لحق بوالده، وفاة نجل مدير مكتب الأمن الصناعي بالعدوة في حادث صحراوي المنيا    بالقليوبية| سقوط المعلمة «صباح» في فخ «الآيس»    إسبانيا تستنجد بالاتحاد الأوروبي لمواجهة الحرائق    انطلاق بطولتي العالم للشباب والعربية الأولى للخماسي الحديث من الإسكندرية    مصر ودبلوماسية السدود فى دول حوض النيل    ترامب: أتطلع لأن يسفر لقائي مع بوتين عن نتائج إيجابية    طقس المنيا اليوم.. العظمى 43 وموجة شديدة الحرارة تجتاح المحافظة    تفاصيل استقبال وكيل صحة الدقهلية لأعضاء وحدة الحد من القيصريات    محمد سعيد يكتب: «خدامين» الاحتلال    بدائل الإيجار القديم.. فرصة ذهبية قبل الطرد و90 يومًا فاصلة أمام المستأجرين    معروف حكمًا لمباراة الأهلي وفاركو في الدوري    محافظ قنا ووزير البترول يبحثان فرص الاستثمار التعديني بالمحافظة    وداعًا لرسوم ال 1%.. «فودافون كاش» تخفض وتثبت رسوم السحب النقدي    شقيقة كيم جونج أون تصف مبادرات جارتها الجنوبية ب"الخداع" وتنفي الحوار مع أمريكا    بعد رقصه بالعصا على المزمار البلدي.. وفاة أحد أقارب عروسين بقنا    سعد لمجرد يحيي حفلًا ضخمًا في عمان بعد غياب 10 سنوات    زي الفل وبكرة يوم حاسم، محمود سعد يطمئن الجمهور على صحة أنغام    مجلس الأمن يرفض حكومة "الدعم السريع" الموازية ويحذر من تهديد وحدة السودان    محافظ الغربية يعلن حصول مركز طب أسرة شوبر على شهادة «جهار»    طريقة عمل كفتة داود باشا أكلة لذيذة وسريعة التحضير    سابقة تاريخية، أطفال فلسطين يسلمون ميداليات كأس السوبر الأوروبي    الاختبار الأخير قبل مونديال الشباب.. موعد المواجهة الثانية بين مصر والمغرب    موعد مباراة الترجي ضد الاتحاد المنستيري في الدوري التونسي والقنوات الناقلة    المركز الإفريقي لخدمات صحة المرأة يحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني تحت شعار "صوت الإنسانية"    الجامعة البريطانية في مصر تستقبل الملحق الثقافي والأكاديمي بالسفارة الليبية لتعزيز التعاون المشترك    شيخ الأزهر يدعو لوضع استراتيجية تعليمية لرفع وعي الشعوب بالقضية الفلسطينية    عيار 21 يتراجع لأدنى مستوياته.. أسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة (محليًا وعالميًا)    البحيرة: ضبط المتهمين بقتل شخصين أخذا بالثأر في الدلنجات    تحديد هوية المتهمين بمضايقة فتاة على طريق الواحات.. ومأمورية خاصة لضبطهم (تفاصيل)    نائب محافظ الجيزة تتابع استعدادات استقبال المهرجان الدولي للتمور 2025    رئيس الأركان الإسرائيلي: اغتلنا 240 من عناصر حزب الله منذ وقف إطلاق النار مع لبنان    اختبار في الثبات على المبادئ.. برج الجدي اليوم 14 أغسطس    أبرز أخبار الفن على مدار الساعة.. تعرض ليلى علوى لحادث سيارة بالساحل الشمالى.. نقابة المهن التمثيلية تحول بدرية طلبة للتحقيق لما صدر منها من تجاوز.. والفنانة الكويتية حياة الفهد تدخل العناية المركزة    فوز مستحق.. ريال مدريد يهنئ باريس سان جيرمان بالفوز بكأس السوبر الأوروبي    وزير السياحة يوقع مذكرة تفاهم مع عمدة سراييفو لتعزيز التعاون بين البلدين    رسميًا الآن.. بدء تسجيل