رأي الدكتور عماد عبداللطيف، أستاذ البلاغة السياسية بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن خطاب اللواء محسن الفنجري الأخير يعد نموذجا لكيف يمكن أن تنتج طريقة أداء خطاب ما دلالات معززة لفحوي الكلام أو مناقضة له، وذلك في الندوة التي عقدت بنادي "دار العلوم" تحت عنوان "الخطاب السياسي والخطاب الأدبي". ونفي عبد اللطيف أن تتسبب خطابات المجلس العسكري في حدوث مشاحنات بين الشعب والجيش مستقبلا وقال معللا: لأن هناك فجوة بين الثوّار وبين الشعب تشبه بالضبط تلك الفجوة التي حدثت صباح الأربعاء 1 فبراير"، ودعا عبد اللطيف للتحاور مع الناس قائلا: محاولات وضع الشعب المصري في حالة ثورة مستمرة لن تنجح لغياب الوعي لدي الجماهير ولأن الرأي العام تشكله عناصر كثيرة. في الندوة فرّق عبد اللطيف بين الخطاب السياسي والخطاب الأدبي ووصل بحديثه إلي تناول دور الخطاب في الثورات وقال: في الثورات شبه السلمية مثل الثورة المصرية يلعب الخطاب دورا بالغ الأهمية، لأن الصراع بين الجهة التي تمتلك السلطة بالفعل والناس التي تريد تجريدها منها يكون صراعًا لغويا بالأساس وهو ما يتضح من الصراع بين خطاب السلطة ببياناتها وقراراتها وحواراتها في وسائل الإعلام وبين خطاب الثوّار من نكات ولافتات وشعارات، وما يمثل عنصر إقناع وتأثير في خطابات الثوّار هو وجودهم في مكان مغلق له قوة رمزية تزيد كلما زادت كثافة الناس". وعن الخطاب الأدبي ومشاهد الثورة في عدد من الروايات المصرية تحدث الناقد الدكتور حسين حمودة قائلا: أحاول في تلك القراءة أن أضع يدي علي إرهاصات الغضب ما قبل ثورة 25 يناير في عدد من الروايات، حتي لا تحدث تلك الاختزالات التي انتشرت مثل اختزال أنها ثورة في ميدان التحرير فقط أو أنها ثورة شباب فقط أو أنها ثورة بلا تاريخ سابق". وأضاف حمودة: تركز الروايات علي الميادين باعتبارها الساحة التي تعكس الوعي الجمعي، وتمتزج فيها الأفراد حول قوة توحد أفكارهم، ففي أعمال نجيب محفوظ مثل بين القصرين والحرافيش وحديث الصباح والمساء يظهر الميدان قرين بالغضب الجماعي العام، وترصد رواية حديقة زهران لعبد الفتاح رزق هناك معالم الغضب في المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي، وفي رواية رامة والتنين لإدوار الخراط، يعبر المؤلف عن غضب الشعب المصري الأزلي منذ عهد الفراعنة، وفي رواية "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان تركيز علي اعتصام الطلبة في ميدان التحرير في بداية السبعينيات وما تعرضوا له من قمع، أما "شرق النخيل" لبهاء طاهر فتعرض مسار شاب قادم من قرية بجنوب مصر وبالتدريج بدأ ينضم لحالة الغضب العام".