فى إطار المتابعة الدورية التى تقوم بها وحدة رصد اللغة الفرنسية لظاهرة الإسلاموفوبيا فى الدول الفرانكفونية، رصدت الوحدة التابعة لمرصد الأزهر باللغات الأجنبية دعوة منظمة العفو الدولية فى تقريرها الأخير لفرنسا لوقف «الضغوطات» و«المضايقات» و«التمييز» بحق الأقلية المسلمة التى تجرى تحت غطاء تدابير حالة الطوارئ، السارية فى عموم البلاد، عقب هجمات باريس التى وقعت فى 13 نوفمبر من العام الماضى. وذكر المرصد فى تقريره أن هناك تقريرا مشتركا لمنظمتى «هيومان رايتس ووتش» و«العفو الدولية» نشر على موقعيهما الرسمى عبر الإنترنت قد ذكر أن الشرطة الفرنسية تستخدم القوة المفرطة خلال ممارساتها التى تستهدف مسلمين بينهم أطفال وشيوخ، لافتا إلى رميهم القرآن الكريم على الأرض خلال مداهمات المساجد، والمحال التجارية، ومنازل المسلمين، إلى جانب ترهيبهم للأطفال. وأشار التقرير إلى أن القيود المفروضة، التى تتسبب فى منع المسلمين من دخول محالهم التجارية، وممارسات العنف لعناصر الشرطة، تندرج فى إطار انتهاك حقوق الإنسان، مؤكدا أن عددا قليلا من المداهمات البالغ عددها أكثر من 3200 مداهمة، أسفرت عن نتائج فقط. وقالت منظمة العفو الدولية، إن مقابلات أجرتها مع 60 شخصًا، كشفت ممارسة الشرطة القوة المفرطة، واتخاذ تدابير صارمة بحقهم، دون تقديم أية إيضاحات. وقال التقرير انه عندما ننظر إلى هذه الظاهرة، نجد أنها كثيرًا ما ترتبط ببعض الأعمال الإرهابية التى ترتكب داخل الأراضى الفرنسية وتنسب إلى بعض المسلمين. وعندها تشرع الصحافة والمواقع الإلكترونية فى شن هجوم لا على من قاموا بالجرم، ولكن على الدين الذى ينتسبون إليه، هذا الخلط الذى يمكن أن يعطى من وجهة نظرنا المبرر والحجة والذريعة لجماعات الإرهاب وتنظيماته بادعاء أن المجتمع الفرنسى والدولة الفرنسية تحارب الإسلام والمسلمين. ولفت إلى أنه من بين أبرز الأسباب التى أسهمت فى تنامى هذه الظاهرة خلال الأيام الأخيرة التصريحات المثيرة للجدل من بعض الساسة ورجال الدولة الفرنسيين حول اعتماد بعض ماركات الموضة خطوطًا لإنتاج أزياء إسلامية. فقد رصد مرصد الأزهر تصريحات لورانس روسينيول، وزيرة حقوق المرأة فى فرنسا التى وصفت الحجاب بأنه «حبس لجسد المرأة». وعندما سُئلت عن النساء اللواتى اخترن ارتداء الحجاب بملء إرادتهن، قالت: «بالتأكيد، هناك بعض النساء قد اخترن ذلك، وكان هناك زنجيات أمريكيات يدعمن الاستعباد»، وأردفت قائلة أن كثيرًا مِمَّن يرتدين الحجاب ناشطات يدعمن الإسلام السياسي، ويردن فرضه على المجتمع. وهى بذلك تريد أن تربط الزى الإسلامى لا بمفهوم الاستعباد وحده، بل بمفهوم سياسي، وهذا من شأنه أن يُثير إشكالات داخل المجتمع الفرنسي، إذ كيف تُصنِّف إنسانًا ارتضى بمحض إرادته أن يرتدى زيًا ما، وتحاول أن تلصق به تهمة ما، أو على الأقل وصفًا ما. ألا يُعد ذلك ازدراء لطريقة حياة اختارها إنسان حتى ولو كنت لا توافق عليها. ما معنى التعددية وقبول الآخر إذن؟! ويرى مرصد الأزهر الشريف ان تصريحات رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس بأن: «ما يمثله الحجاب بالنسبة للمرأة، ليس موضة، وليس لونًا يتم ارتداؤه، ولكنه استعباد للمرأة هى تصريحات مثيرة تسهم بالتأكيد فى زيادة أعمال الإسلاموفوبيا والتحريض عليها.