رغبات تقليل الاغتراب 2025 لطلاب تنسيق المرحلتين الأولى والثانية (الرابط الرسمي)    ذروة الارتفاع بالحرارة.. نصائح جمال شعبان لتجنب الجلطات    ربة منزل تُنهي حياتها بتناول مادة سامة بقنا    الرياضية: بسبب أمم إفريقيا.. أهلي جدة يسعى لضم حارس سعودي    السفير محمد إدريس: العلاقات مع إفريقيا استراتيجية ويجب تفعيلها    تداول طلب منسوب ل برلمانية بقنا بترخيص ملهى ليلي.. والنائبة تنفي    ما قبل مجازر (الفض).. شهادات لأحياء عن "مبادرة" محمد حسان والمصالحة مع "الإخوان"    حنان شومان: "كتالوج تناول نادر لفقد الزوج زوجته.. وأجاد في التعبير عن مشاعر دقيقة"    صبا مبارك تنشر جلسة تصوير من كواليس "220 يوم".. ونجوم الفن يعلقون    ياسين السقا يكشف تفاصيل مكالمة محمد صلاح: "كنت فاكر حد بيهزر"    أحمد صبور: تحديات متعددة تواجه السوق العقارية.. ومصر قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية    د.حماد عبدالله يكتب: دور الدولة المتعدد فى الإقتصاد الحر !!    في ذكراها ال12 .. "الإخوان": أصحاب رابعة العزة، "قدّموا التضحيات رخيصة؛ حسبةً لله وابتغاء مرضاته وحفاظًا على أوطانهم    العثور على جثة شخص مجهول الهوية مخبأ داخل جوال بقنا    كمال درويش: لست أفضل رئيس للزمالك    حدث بالفن | أزمة نجمة واحالتها للتحقيق ووفاة أديب وفنانة تطلب الدعاء    رياضة ½ الليل| إنجاز فرعوني جديد.. مصر تحصد الذهب.. مكافأة استثائية.. استلام المسار السريع.. وباريس سوبر أوروبا    نجاح فريق طبي بمستشفى النيل في إنقاذ مريضة تعاني من ورم الخلايا العملاقة    زوجي رافض الإنجاب مني لأن لديه أبناء من زوجته الأولى.. فما الحكم؟.. وأمين الفتوى ينصح    ما حكم من يحث غيره على الصلاة ولا يصلي؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى بقناة الناس: المتوفى يشعر بالزائر ويستأنس به    خالد الجندي يوضح أنواع الغيب    خالد الجندي ل المشايخ والدعاة: لا تعقِّدوا الناس من الدين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عزمي‮ يورط فاروق في‮ بيع وإخفاء‮ 139‮ أثراً‮ اسلامياً
نشر في الوفد يوم 18 - 05 - 2011

فيما أمر الدكتور زاهي‮ حواس بتشكيل لجنة لجرد محتويات القصور الرئاسية وقيام نيابة أمن الدولة العليا بتحقيقات موسعة في‮ أكبر قضية لتهريب الآثار تكشف‮ »‬الوفد الأسبوعي‮« للرأي‮ العام وبالمستندات البطل الحقيقي‮ لمسلسل نهب آثار مصر وتهريبها الي‮ الخارج عبر القصور الرئاسية‮.‬
والبطل هنا ليس‮ غريباً‮ ولا مجهولاً‮ بل معروفاً‮ للجميع ولكنه ظل طيلة السنوات الماضية محمياً‮ بمنصبه كرئيس لديوان رئيس الجمهورية والصديق المقرب جداً‮ للرئيس المخلوع والقائد الخفي‮ لمصر في‮ عهد مبارك هو زكريا عزمي‮ الذي‮ نجح وبقدرة قادر وبمعاونة فاروق حسني‮ وزير الثقافة الأسبق في‮ تهريب وبيع عشرات القطع الاثرية النادرة دون أدني‮ اكتراث بتاريخ مصر‮ »‬المنهوبة‮« وتكشف مستندات بحوزة‮ »‬الوفد‮« ان هامان مصر باع ثروة مصرية نادرة لامراء‮ »‬الدول العربية‮« والمزادات الامريكية والاوروبية وعبر أساليب وطرق لا‮ يعرف دهاليزها سواه وتتمثل هذه الثروة الضائعة