السكينة والساطور صديقاها منذ أن كان عمرها عشر سنوات، عشقت مهنة الجزارة التى ورثتها عن والدها وتعلمت منه فنون المهنة وتفاصيلها، وكانت تساعده فى المحل وتعلمت منه كيفية تقطيع اللحمة بالإضافة إلى طريقة عمل الكفتة والهامبورجر.. إنها المعلمة هويدا أشهر جزارة فى حى البساتين التى تعمل فى هذه المهنة منذ أربعين عاما. تقول هويدا: والدى كان يعتمد على لأنى كنت أكبر أخواتي، فكنت أذهب إلى سوق الجمال بإمبابة لشراء الجمال ثم أذهب للسلخانة لذبحها، ثم أتوجه للمحل لتقطيعها وبيعها للزبائن، الذين أصبحوا يقبلون عليها حيث إنى متخصصة فى بيع لحم الجمال فقط، وبعد زواجى لم يمنعنى زوجى من العمل فى مهنة الجزارة بل كان يدعمني، حيث كنت أعمل فى محل والدى وبعد وفاته ورث شقيقى المحل، فاشتريت مع زوجى منزلا فى حى البساتين، وقمت بتخصيص الطابق الأرضى كمحل للجزارة. وتضيف: كان زوجى يعمل فى مهنة السيراميك، ولكن مرض منذ فترة وتوقف عن العمل، وبعد شفائه قمت بتعليمه واثنين من أبنائى أصول مهنة الجزارة وأصبحوا يساعدوننى فى المحل، لافتة إلى أنها واجهت حربا شرسة من كبار تجار اللحوم لكنها تمكنت من الوقوف أمامهم بقوة ونجحت فى تخفيض أسعار اللحوم، رأفة بحال المواطنين من جهة، ولكى تضرب كبار التجار من ناحية أخرى، كما تمكنت من تقديم خدمات أخرى للزبائن مثل عمل الكفتة والهامبورجر وغيرهما. يقبل الزبائن على هويدا لشراء اللحمة منها لأنها تبيع اللحوم بأسعار مخفضة بالإضافة إلى جودة اللحوم التى تبيعها، مؤكدة أنها كانت تساعد زوجها فى الإنفاق على الأولاد والمنزل من عملها فى الجزارة. ولفتت هويدا إلى أن لديها 4 أولاد، ولدان وبنتان وعلمت الولدين المهنة، بينما رفض زوجا الفتاتين عملهما بالجزارة؛ مؤكدة أنها لم تتعرض لمضايقات لكونها سيدة تعمل فى مهنة شاقة لا يقدر عليها سوى الرجال.