5 ملفات تتصدر مباحثات القمة المصرية - الفرنسية

بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارةً إلى فرنسا بالأمس لمدة ثلاثة أيام يلتقى خلالها نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى أول لقاء قمة يجمعهما بعد انتخاب الرئيس الجديد لفرنسا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون سيستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى اليوم الثلاثاء فى إطار زيارته لفرنسا، ويعقد الرئيسان قمة مصرية – فرنسية بقصر الإليزيه لبحث سبل تعزيز الشراكة القائمة بين البلدين فى المجالات المختلفة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، فضلا عن بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها مكافحة الإرهاب كما يعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا بالإليزيه.
وذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين سيجتمعان على غداء عمل فى أول لقاء بينهما لتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها الأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والقضايا الخاصة بحقوق الإنسان التى تولى لها فرنسا أهمية خاصة، كما سيتيح اللقاء بحث الملفات الثنائية وسبل تعزيز العلاقات فى مجالات الثقافة والتعليم.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسى عددا من اللقاءات مع كبار المسئولين الفرنسيين ومن بينهم رئيس الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ ورئيس الوزراء الفرنسي.
ويتضمن برنامج عمل السيسي، عقد لقاءات مع مجتمع الأعمال الفرنسى وعدد من رؤساء كبريات الشركات الفرنسية لمناقشة سبل تطوير التعاون وعرض الخطوات الجارى اتخاذها فى إطار برنامج الإصلاح الاقتصادى وتحسين مناخ الاستثمار وما يوفره من فرص استثمارية واعدة فى العديد من المجالات.
ومن المقرر بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة التعاون الاقتصادى والتجارى بجانب دفع العلاقات الإيجابية البناءة وتحقيق المزيد من التعاون الاقتصادى والتجارى والعلمى بما يحقق مصالح البلدين، خاصة فى ظل ما تحظى به الدولتان من إمكانيات اقتصادية هائلة ودعم الاستثمار فى مصر.
الزيارة الثالثة
وستكون هذه الزيارة الثالثة للرئيس السيسى لفرنسا، حيث سبق أن زار باريس مرتين الأولى فى 25 نوفمبر 2014 والتقى خلالها الرئيس الفرنسى السابق فرانسوا أولاند، ثم كانت الزيارة الثانية فى 29 نوفمبر 2015 للمشاركة فى القمة الدولية للتغييرات المناخية.
ومنذ انتخاب الرئيس الفرنسى الجديد ماكرون وهناك تعاون وتنسيق ثنائى بين البلدين، ظهر فى الاتصالات المتبادلة بين الرئيس السيسى ونظيره الفرنسى، حيث تبادل الرئيسان ثلاثة اتصالات هاتفية لبحث التعاون المشترك.
وبعد أن قدم الرئيس السيسى التهنئة لماكرون على انتخابه فى اتصال هاتفى 22 مايو الماضى، أجرى الرئيس الفرنسى اتصالين هاتفيين بالرئيس السيسى فى 30 مايو الماضى والثانى فى 16 يوليو لبحث التطورات الراهنة التى تشهدها بعض القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الوضع فى ليبيا.
أيضا استقبلت القاهرة عدداً من كبار المسئولين الفرنسيين خلال الفترة الماضية كان أبرزها زيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان ووزيرة الدفاع سيلفى جولار فى شهر يونيو الماضى، والتى بحثا فيها التعاون المشترك بين البلدين.
أهم ملفات التعاون
وتشهد العلاقات الفرنسية المصرية وفقا لتقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات، تناغما شديدا وترابطاً قويا خلال الفترة الأخيرة حيث بلغ عدد الزيارات الرسمية بين البلدين أكثر من 20 زيارة على مستوى الوزراء وكبار المسئولين منذ نوفمبر 2014، وعكست جميعها تقاربا فى وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة الليبية، وكذلك رغبة البلدين فى تقوية شراكتهما التى تمتد عبر قرنين من الزمان فى المجالات الاقتصادية، والعسكرية، والثقافية.
وأبرمت فرنسا الفترة الماضية العديد من الاتفاقات الخاصة بالأسلحة العسكرية، وتطوير الجيش المصرى بأسلحة متطورة فرنسية الصنع جوا وبحرا تشمل:
- شراء مصر أربع طائرات من نوع «رافال»، وفرقاطة، وسفينتى «ميسترال» حاملتى المروحيات، وصواريخ.
- أبدى البلدان إجماعا على قضية مكافحة الإرهاب الذى انتشر فى العالم بشكل كبير للغاية خاصة بعد ثورات الربيع العربى.
- على مستوى التعاون الثقافى، ونظرًا لحجم دارسى اللغة الفرنسية فى مصر، فهناك أكثر من 2500 طالب فى 13 شعبة فرنسية يدرسون داخل 5 جامعات فى مصر.
- هناك 14 ألف دارس فى المعهد الفرنسى بمصر، بالإضافة إلى 7 آلاف تلميذ ب11 مدرسة فرنسية معترف بها، وألفى طالب مصرى يدرسون فى فرنسا حاليًا، من بينهم 65 حاصلون على منح دراسية.
العلاقات التجارية والاقتصادية
تعد فرنسا سادس أكبر مستثمر فى مصر فى 2016؛ حيث تقدر حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنحو 3.5 مليار يورو (4.1 مليار دولار)؛ ما يجعلها سابع أكبر مورد فى مصر.
وزاد حجم التجارة الثنائية بين البلدين فى الأشهر الثمانية الأولى من 2017؛ حيث ارتفعت قيمة الصادرات الفرنسية بنسبة 9.2% (1.1 مليار يورو/1.3 مليار دولار) مقابل 21% فى الواردات (401.4 مليون يورو/478.8 مليون دولار).
وتوجد فى مصر أكثر من 160 شركة فرنسية توظف ما يقرب من 30 ألف شخص عبر مجموعة واسعة من القطاعات.
وتعكس تلك الأرقام تميزاً فى العلاقات الثنائية بين القاهرة وباريس، خاصة فى ظل التقارب فى مواقف البلدين تجاه قضايا المنطقة، ويستهدف الرئيس السيسى من زيارته الحالية تعزيز التعاون الاستراتيجى مع فرنسا، خاصة فيما يتعلق بالتعاون الأمنى والعسكرى واستكمال برامج تطوير التسليح المشترك، إضافة إلى زيارة الفرص الاستثمارية الفرنسية بالمشروعات الكبرى التى تطرحها مصر، والتنسيق فى الملفات والقضايا الإقليمية.