شهدت الفترة الأخيرة جدلاً واسعًا حول مصير عدد كبير من القطع الأثرية التي كانت موجودة داخل القصور الرئاسية، أيضًا الطرق التي وصلت بها هذه القطع لتلك القصور، وقد زاد من حدة الجدل البلاغ الذي تقدم به أثريون في مارس الماضي للنائب العام للتحقيق في مخالفة تسليم الآثار التي تم ضبطها عام 2006 في ميناء العين السخنة لقصور الرئاسة والتي ننفرد بنشر صورها في روزاليوسف. تواصل الجهات المعنية معاينة قصور الرئاسة بحسب قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود لما تحتويه من مقتنيات أثرية أكدت المصادر ل«روزاليوسف» أن هناك خللاً في عمليات تسليم بعض القطع الأثرية لقصر عابدين، كما أن هناك شكوكًا حول مصير مئات القطع الأثرية التي تسلمتها وزارة الآثار بعد ضبط تلك المقتنيات والقطع الأثرية من منفذ العين السخنة والتي قال المصدر إن المهرب استغرق في جمعها ما يزيد علي ال 30 عاما. الضبطية البالغة 370 صنفًا ومفرداتها تفوق ال 600 قطعة، تم نهبها من قصور رئاسية وتاريخية وكذلك قطع تعود للعصرين اليونانية والرومانية تم نهبها من الكنائس، كما لم تسلم المساجد الأثرية هي الأخري من تلك السرقات. وعن توصيف بعض ما تم تسليمه للقصور يقول د.جلال نعمان رئيس لجنة الآثار برئاسة الجمهورية التي قامت باستلام القطع الأثرية من العين السخنة قال تضم الضبطية لوحة زيتية لجنود بالزي الألباني ترجع لمنتصف القرن ال 19، وتحمل كودًا برقم 12، ورقم 14 صورة لأميرة من الأسرة العلوية تنظر من النافذة، ورقم 15 لوحة من الجوبلان الفرنساوي وهو باهظ الثمن لم يعد متوافرًا تعود للقرن ال 19، ورقم 16 صورة زيتية أصلية لسيدة من البلاط الملكي في بريطانيا، أما رقم 24 بالضبطية فهي صورة زيتية أصلية أيضا ل«فينوس» إلهة الحب والجمال عند الرومان، أما رقم 28 فهي صورة لإحدي زوجات الخديو إسماعيل بالبرواز التاج الملكي وتعود للقرن ال 19، ورقم 30 وهي عبارة عن أثاث من طراز لويس 16، ورقم 32 سفرة كاملة ونادرة ورقم 59 قنصول طراز إسلامي من الأرابيسك، ورقم 62 عمود طراز لويس 14، أما رقم 72 فهي تحفة أخري ليس لها مثيل وهي مجموعة من الأثاث المتكامل طراز امبراطوري بتأثرات الشرق الأقصي، ورقم 86 نجف وتم تسليم الجيد منه فقط، ورقم 131 من الطراز الإمبراطوري أيضا وتعود للقرن ال 20، رقم 156 منضدة طراز لويس 14 ورقم 157 سرير طراز لويس 16 ورقم 176 قطعة فنية من العاج حفر غائر وبارز، ورقم 195 مكتبة طراز لويس 16، أما رقم 202 فهي ساعة انجليزية نادرة، ورقم 203 مقاعد نادرة جدا طراز انجليزي، ورقم 224 مقاعد صالون نادرة جدا طراز انجليزي ايضا، ورقم 7668 ساعة نادرة أيضا مع غزلان. يؤكد نعمان أنه تم تسليم قصور الرئاسة 121 صنفًا تم توزيع 66 صنفًا منها علي قصور الرئاسة بالقاهرة و55 صنفًا أخري تم توزيعهًا علي قصور الرئاسة بالإسكندرية مع تسجيلها بقصور الرئاسة وتوصيفها بالسجلات والباقي تم الإبقاء عليه بمخزن وزارة الآثار بأطفيح، في الوقت الذي تعاين فيه الجهات الرسمية قصور الرئاسة من واقع كشوف الاستلام علي الطبيعة والتي تمت من أطفيح. ويكشف نعمان عن اختفاء قطعة أثرية هامة جدا من الضبطية لا تقدر بثمن لم يتم تسليمها لقصر عابدين، وهي سيف يعود للقرن ال 16 ملكا لعباس الصفوي شاه إيران 1588 ميلادية، والذي بدأ حكمه بخراسان عام 1581، رغم وجود المجموعة الحربية التي تكمل المقتنيات داخل المتحف الحربي بقصر عابدين وهي الخوذة والقناع والصدرية والأذرع والأرجل الواقية وكلها من البرونز جيد الصنع. ويذكر نعمان أهمية السيف في أنه لأهم ملوك إيران الملقب بعباس الكبير، واحد من أقوي وأشرس زعماء الدولة الصفوية (إيران حاليًا) قتل به اخوته لينفرد بالحكم. ويوضح نعمان أن الشكل العام للمقتنيات توضع في قاعات القصور ولا يمكن أن توضع في متاحف أثرية تخص وزارة الآثار ما عدا السيف له طابع خاص، فتم اهداؤه للملك فؤاد ضمن المجموعة الحربية الكاملة وكان من مقتنيات المتحف الحربي لقصر عابدين، إلا أنه ظهر في العين السخنة ضمن الضبطية، وتم كتابة العديد من الطلبات لوزارة الآثار لاسترداد هذا السيف، إلا أنها تهربت وقدمت مبررات واهية نتج عنها عدم معرفة مصير هذا السيف الذي لا يقدر بمال، رغم حصره ضمن الآثار التي تم ضبطها.