الآن في‮ 139‮ قطعة أثرية نادرة تشمل تحفا ولوحات وتماثيل وأبوابا خشبية ومخطوطات اسلامية ترجع الي‮ العهد العثماني‮ وعصر الخديو اسماعيل تم ضبطها قبل تهريبها في‮ ميناء قناة السويس وحرر بشأنها محضر في‮ العين السخنة ولكنها فجأة اختفت من مخزن أطفيح‮ »‬الفرعوني‮« وهي‮ في‮ طريقها الي‮ رئاسة الجمهورية بأمر من زكريا عزمي‮. فما حكاية‮ »‬هامان‮« مع آثار مصر‮.. وبأي‮ حق‮ يصدر أوامره الي‮ رئاسة الجمهورية إلا اذا كانت له مصلحة مباشرة في‮ اعادة تهريب هذه الآثار وسيرها مرة أخري‮ الي‮ مطار دبي‮ »‬الجهة المخطط لها مسبقاً‮« تمهيداً‮ لتوزيعها علي‮ أمراء الدول العربية وعرضها للبيع في‮ المزادات العالمية وما قصة الفيلا رقم‮ (‬148‮) بشارع النيل بالعجوزة؟ ولماذا حصل المتهمون علي‮ البراءة دون سؤالهم أو التحقيق معهم‮.‬
وهل لهذه الدرجة أصبح تاريخ مصر وآثارها لعبة سهلة في‮ يد‮ »‬عزمي‮« وأعوانه فقد ثبت ان قصور رئاسة الجمهورية ما هي‮ إلا ستار تجري‮ خلفه أبشع جريمة في‮ حق الوطن ومجرد تسديد خانة‮ يجني‮ من خلفها عزمي‮ وشلته في‮ النظام السابق الملايين‮.
فبينما كان فقراء مصر‮ يبحثون عن أي‮ وسيلة لتحسين دخولهم وتدبير بضعة جنيهات قليلة لمواجهة الحياة لم‮ يكتف زكريا عزمي‮ وعصابته بما نهبوه من قصور وأراض وفيلات وسيارات بل تجاوز ذلك الي‮ آثار مصر وبيع تاريخها برخص التراب‮.‬
وكانت قضية عين السخنة عام‮ 2006‮ والتي‮ تم خلالها ضبط نحو‮ 139‮ قطعة أثرية تم تسليمها لرئاسة الجمهورية أكبر دليل علي‮ هذه العصابة وحافزاً‮ قوياً‮ دفع نور عبدالصمد مدير عام ادارة المواقع الاثرية والدكتور عبدالرحمن العابدي‮ المشرف علي‮ آثار مصر الوسطي‮ الي‮ تقديم بلاغ‮ للنائب العام ضد كل من زكريا عزمي‮ وفاروق حسني‮ أكدا فيه ان تسليم المضبوطات الاثرية التي‮ فحصتها لجنة من المجلس الاعلي‮ للاثار وأودعتها مخزن‮ (‬الفسطاط‮) قبل نقلها الي‮ مخزن‮ (‬أطفيح‮) الفرعوني‮ يحيطه العديد من الشكوك ومخالفة صريحة لقوانين ولوائح قانون حماية الآثار‮.‬
وحسب البلاغ‮ الذي‮ حمل رقم‮ (‬4438‮) وبتاريخ‮ 14‮ مارس‮ 2011‮ مدعوماً‮ بكافة المستندات تشير أوراق القضية التي‮ حصلت‮ »‬الوفد‮« علي‮ النسخة بعد تفاصيلها انه في‮ يوم أول‮ يوليو‮ 2006‮ وبناء علي‮ قرار النيابة العامة رقم‮ (‬3‮) أحوال العين السخنة تم تشكيل لجنة من الاثار برئاسة حسن رسمي‮ وعضوية ستة آخرين من الاثريين لفحص مضبوطات أثرية كانت في‮ طريقها الي‮ دبي‮ بعد أن حاول ثلاثة سائقين تهريبها عبر حاويات إحدي‮ شركات التصدير والاستيراد‮.‬
وفي‮ يوم‮ 2006/‬7/‬6‮ اجتمعت اللجنة المشكلة لمعاينة المضبوطات التي‮ تضمنتها الشهادة الجمركية‮ 2006/‬959‮ في‮ مقر ميناء العين السخنة بالسويس وكانت تضم حسن رسمي‮ رئيس اللجنة ومدير عام المنافذ الاثرية وأحمد الراوي‮ مدير ادارة المنافذ الاثرية وابراهيم السيد عبداللطيف مدير عام متحف الشرطة ومصطفي‮ عبدالعظيم عبدالغني‮ مدير عام متحف الجوهرة وماجدة‮ يوسف محمد علي‮ أمين من متحف الفن الاسلامي‮ وعبدالفتاح عبدالفضيل مفتش الاثار الاسلامية والعضو القانوني‮ أحمد حسنين محمد والمصور المعتمد‮ (‬كيرلس برسوم‮).
