استخدام حبوب لتأجيل الحيض للصوم جائز ورد من السيدة ف. هل يجوز للمرأة تناول العقاقير لمنع نزول الدورة الشهرية ليتسنَّي لها الصيام في رمضان؟ ويجيب علي الفتوي الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية قائلاً: من الأحكام الثابتة في الشرع أن المسلمة يجب عليها الفطر في رمضان إذا جاءتها الدورة الشهرية، إذ الفطر هو الذي يناسبها في حالات الإعياء والاضطرابات الجسدية التي تصاحب الحيض، فلذلك أوجب الشرع عليها الإفطار، وهذا تخفيف من الله تعالي ورحمة منه سبحانه، وما يفعله كثير من النساء من أكل شيء قليل جدًا أو شرب بعض السوائل ثم الإمساك بقية اليوم هو أمر مخالف لحكمة الشرع الشريف في التخفيف عليها والحفاظ علي صحتها الجسدية والنفسية، والمطلوب منها أن تُفطر بشكل طبيعي في فترة حيضها ولا حرج ولا لوم عليها؛ لأنها ستقضي هذه الأيام، حسبما جاء في حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «كان يصيبنا ذلك مع رسول الله - صلي الله عليه وآله وسلم - فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة» متفق عليه. أما استعمال العقاقير والحبوب التي تؤخر الحيض إلي ما بعد رمضان والتي تتيح للنساء إتمام الشهر كله بغير انقطاع فلا مانع شرعًا، ويصح منها الصوم، ويجوز لها اللجوء إلي هذه الوسيلة بشرط أن يقرر الأطباء أن استعمال هذه الحبوب لا يترتب عليه ما يضر بصحة المرأة عاجلاً أو آجلاً، فإن ترتب علي استعمالها ضرر فهي حرام شرعًا؛ لأنه من المقرر شرعًا أنه لا ضرر ولا ضرار، وحفظ الصحة مقصد ضروري من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع أن استخدام هذه الوسيلة جائز شرعًا إلا أن وقوف المرأة المسلمة مع مراد الله تعالي وخضوعها لما قدَّره الله عليها من الحيض ووجوب الإفطار أثوب لها وأعظم أجرًا.