كتب - محمد عماره ما أجمل المنافسة! وما أجمل الفوز! فنحن جميعا نتنافس في مجال الرياضة من أجل أن نصل أخيرا لنشوة الانتصار وإحراز الألقاب والبطولات وفي أيام الكرة الجميلة كان المهزوم أول من يهنئ الفائز والفائز لا يفرط في الفرحة حتي لا يزيد من جراح المهزوم، أما الآن فلم يعد للروح الرياضية أي مكان بيننا وأصبح التعصب هو آفة الرياضة المصرية. مباريات كرة القدم لم تعد تشهد سوي السباب والألفاظ الخارجة وما ذنب أهالينا في البيوت لسماع ورؤية ذلك؟.. وما ذنب الزوجة والأم حتي يتم الزج بهما أو بأسمائهما بل سبهما في المدرجات ومن وصل بنا إلي هذه الحال؟ فالرياضة في الأساس أخلاق وتقارب بين الشعوب، لكن الرياضة في عصرنا الحالي أصبحت مبعثا للخلافات وسببا في الفرقة والتنافر بين الناس. أعتقد أن السبب الرئيسي فيما آل إليه حال الرياضة الآن هو الإعلام، فأذكر قديما كان الإعلاميون أمثال الأستاذ عبدالمجيد نعمان والأستاذ نجيب المستكاوي لهم مدرسة خاصة وكنا جميعا نعشقهم ونقرأ لهم بشغف يزيد من حب كل منا لناديه المفضل واحترامه للنادي المنافس، أما الآن فنجد أول ما نجد أن أسلوب الكتابة والتعليق قد تغير ربما لكثرة الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية. فنجد كلمة المنافس التي كنا نقرأها في الماضي استبدلت بكلمة الخصم، وأصبح الشغل الشاغل للفضائيات تتنافس مع بعضها البعض عن طريق إبراز الخلافات وهذا يتحدث هنا والآخر يرد عليه هناك حتي تصل ذروة الخلاف إلي الجماهير العاشقة للطرفين فيتولي كل منهم الدفاع عن ناديه بعنف وبشتي الطرق حتي وصلنا إلي ما نحن فيه الآن. أعتقد أن الحل السريع الآن أصبح صعبا لكن ليس مستحيلا ولنبدأ بأنفسنا فعلي كل لاعب أو مدرب أو إداري أو حكم أن يتحلي بالهدوء داخل الملعب وأن يدرك كل في موقعه أنه ليس مسئولا عن نفسه فقط وإنما مسئول عن كل أطراف المنظومة التي تقف خلفه، ولنبدأ بالالتزام واحترام الكبير حتي وإن كنت مفضل عليه بالشارة «شارة الكابتن» لأقدميتي.. فاحترام الرموز أمر واجب.. كما أدعو كل نجوم جيلي بل ورموز الكرة المصرية بمختلف انتماءاتهم وكذا نجوم الجيل الحالي إلي إطلاق حملة بعنوان «لا للتعصب» تتضمن عقد مؤتمرات وندوات مع الجماهير لتوعيتهم للتشجيع النظيف واحترام المنافس وإلغاء فكرة أنه خصم. كما أدعوهم لعقد جلسات مع اللاعبين صغار السن لتوعيتهم لدورهم الحقيقي كقدوة لجماهيرهم وكيفية الالتزام لنبذ روح التعصب من المدرجات. بل وهناك أفكار أخري كإنشاء منتديات ومواقع إلكترونية تروج لنفس الحملة «لا للتعصب» حتي تعود الرياضة لهدفها الحقيقي والرئيسي في تقارب الأفكار حتي نعود لسماع عبارة غابت عن أذننا منذ فترة وهي «خالي روحك رياضية».