فقد عقله وأنهى حياة من كانت سببا فى وجوده ليعيش ما بقى من عمره حتى مواجهة حبل الإعدام نادما على ما اقترفت يداه من أثم عظيم ويعلم الله كيف سيلاقى وجه ربه وقد أنهى حياة والدته بيده. الحركة والنشاط يسيطران على شارع سليم الكائن بدائرة قسم شرطة الاهرام، الساعة تقترب من الثالثة والنصف عصرا، الجميع مشغولون بأكل العيش، الحركة تزداد شيئا فشيئا والشمس تتجه نحو الغروب، سرعان ما تنقطع تلك الأجواء الصاخبة وتلتفت الأنظار ويتجمع أهل المنطقة على جارهم المدعو «عبدالحافظ» ابن السبعين عاما وقد انهار باكيا أمام بوابة العقار الذى يقطن فيه وهو يردد قائلا : مراتى اتقتلت وعندما سأله الأهالى قال إنه عاد منذ دقائق من العمل وعندما دخل شقته وجد زوجته ملقاة على الارض وقد فارقت الحياة بعد إصابتها بعدة طعنات والدماء تغرق أرضية الشقة. ويقول «على حارس العقار»: أسرعت ومعى عدد من الجيران إلى شقة عم حافظ لنفاجأ بزوجته الحاجة «منى» جثة هامدة ممدة على الأرض وقد فارقت الحياة والدماء تملأ أرضية الصالة وعندها أسرعنا بإبلاغ النجدة. لم تمض سوى دقائق معدودة حتى وصل رجال المباحث وبدأوا فى معاينة موقع الحادث والاستماع لأقوال الجيران والمقربين من المجنى عليها، وأفاد زوج المجنى عليها «عبد الحافظ ب، 70 سنة، طباخ» أنه فور عودته من عمله فوجئ بزوجته ملقاة على الأرض جثة هامدة ومصابة بعدة طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد. وكشفت تحريات ضباط مباحث الهرم بقيادة الرائد عمرو حجازى،رئيس مباحث القسم، أن مرتكب الواقعة هو « محمد ع، 27 سنة، عامل» وبتقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة نجحت قوة من ضباط مباحث القسم فى القبض على المتهم وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة وأنه كان يشك فى سلوك والدته نظرًا لكثرة استعمالها للهاتف المحمول والاتصال بأشخاص مجهولين، وبعد مشادة كلامية نشبت بينهما حينها فقد عقله واعتدى على والدته بسكين وطعنها عدة طعنات وترك المنزل. وبعرض الواقعة وجهود فريق البحث على اللواء هشام العراقى، مدير أمن الجيزة، أمر باحالة المتهم إلى النيابة العامة التى أمرت بتشريح جثة المجنى عليها والتصريح بدفنها. من ناحية أخرى قالت جارة المجنى عليها -رفضت ذكر اسمها - أن أسرة الحاجة منى انتقلت للعيش بالعقار منذ ما يزيد على 4 سنوات، لم نر منها إلا كل خير.