وجاء في‮ التقرير النهائي‮ للجنة انها أنهت أعمالها خلال الفترة من‮ 2006/‬7/‬3‮ وفي‮ 2007/‬6/‬6‮ وقامت بفحص أربعة كونتيتنرات من الحجم الكبير ومعاينة ما بداخلها علي‮ الطبيعة ورأت اللجنة بعد الفحص الدقيق تقسيم ما تم فحصه الي‮ ثلاث مجموعات رئيسية‮.. الاولي‮ كانت لقطع اسلامية أثرية تخضع لقانون حماية الاثار رقم‮ »‬113‮« لسنة‮ 1983‮ وقد تم اعداد كشف بتسع قطع أما المجموعة الثانية تمثل مجموعة القطع والعناصر التاريخية التي‮ تم تجميعها من قصور الامراء وتخضع أيضاً‮ للقانون‮ »‬113‮« وقد تم اعداد كشوف مرفقة خاصة بها بعدد‮ 130‮ قطعة،‮ أما المجموعة الثالثة فتمثل باقي‮ محتويات الشهادة الجمركية وهي‮ عبارة عن مقتنيات شخصية وأثاث منزلي‮ وهي‮ لا تخضع لقانون الاثار ولم تسجلها اللجنة في‮ تقريرها وتركتها في‮ حيازة مسئولي‮ جمرك العين السخنة‮.‬
وأوضح المحضر رقم‮ (‬3‮) أحوال العين السخنة ان اللجنة قامت بعد المعاينة بتجيمع محتويات المجموعتين الاولي‮ والثانية داخل ثلاث حاويات بأرقام مسجلة الاولي‮ تمثل الكونتير رقم‮ »‬487751/‬1‮« وسجلت بالسجل رقم‮ »‬3387‮« والثانية تمثل الكونتير رقم‮ »‬606392/‬9‮« وسجلت بالسجل رقم‮ »‬3245‮« أما الحاوية الثالثة فتمثل الكونتير رقم‮ »‬432163/‬0‮« وسجلت في‮ السجل رقم‮ (‬3364‮).
