الإسماعيلية للأفلام حطم عادات الرتابة

منذ سنوات ومهرجانات السينما فى مصر تتخذ منهجا واحدًا.. وهو أن تتمحور فعالياتها فى دائرة الأفلام ولجان التحكيم ويأتى الجمهور فى مرتبة متأخرة ،ولكن ما حدث فى مهرجان الإسماعيلية فى دورته الثامنة عشرة.. كسر هذه العادة المملة فأصبح الجمهور فى المرتبة الأولى.. وتحولت مدينة الإسماعيلية إلى كرنفال له بريقه الخاص وبهجته وبحضور شخصيات مهمة وزراء ومحافظين.. كالفريق مهاب مميش الذى أعطى مثالا للرجل المتواضع المحب للفن والثقافة ومحافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر ووزير الثقافة حلمى النمنم.. تظاهرة حب من أجل الوطن والفن .
الجمهور كان العمود الفقرى لمهرجان لم يعتمد منظموه فقط على عرض الأفلام واستعراض لجان التحكيم والجوائز وغيره من مفردات المهرجانات بل خرجوا به من الصندوق ليستقطب جمهورًا من كل ربوع مدن القناة.. فحطم عادات الرتابة التى نشم رائحتها فى كل المهرجانات المصرية.
كانت إدارة المهرجان برئاسة الدكتور أحمد عواض وادارة الناقد محمد عاطف قد واجهت صعابا كثيرة للخروج بالدورة ال 18 إلى النور بعد أن تأجلت لمرات، وحاول البعض تعطيل مسيرة المهرجان، إلا أن الإصرار والتحدى ووقوف وزير الثقافة حلمى النمنم بجانبهم ودعمه لهم من خلال الوزارة أسهم كثيرا فى أن تعيش مدينة الإسماعيلية حالة من السعادة، لم يدرك كثيرون أهميتها وحجمها إلا بما حققه المهرجان من حفلات وعروض.. حتى أن وزير الثقافة النمنم اتخذ قرارًا مفاجئًا بعودة مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية المتوقف منذ سنوات.. لشعورة بحاجة الجمهور للقوى الناعمة الداعمة لفكر وثقافة ووعى الأجيال الجديدة.
وتبقى بالطبع بعض المعوقات التى تفرضها ظروف الميزانيات، وخلل قد يفرضه التنظيم، منها أنه ما زالت المحافظات تحشو أى حدث فنى أو ثقافى بالعمال والموظفين فى كل حدث فتجدهم فى الصفوف الأولى وهم من يعلوا صوتهم، وحتى فى بروتوكولات جلوس الفنانين أو صناع الحدث تجدهم يلهثون لملء المقاعد بالمسئولين بالمحافظة لدرجة أن فنانة مثل سلوى محمد على أزعجها نقل مقعدها لأنه محجوز لموظف بالوزارة.
ومع ذلك تظل النوايا والرغبات فى الوصول بحدث مثل الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة لمصاف المهرجانات العالمية التى تقام بالخارج قائمة خصوصا أن الرؤية صحيحة والتنظيم الداخلى لأقسام مسابقاته وتكريماته ومطبوعاته رغم تواضعها ورغم تكرار كتاب أرشيف السينما وهو عن دورات المهرجان وطبعه بتحديث إضافة الدورة.. تظل هذه النوايا قائمة ومدفوعة بحب الوطن والسينما بدون مقابل.