في تاريخ مصر ، من خلال تقديم هذه الوجوه لتبث سمومها وتجعل الناس يكرهون الثورة وشباب الثورة وميدان التحرير وما جاء به ميدان التحرير فمصالحهم أهم من مصر وثوراتها ، وهم يعلمون أن نجاح هذه الثورة وعدالتها يفشل مشروعاتهم للاستيلاء علي أراضي مصر ونهبها بالملاليم ثم بيعها بالملايين. أي ثورة.. ويعود الآن مذيعو دكر البط وبطل الضربة الجوية وجنازة أم أحمد عز لتزييف الحقائق والضحك علي عقول شعب صمت طويلاً . سوف يثبت شعب مصر العظيم الذي خرج ضد فساد ثلاثين عاماً لمثل هؤلاء ليثبت لهم أي ثورة هي التي حدثت في مصر.