روعة المضبوطات وندرتها
وكان من بين القطع الاثرية التي‮ تضمنتها المضبوطات باب أثري‮ من الخشب عليه زخارف نباتية وهندسية وكتابات‮ يرجع تاريخها الي‮ عام‮ 1342‮ هجري‮ وباب آخر عليه كتابة بخط الثلث وزخارف بنائية اضافة الي‮ لوحة برسم اليد من كتاب‮ »‬وصف مصر‮« داخل برواز من الخشب ومن المضبوطات أيضاً‮ طبق من الخزف‮ يرتكز علي‮ قاعدة وعلي‮ جسمه آية قرآنية وزجاجة‮ يرجع تاريخها الي‮ القرن التاسع عشر من العصر العثماني‮ لها‮ غطاء من الزجاج الازرق الشفاف عليها زخارف نباتية وصورة لبعض الجنود‮ يرجع تاريخها الي‮ 1899م ولوحة برسم اليد داخل برواز من الخشب من كتاب‮ »‬وصف مصر‮« أيضاً‮ تمثل أحد الاشخاص برياض الشوبك ممسكاً‮ بلجام الفرس واللوحة‮ يرجع تاريخها الي‮ عام‮ 1899م وموقعة من الفنان‮ (‬ج‮. اسبيرون‮) وتضمنت المضبوطات إبريقاً‮ من النحاس كبير الحجم له‮ غطاء وعليه بعض الكتابات ودولابا من الخشب‮ يرجع تاريخه للعصر العثماني‮ وآخر فضي‮ من نفس العصر عليه زخارف اسلامية وبرواز من الخشب المذهب له إطار من أعلي‮ محاطا بزخارف نباتية وأباجورة من الخشب المذهب ذات قاعدة مستديرة وبوفيها من الخشب له حليات من المعدن بجوانبه حليات أخري‮ تمثل وجوه آدامية تنتهي‮ بشكل فرع نباتي‮. وشملت المضبوطات أيضاً‮ تمثالاً‮ من الرخام‮ يحمل التأثيرات الاسلامية والساسانية وهو عبارة عن حيوان مجنح رأسه من الخلف وعليه زخارف بالحفر وتمثالاً‮ آخر من الرخام لطائر واقف عليه زخارف بالحفر البارز والغائر وتمثالا لاسد رابض رافع رأسه الي‮ أعلي‮ بجانب آلة عزف عليها زخارف نباتية وتنتهي‮ برأس حيوان ماعز ونجفة من النحاس وغيرها من المضبوطات النادرة والاثرية‮.‬
وجاء في‮ أوراق القضية ان المتهمين هم ثلاثة سائقين شرعوا في‮ تهريب القطع الاثرية وهي‮ 9‮ قطع ترجع للعصر الاسلامي‮ و130‮ قطعة تم تجميعها من قصور الامراء من خلال احدي‮ الشركات للاستيراد والتصدير وذلك في‮ الرسالة الجمركية رقم‮ »‬959‮« لسنة‮ 2006‮ وهي‮ عبارة عن أربع حاويات حيث قاموا بإبقاء القطع الاثرية داخلها دون علم من مالك الشركة وهو ما أكده السائقون حيث تم نقل القطع الاثرية من الفيلا رقم‮ (‬148‮) الكائنة بشارع النيل بالجيزة وذلك تمهيداً‮ لتهريبها خارج البلاد‮.‬
والغريب هنا وحسب ما جاء في‮ أوراق القضية ان التحريات السرية لم تتوصل الي‮ علم مالك الفيلا بالواقعة ولم تتوصل الي‮ مصدر تلك القطع وجاء أيضاً‮ ان المتهمين لم‮ يسألوا أمام النيابة العامة وسماع الاقوال وهو ما‮ يثير الشك فكيف‮ يحال متهم الي‮ المحاكم دون عرضه علي‮ النيابة العامة وسماع أقواله وكيف‮ يمكن أن تصدر النيابة العامة قراراً‮ بتشكيل لجنة من المجلس الاعلي‮ للاثار لمعاينة القطع المضبوطة إلا اذا سمعت كلام المتهمين والغريب أيضاً‮ ان محكمة الاسماعيلية قضت ببراءة السائقين الثلاثة لعدم وجود ادانة لهم وأكدوا ما هم إلا خدم لاصحاب الفيلا المجهولين الذين عجزت شرطة الاثار والسياحة عن العثور عليهم مما‮ يؤكد الشكوك بوجود شبهة سرقات‮.‬
