أدت أزمة الديون الأمريكية وتراجع تصنيفها الائتماني من مؤسسة ستاندر أند بورز إلي انهيار بورصات العالم ليتكرر بذلك سيناريو سقوط البورصات العالمية للمرة الثانية بعد الأزمة المالية التي تسببت فيها الولاياتالمتحدة في أغسطس 2008 . بداية بمؤشر داوجونز الذي انخفض بمقدار 3.1 نقطة كما انخفض مؤشر ناسداك بنسبة 3% في التعاملات الصباحية عقب إعلان المؤسسة العالمية عن التصنيف الائتماني للولايات المتحدةالأمريكية. كما سجلت لوحات باريس ولندن وفرانكفورت تراجعًا بنسبة 10% لم يتوقف هذا الأمر عند البورصات الأوروبية فقط بل امتد ليشمل بورصات المنطقة فقد هوت بورصة السعودية يوم الجمعة الماضي بنحو 5.4% تزامنا مع سقوط بورصة دبي بنحو 4.4% . وخسرت بورصة أبو ظبي نحو 2.5% وهي نفس النسبة التي حققتها البورصة القطرية. وسجلت بورصة تل أبيب أعلي نسبة خسارة لارتباطها بالاقتصاد الأمريكي ارتباطا وثيقا إذ هبط المؤشر الرئيسي للبورصة بنحو 6% والذي يعد أعلي نسبة خسارة خلال 3 أعوام ومن ناحيتها سجلت البورصة المصرية أيضا أعلي نسبة خسارة نقاط علي مدار عامين فقد هبط المؤشر الرئيسي للبورصة لليوم التالي علي إعلان التصنيف الائتماني لامريكا بنحو 4% مسجلا 4.799 نقطة كما تابعت البورصة المصرية الخسائر في اليوم الثاني علي التوالي بخسارة EGX30 بنحو 2% واستمرار نزيف النقاط ليسجل المؤشر 4.701 نقطة. وبلغ حجم الدين 14.3 تريليون دولار، ما يعني أنه تجاوز السقف المحدد والبالغ 14.294 تريليون دولار والذي يعني مقدار ما يمكن للحكومة الفيدرالية أن تقترضه بصورة قانونية. وقد عقد نواب وزراء مالية دول من مجموعة العشرين مؤتمرا عبر الهاتف لبحث أزمة الديون الأوروبية وخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.. ومن جانبه رفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما الاعتراف بخفض التصنيف الائتماني لأمريكا إلي AAT بدلاً من . AAA وقال أوباما: ستصعد الاسواق وستتراجع ولكن هذه هي الولاياتالمتحدة بغض النظر عما تقوله بعض وكالات التصنيف وأننا سنظل دولة التصنيف AAA.. فيما أوضح نائب وزير المالية الكوري الجنوبي تشوي جونج كوان ان ثقة كوريا الجنوبية في سندات ديون الخزانة الأمريكية لم تتغير علي الرغم من فقد الولاياتالمتحدة لتصنيفها الائتماني الممتاز AAA . وامتنع عن الإدلاء بتفصيلات بشأن مناقشات مجموعة العشرين. وقال تشوي بالتلفون «أوضحت موقف بلادنا خلال المكالمة بأنه لن يكون هناك تغير مفاجئ في سياسة إدارة الاحتياطي»، مشيراً إلي ملكية البلاد الكبيرة لسندات أمريكية من بين أكثر من 300 مليار دولار من الاحتياطيات الاجنبية. وكان زعماء عالميون قد رتبوا جولة من المكالمات الهاتفية الطارئة لبحث الأزمة المزدوجة للديون في أوروبا والولاياتالمتحدة والتي تسبب الفوضي في الأسواق المالية.. ويترقب المستثمرون في أسواق المال العالمية التطورات الجديدة لانعكاسات ما اعلنت عنه وكالة «ستاندرد» والخاص بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بعد أن ألقت باللوم في ذلك علي الكونجرس لتدخل أعضائه علي مدي أشهر في مساومات سياسية علي صفقة خفض العجز الأمريكي. والقت مخاوف تداولات الجمعة السوداء الماضية بظلالها علي نفوس المستثمرين، لاسيما بعد أن خسر الملياردير المكسيكي من أصل لبناني كارلوس سليم (أغني أغنياء العالم) ما يناهز 8 مليارات دولار هذا الأسبوع، بعد أن هبطت محفظته للأوراق المالية المقومة بالدولار بنسبة 11% مقارنة بتراجع 7.1% لمؤشر الأسهم الأمريكية «اس اند بي 500» خلال نفس الفترة.