"جيرموك".. درة المدن الطبيعية والسياحة العلاجية، حتى إن البعض يسميها "سويسرا" أرمينيا؛ لأن مياهها تعالج الأمراض.. جبل"أرارات".. رمز تاريخي ووطني لشعب أرمينيا، يرتبط بأسطورة سفينة نوح، التي يقولون إنها رست عليه بعد الطوفان.. متحف المخطوطات.. يعد مخزنًا للثقافة الأرمينية في القرون الوسطى، ويحتوي على ما يربو على 1600 مخطوطة. تجولت كاميرا البديل في العاصمة الأرمينية "يريفان" للتعرف عليها؛ حيث يطلق على هذه الدولة "البلاد الوردية"؛ لأن أغلب المباني والبيوت هناك مبنية من الطوب الوردي المنتشر بكثافة فيها، ويمتلك الأرمن الأبجدية الأرمينية التي تم اختراعها 405 ميلادي على يد القديس ميسروب مشدوتس، وتتكون من 38 حرفًا، ويتحدث الأرمينية 96٪ من سكان البلاد، بينما يتكلم 75.8٪ اللغة الروسية. وقد أحسن الأرمينيون استغلال الثروات التي زودتهم بها الطبيعة بوفرة خاصة المياه المعدنية التى اكتشف منها ما يزيد على 1000 نبع، بالإضافة إلى المياه العلاجية، وكان هذا دافعا لإقامة المصحات، ومن أبرزها"أرزني" و"ديليجان"، أما"جيرموك" فدرة المصحات العلاجية والمدن الطبيعية الخلابة، حيث تقع على هضبة رائعة المشهد وسط الجبال التي تحيط بها، حتى إن البعض يسميها "سويسرا" أرمينيا؛ لأن مياهها تستخدم في علاج أمراض كثيرة خاصة أمراض المعدة المختلفة. وإذا أردت أن تعرف ما في قلب كل أرميني ابحث عن"جبل أرارات" الموجود ضمن الشعار الوطني الأرميني، وهو أعلى جبل هناك، ويقع حاليا داخل الأراضي التركية، ويمكن رؤيته بوضوح من أرمينيا، ومكانة هذا الجبل ترتبط بأسطورة الجبل الذي رست عليه سفينة نوح بعد الطوفان، وعندما رأى المدينة قال "يريفان"، وتعني باللغة الأرمينية: "أنا أرى"، وهو الاسم الذي أطلق على العاصمة الأرمينية. وتعتبر"يريفان" العاصمة مدينة حديثة وعصرية بروائعها المعمارية الجميلة التي تشكل تمازجا متجانسا من تقاليد الفن المعماري الكلاسيكي والعصري، واليوم هي مدينة جميلة وكبيرة بتاريخها القديم. وتعد الساحة الجمهورية جوهرة وقلب المدينة، حيث أحيطت بالأبنية الحكومية، خاصة مقر الحكومة "رئاسة الوزراء"، ومقر وزارات مثل الخارجية والثقافة، وهذا يتناغم مع سجادة حجرية كبيرة تزين الميدان كله أقيمت في السنوات الأخيرة. كما يعتبر متحف تاريخ أرمينيا من المزارات المهمة هناك، حيث يحتوي على آلاف القطع من تحف الحضارة المادية الأرمينية، منها أكثر من 6 آلاف تم اختيارها بعناية لتعرض بصورة دائمة للزائرين. ولا يمكن لزائر "يريفان" أن يفوت جولة حول نهر "هرازادان"؛ حيث يقع الاستاد الكبير وجسر النصر وشارع ماشتوتس، الذي يؤدي إلي متحف المخطوطات شمالا، وعاليا فوق التلة التي تقع خلف المتحف تجد النصب التذكاري لشهداء الإبادة الأرمينية عام 1915، وهو يقع وسط حديقة النصر التي دشنت تخليدا لذكرى انتصار الشعب السوفيتي على ألمانيا عامي "1941-1945″. وهناك تطالع عيناك تمثالا شامخا وخالدا، وهو "أم أرمينيا" أو "أرمينيا الأم"، ويرمز إلى قصة وتاريخ نضال الشعب الأرميني، وهو تمثال ضخم للمرأة الأرمينية البطلة في وقفة هادئة وواثقة، وقد أمسكت بالسيف من طرفيه تعبيرا عن عزمها الدفاع عن وطنها حتى النهاية. أما متحف المخطوطات فيعد مخزنا للثقافة الأرمينية في القرون الوسطى، ويحتوي على ما يربو على 1600 مخطوطة، هذا غير متحف الفنون للأطفال الذي يضم مجموعة صور متفردة من حوالي 130 دولة حول العالم، ومتحف الفنون الحديثة، ويعرض أعمالا لفنانين معاصرين يمزجون التقاليد الأرمينية مع الأوروبية والأمريكية. وتعد مدرجات الكاسكاد من أشهر المعالم في العاصمة الأرمينية "يريفان"، فبها تمثال ضخم ل"ميسروب ماشتوتس" (361-440م) مخترع الأبجدية الأرمينية، وتملأ المكان أعمال تكوين فني تمتزج فيها مختلف المواد مع الطبيعة الخضراء بداية من الساحة الرئيسية حتى المدرجات، التى ترتفع شاهقة فى مشهد مهيب للمدينة. وأرمينيا من أكثر دول الاتحاد السوفيتي السابق تقدما في مجال صناعة التكنولوجيا والشرائح الإلكترونية، وهو ما يعد أحد ركائز الاقتصاد هناك، كما أنه بعد الاستقلال برزت أهمية الزراعة في الاقتصاد بشكل ملحوظ، وذلك لتعويض المراحل الأولى من التحول وانهيار القطاعات غير الزراعية في أوائل التسعينيات.