وبناء علي‮ كل ما سبق أرسلت نبيلة حبيب مدير عام المتاحف التاريخية مذكرة الي‮ محمد عبدالفتاح رئيس قطاع المتاحف طلبت فيها الموافقة علي‮ تسليم هذه المقتنيات ونقلها الي‮ متحف الجوهرة بالقعلة بدلاً‮ من مخزن تفتيش الاثار الاسلامية والقبطية لعدد من الاسباب أولها ان معظم هذه المقتنيات طبقاً‮ للكشوف المرفقة ترجع الي‮ عصر الخديو اسماعيل وهي‮ مؤرخة خلال فترات حكمه ما بين‮ (‬1863‮ و1879‮) وأن الخديو اسماعيل أقام بقصر الجوهرة عند توليه وتسلم مقاليد الامور وتم حفل تنصيبه بقصر السلاملك بالقلعة والمعروف بقصر‮ »‬الجوهرة‮« اضافة الي‮ أن هذه المقتنيات ملكية وتليق بقصر الجوهرة ومعظمها‮ يخص متحف ركن حلوان والذي‮ تقدم صندوق التنمية الثقافية بطلب تطويره وتم مخاطبة متحف قصر الجوهرة بناء علي‮ ذلك لحصر عهدة متحف ركن حلوان تمهيداً‮ لاعادتها وشددت حبيب علي‮ أهمية تسليم مقتنيات ومحتويات الشهادة الجمركية رقم‮ (‬959‮ لسنة‮ 2006‮) الي‮ قصر الجوهرة ليتم عرضها هناك بدلاً‮ من مقتنيات القصر التي‮ احترقت في‮ 1972/‬6/‬11.‬
ووفقاً‮ لما طالبت به مدير عام المتاحف التاريخية أصدر الدكتور زاهي‮ حواس الامين العام للمجلس الاعلي‮ للاثار سابقاً‮ القرار رقم‮ (‬2037‮) في‮ 2007/‬7/‬24‮ متضمناً‮ تشكيل لجنة برئاسة ابراهيم عبداللطيف مدير متحف الشرطة القومي‮ وذلك لنقل المضبوطات من ميناء العين السخنة الي‮ مخازن الفسطاط بناء علي‮ الحكم الصادر من محكمة الفسطاط ورغم هذا القرار إلا أن الاثار لم تنقل الي‮ مخازن الاثار بالفسطاط وانما نقلت كما أوضح البلاغ‮ المقدم للنائب العام الي‮ المخزن الاثري‮ بأطفيح‮.
الغريب انه قبل اصدار زاهي‮ حواس لقراره السابق صدر قرار لوزير الثقافة السابق فاروق حسني‮ وهو القرار رقم‮ (‬144‮) بتاريخ‮ 2007/‬6/‬5‮ حيث قرر الوزير السابق تشكيل لجنة مشتركة لمعاينة المجموعة الثانية من المضبوطات التي‮ تمثل مقتنيات القصور التي‮ ضبطت عبر ميناء العين السخنة أثناء محاولة تصديرها الي‮ امارة دبي‮ بدولة الامارات العربية وتسليم ما‮ يخص قصور الرئاسة الي‮ رئاسة الجمهورية‮. وبناء علي‮ ذلك القرار نقلت الاثار الي‮ رئاسة الجمهورية ولا‮ يعرف مصيرها حتي‮ الآن‮.‬
يقول نور الدين عبدالصمد مدير عام ادارة المواقع الاثرية ومقدم البلاغ‮ ان الاوراق التي‮ بين أيدينا تؤكد ضبط مجموعة من القطع الاثرية التي‮ ترجع للعصر العثماني‮ بميناء السويس عام‮ 2006‮ وقررت النيابة في‮ المحضر رقم‮ (‬3‮) أحوال العين السخنة عرض المضبوطات علي‮ لجنة من الاثار برئاسة حسن رسمي‮ وعضوية ستة آخرين وأكدت اللجنة ان جميع المضبوطات تخضع لقانون حماية الاثار ولكنها‮ غير مسجلة بسجلات المجلس الاعلي‮ للاثار وقسمت اللجنة المضبوطات الي‮ ثلاث مجموعات أهمها كانت المجموعة الثانية التي‮ تضمنت بعض الاثار الفريدة مثل باب من ضلفتين عليه زخارف نباتية وهندسية وكتابات‮ يرجع تاريخها الي‮ عام‮ 1342‮ هجرية وباب آخر من ضلفتين عليه كتابة بالخط الثالث وطبق من الخزف‮ يرتكز علي‮ قاعدة وعلي‮ جسمه آية قرآنية وغيره من التماثيل النادرة التي‮ ترجع للعصر العثماني‮.‬
