فى العيد.. الورد يهزم اللحمة

عيد الأضحى مناسبة دينية مهمة عند المصريين ارتبطت أيضًا بعادات وتقاليد مهمة.
تناول اللحوم أكثر تلك العادات وضوحًا.. وأهمها عند كل الطبقات.
إذا كان تبادل الهدايا أمرًا مشروعا ومهمًا فى الأعياد، والهدايا هنا تتضمن اللحوم والفاكهة والمخبوزات. وأيضًا قد يصل بين الجيران لطبق محشى أو دعوة لتناول الفتة باللحمة.. وكل واحد على «أد» ميزانيته!
الهدايا أيضًا كتعبير عن الحب والانسجام والمودة والرحمة وأيضًا الاهتمام خاصة داخل الأسرة والعائلة قد تصل لنقود كاش! تحت اسم العيدية.
الورد هو أحد أهم تعبيرات العلاقات الجميلة التى تربط بين الطبقات ممن نصفهم بالأغنياء وأولاد الذوات.
لكن هناك شريحة جديدة لم تتخل عن الورد كوسيلة تعبير تحتفظ بجمالها وتفردها وخصوصيتها.
الورد ما زال له مكان فى طقوس الأعياد الملاحظ أن اللحوم تفوقت نعم.. لكن الورد مازال لغة مخصوصة بين الأحبة.. سواء تحت السن شباب وشابات خاصة أن ألوان الورد صريحة. «الأحمر» للهفة والشوق.. «الروز» للرومانسية.. و«الأبيض» صفاء وهدوء وحب الأشكال منه تحدد اتجاه صاحب الهدية.. والعلاقة بينه والطرف الثانى المتلقى للهدية الورد هوالهدية الأهم فى دفتر علاج المريض.
الورد ملك الاحساس وترمومتر الرقى و«التميز» و«التحيز» لعلاقات ووسائل اتصال غير قابلة للجدل. برغم ارتفاع أسعاره مثل كل حاجة فى البلد.. إلا أن المتردد على محلات الورد ناس مختلفة الدخول والأمزجة.
فى شارع الجلاء تقاطعه مع رمسيس وأمام جريدة الجمهورية وداخل محل يحيطه زجاج يكشف عن أنواع وأشكال الورود بالداخل.
وقف مهندس أحمد محمد الكتبى صاحب الكشك الزجاجى هو ليس ببائع بل بمثابة فنان بدرجة مهندس عاشق الورد يمنحه التوكيل لاختيار ما يليق من ورود طبقًا للمناسبة.
م. أحمد الكتبى فقط كلمة واحدة ينطقها قبل أن يشرع فى تشكيل «بوكيه» ورد مطعم بالفل السؤال للزبون «لمين وبكام» الإجابة كافية عند المهندس أحمد.. للبدء فى ترجمة طلب الزبون.
داخل محل الورود دار حوار شيق بحضور مجموعة من أصدقاء صاحب محل الورد..
مجموعة بسيطة.. الضحك والنكتة عندهم صناعة مع رائحة الورد أعتقد أننى عملت «دماغ» من نوع خاص.
وأنا أجلس بينهم كانت عيناى تتنقل بين الوان ورائحة الورود وشتلات الزينة التى تبحث عن مكان لتستقر فيه بعيدًا عن محل الورود.
فى حوارى معه قال لى:
فى العيد اللحمة تتفوق على الورود نعم لكن هناك شريحة من الناس الورد عندها أهم من الأكل والشرب، وهى موجودة.. لكنها تتقلص لأن الأبناء عادة ما يخرجون عن هذا السلوك.
وأضاف: أعمل فى هذا المجال كبائع ورود منذ 30 عامًا وهذه الأعوام أتاحت لى خبرة مثل كشف شخصية المشترى والمستوى المالى له وهذا يسهل من عملى فى تحقيق طلبه.. لاحظ أن بوكيه الورد يعكس شخصيتك وأنا حريص على إرضاء الزبون.
■ بائع الورود مهمة صعبة تحتاج لمقومات مهمة لنجاح العلاقة بين البائع والمشتري.. زبون الورد راجل عنده إحساس وشعور مختلف المهنة تركت آثارها أنا أدقق فى لون الوردة وشكلها.. بنشوف تسجيد للخالق جل شأنه فى حياتها.
وأضاف مهندس احمد الكتبى الورد فيه جمال.. أى نوع يقع نظرك عليه تلاقى بهجة.
■ وأكد لى بالطبع الحالة الاقتصادية لها مردود على حركة البيع والشراء لكن زبون الورد لا يستغنى عن الشراء ولكن قد يخفض قيمة ما يشتريه لكنه يحافظ على علاقته مع الورد.
بمعنى كان بيشترى بوكيه ب50 جنيهًا ممكن يخفضه إلى 20 أو 30.
هناك ناس لا تستغنى عن الورد فى عيد الحب، الزواج، عيد الأم.
مواسم بيع مناسبة ومستمرة مفيش كوشة زواج من غير ورود ومفيش حب من غير ورد.
فى عيد الأم الهدية مع الورد فيه مناسبات مثل الترقية، حركة تعيينات، تنقلات، وهناك شخصيات لا تستغنى عن وجود الورود بالبيت.
■ مهندس الكتبى قال أيضًا: أنا اخترت الشغلانة كان عندى مكتب استيراد وتصدير الورد جذبني.
الورد انعكس على شخصيتي.. أصبحت أكثر هدوءًا، مفيش نرفزة لأن الغضب والورد لا يجتمعان وأنا سعيد جدًا لأن اللى جاى يشترى الورد جاى مخصوص لي.. جاى فرحان عاوز يحط فلوسه فى حاجة بتزود فرحته وسعادته.
قال لى أيضًا: زبون الورد أنواع واحد عاوزه لمريض وأنا هنا أساعده والسلوفان وقاعدة مناسبة للبوكيه شرط.. وعادة ما يضم بجانب الورد البلدى جرد بولس.. بينما بوكيه الحب والفرحة كروشيه والبطانة الخيش، والورد البلدى والفل علامات.
للمهندس أحمد الكتبى ولد وهو محمد بالفرقة الثانية إعدادية السيدة عائشة وشهد بالسنة الثالثة ابتدائى بمدرسة السيدة عائشة التجريبية.
الورد لا ينقطع عن منزله.. وأسرته بالطبع يلعب الورد وأنواعه دورًا فى علاقتها مع بعضها والآخرين.