ستجده كل ليلة في ميدان طلعت حرب من التاسعة وحتي الحادية عشرة مساء يفرش مقتطفات من أخبار الصحف علي الرصيف بجانب لوحات للتشكيلي الراحل حامد عبدالله وبصوت عال يهدر شعراً عامياً، يلقي حمد علي الحضور قصائد عن طرة وعن الثورة وعن أم الشهيد، والناس من حوله ملتفون يتابعون بدهشة، أحياناً يصفقون وأحياناً يسخرون. هو المواطن المصري الشاب حمد إبراهيم 30 عاماً بكالوريوس تجارة أعمال صناعية ويملك مغسلة. يقول حمد إنه قام بذلك منذ ثلاثة أشهر وسيستمر في عرض أخبار السياسيين الفاسدين السابقين علي ورق أزرق ليعرف الناس ان آخرتهم السجن بالاضافة لعرض أخبار الفتنة الطائفية علي ورق أبيض ليعرف الناس أنها مشكلة حلها إلي زوال. ويضيف حمد أن لوحات خال والده حامد عبدالله المعروضة تتحدث عن الثورات المصرية علي مر التاريخ فهناك لوحة الثوار 1959 ولوحة أم الشهيد 1956 ويعتزم عمل أرشيف لكل الثورات العربية، مشيراً إلي ان شعراءه المفضلين هم بيرم التونسي وصلاح جاهين وعبدالرحمن الابنودي فهؤلاء في رأيه أهم من كتبوا في حب مصر، ويتابع: أمي لا تراجعني فيما أفعل فهي فضحاني، تقول لي الثورة خلصت، لكني لا أتعرض لأي مضايقات أمنية.