وأضاف‮ »‬عبدالصمد‮« انه تم اتهام ثلاثة سائقين حيث أقروا في‮ أقوالهم أمام المحكمة ولم‮ يسألوا أمام النيابة انهم قاموا بنقل هذه الاثار من الفيلا رقم‮ (‬148‮) شارع النيل بالجيزة وقضت المحكمة ببراءة السائقين لعدم علمهم بالمضبوطات وأصدر الدكتور زاهي‮ حواس القرار رقم‮ »‬3662‮« بتاريخ‮ 2006/‬6/‬12‮ بتشكيل لجنة برئاسة الدكتور محمود عباس مدير عام آثار العصر الحديث وعضوية آخرين لنقل الاثار من السويس الي‮ أحد المخازن الخاصة بالاثار الاسلامية دون ذكر اسم المخزن ومكانه وعلي‮ أثر ذلك خاطبت نبيلة حبيب مدير عام المتاحف التاريخية بمذكرة لقطاع المتاحف محمد عبدالفتاح تطلب الموافقة علي‮ نقل الاثار الي‮ قصر الجوهرة لاهميتها ورفض مدير قصر الجوهرة الاستلام نظراً‮ لعدم وجود مكان بقصر الجوهرة‮ يتسع لكل هذه المضبوطات وعليه أصدر الدكتور زاهي‮ حواس قراراً‮ آخر برقم‮ (‬2037‮) في‮ 2007/‬7/‬24‮ أي‮ بعد عام كامل علي‮ القرار الاول وتضمن القرار نقل الاثار الي‮ مخزن الفسطاط التابع لقطاع الاثار الاسلامية‮.‬
وأشار‮ »‬عبدالصمد‮« لاسباب‮ غير معلومة تم نقل هذه الاثار شفوياً‮ الي‮ مخزن اثار بمدينة أطفيح التابع لقطاع الاثار الفرعونية وتم تسليمه لامينة المخزن المتخصصة في‮ الاثار الفرعونية في‮ سابقة فريدة في‮ تاريخ الاثار وفي‮ تلك الاثناء وتزامناً‮ مع الغموض واللف والدوران حول هذه المجموعات الاثرية الفريدة كتب الدكتور زكريا عزمي‮ رئيس ديوان رئيس الجمهورية خطاباً‮ الي‮ فاروق حسني‮ بصفته رئيس المجلس الاعلي‮ للاثار وخطاباً‮ آخر للدكتور زاهي‮ حواس الامين العام‮ يأمران فيه بضرورة تسليم هذه الاثار الي‮ موظفي‮ قصور رئاسة الجمهورية وبالطبع وافق فاروق حسني‮ وأصدر هو الآخر قراراً‮ حمل رقم‮ (‬476‮) في‮ 2007/‬6/‬24‮ حيث قرر نقل هذه الاثار في‮ صمت تام الي‮ رئاسة الجمهورية بناء علي‮ مذكرة زكريا عزمي‮ وقامت لجنة من الاثار بالانتقال الي‮ مخزن أطفيح وسلمت جميع الاثار الي‮ موظف بقصور الرئاسة‮ يدعي‮ عبدالفتاح محمود ابراهيم في‮ سابقة هي‮ الاولي‮ من نوعها في‮ استلام موظف حاصل علي‮ دبلوم تجارة للاثار بالمخالفة لقانون حماية الاثار برقم‮ »‬117‮« لسنة‮ 1983‮ المعدل بقانون رقم‮ (‬3‮ لسنة‮ 2010‮) والذي‮ تتضمن مواده ان الاثار تخضع خضوعاً‮ كاملاً‮ لسلطات المجلس الاعلي‮ للاثار ولا ولاية لأي‮ جهة مهما كانت عليها‮. والغريب في‮ الامر ان محاضر التسليم بين موظف رئاسة الجمهورية تضمنت تحويل الاثار من قطع أثرية الي‮ (‬صنف‮) مثل السكر والشاي‮ أو بعبارة أخري‮ علي‮ طريقة تجار المخدرات المحترفين في‮ تصنيف بضاعتهم ودرجة جودتها وقد تمت عمليات التسليم والتسلم في‮ شهر‮ يونية‮ 2008‮ وعلي‮ مراحل متعددة‮.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.