"قدمت استقالتي من الجامعة بعدما كنت أعمل أستاذا مساعدا في الأدب الإنجليزي بكلية الألسن جامعة عين شمس، بعدما دخل ضابط أمن دولة بينما أشرح للطلاب وطلب منهم أن يغادروا الكلية، يومها سألته من أنت؟، فرد علي بالسؤال ذاته، بعدها استقلت من الجامعة، وأتمني أن أعود للتدريس الآن بعد قيام ثورة 25 يناير"، في هذه الكلمات القليلة لخص طه سيف الله تجربته المؤلمة مع أمن الدولة في الجامعة، أثناء مناقشة الرواية بنقابة الصحفيين مساء الأحد الماضي. وفي إطار حديثه عن رواية "الحية" لياسر سليم الصادرة حديثا عن دار "صفصافة" قال سيف الله: استفزتني الرواية ولم تعجبني، ومصدر استفزازها لي هو استخدام الكثير من الخدع، فهو في البداية يوهمنا أن الرواية تدور حول رحلة ضابط أمن دولة من الصعود إلي الهبوط وأنها عن كراهيته الشديدة للسيدة التي أحبها، لكننا سرعان ما نكتشف أن الرواية لا تدور عن السياسة أو الفساد أو مصر ما قبل الثورة ولكنها قصة غرام وعشق بين هذا الضابط وتلك السيدة، وأكد: رغم أن المؤلف يعمل بالصحافة إلا أن لغته شعرية تماما وتشبه شعر شكسبير وعنترة بن شداد". وجهة نظر مختلفة قدمها الناقد أحمد كريم قائلا: المؤلف تمتع بجرأة كبيرة في تناول موضوعات الرواية بداية من علاقة جهاز أمن الدولة بجماعة الإخوان المسلمين وقضية هشام طلعت مصطفي وعلاقته بسوزان تميم وعلاقة المسلمين بالمسيحيين، لكنه تهرب من ذكر البلد الذي حدث فيه هذه الأحداث ربما لخوفه من تعرضه للرقابة وربما أيضا ليعمم ما حدث علي جميع الدول العربية". وأضاف: تصدم الرواية طوال أحداثها القارئ لأن جميع شخصياتها سلبية ولا وجود بينها للشخصية المناضلة أو البطلة، لكن قيام الثورة بنهاية الرواية أعطي للقاريء المبرر لهذه السلبية، رغم أنه ترك نهاية الرواية مفتوحة لم يحدد هل نجحت الثورة أم لا"، وتابع: الرواية بها الكثير من الحكايات والأحداث الواقعية، لكن المؤلف استطاع أن يصبغها بالصبغة الفنية".