تقيم سفارة جمهورية أرمينيا بالقاهرة اليوم الخميس احتفالية كبيرة بمناسبة ذكرى الاستقلال، حيث استقلت أرمينيا عن الاتحاد السوفيتى فى 21 سبتمبر 1991، وضمن احتفالاتها أيضا تقيم السفارة معرضا بعنوان «أرمينيا ومصر: تشابه الألوان» للفنان المصور توفيق دجانى، ويبدأ غدا الجمعة حتى 29 سبتمبر الجارى، فى المركز المصرى للتعاون الثقافى الدولى بالزمالك،بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة وقد زارت «روزاليوسف» اليومية أرمينيا ورصدت مظاهر الحياة فيها، خاصة أن هناك صلة ما تربط بين مؤسستنا الصحفية وبين أرمينيا، حيث أن مؤسس ورائد فن الكاريكاتير السياسى بمصر والعالم العربى ألكسندر صاروخان من أصل أرمينى، وقد عمل لعشرات السنوات من عمره فى رسم الكاريكاتير بمؤسسة «روزاليوسف» الصحفية أبرز ما رصدناه هناك دار الكتب والوثائق القومية والتى تعد مؤسسة ثقافية وتاريخية رائعة بما تضمه من وثائق وكنوز تمثل تراث وتاريخ أرمينيا خاصة أنها تحتوى على نحو 20000 وثيقة ومخطوط منذ أن أنشأت عام 1957م، وترجع كنوزها إلى قرون عديدة تمتد إلى القرن الرابع الميلادى، وفيها أول إنجيل طبع فى أرمينيا منذ 400 عام، وفى القاعة العربية نسخة صغيرة جدا من القرآن الكريم بخط اليد لا تقرأ بالعين المجردة وتحتاج لعدسة مكبرة، ونسخة من كتب ابن سينا فى الطب، وأمام مبنى الدار تمثال للقديس ميسروب مشدوتس الذى اخترع الأبجدية الأرمينية عام 405 م كما رصدنا «بنك الكتب» هكذا يسمونه هناك، وهو عبارة عن صندوق زجاجى كبير ينتشر فى الشوارع هناك، وعليه عبارات تطلب من كل أرمينى لديه كتاب أو مجموعة كتب ليس فى حاجة إليها، أن يضعها برفق فى هذا الصندوق بدلا من إتلافه أو إلقائه فى القمامة، حيث تتولى جهات تجميع هذه الكتب وإصلاح التالف منها وإعادة ترميمها وتصنيفها، ثم توزيعها على الجهات الثقافية والتعليمية فى أرمينيا للاستفادة منها وإذا زرت أرمينيا لا يمكنك أن تفوت زيارة مدرجات «كاسكاد» الضخمة أشهر معالم العاصمة الأرمينية ياريفان، حيث تضم المدرجات متحفا مفتوحا للفنون تمتزج فيه الأعمال الفنية من مختلف المواد والأنواع بالخضرة والطبيعة فى شكل متناسق وجميل خاصة أن هذا تم تنفيذه على سلم كبير ومتدرج بشكل رائع، كذلك يمكن زيارة تمثال «أم أرمينيا» الذى يرمز إلى قصة وتاريخ نضال الشعب الأرمينى وتقديرهم للأم بشكل كبير، ومتحف الإبادة الذى يوثق لمأساة مقتل ملايين الأرمن على يد العثمانيين قبل 100 عام ولا يمكن لأى زائر لأرمينيا إلا ويتوجه إلى ميدان الجمهورية إذا ما أراد تذوق ثقافة هذا البلد.
