علي وقع القصف المتواصل من قبل حلف الناتو للعاصمة الليبية طرابلس وفي مشهد بدا فيه الرئيس معمر القذافي غير مبال للأوضاع في بلاده لعب القذافي مباراة في شطرنج مع الروسي كيرسان ايليومجينوف رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج بحضور محمد الابن الأكبر للعقيد والذي يرأس اللجنة الأوليمبية الليبية. وبث التليفزيون الليبي مساء أمس الأول مشاهد للقذافي أثناء المباراة وظهر مرتدياً عباءة بنية اللون ونظارة شمس سوداء، وبدت خلفه شاشة تبث برنامجًا للتليفزيون الليبي. وقال ايليومجينوف لوكالة انترفاكس الروسية إن اللقاء استمر قرابة ساعتين، لقد لعبت الشطرنج مع القذافي «مضيفاً أن القذافي قال لي إنه يعتزم مغادرة ليبيا، مشدداً علي أن ليبيا وطنه، وأنها الأرض التي قتل فيها أبناؤه وأحفاده. لقد قال أيضاً إنه لا يفهم أي منصب عليه أن يتخلي عنه». وقال القذافي بحسب ايليومجينوف «أنا لست رئيس وزراء ولا رئيساً ولا ملكاً. أنا لا أشغل أي منصب في ليبيا. لهذا السبب ليس علي التخلي عن أي منصب. وأوضح ايليومجينوف ان اللقاء لم يجر في حصن بل في أحد المباني الإدارية في العاصمة الليبية. وأكد ثقته من أن الأوضاع ستكون علي ما يرام في ليبيا حين يحين موعد بطولة عالمية في الشطرنج يعتزم إجراؤها في طرابلس في الأول من أكتوبر المقبل. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن القذافي التقي ايليو مجينوف بناء علي طلب الأخير وأن «الأخ القائد لبي رغبة رئيس هذا الاتحاد في اجراء مباراة بينهما في لعبة الشطرنج رغم التحليق المكثف لطائرات حلف الناتو الصليبي وقصفها المستمر لمدينة طرابلس». وأضافت أن ايليومجينوف أهدي القذافي رقعة شطرنج. من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسي إبراهيم أن النظام الليبي يرفض أي بحث في موضوع تنحي القذافي. وقال إبراهيم حسبما أفادت قناة الجزيرة» «لا يحق لأحد أن يطلب من الزعيم الرحيل. ولا يمكن لأحد أن يأتي إلي هنا مع خطة تتضمن تنحي الزعيم» معتبراً مثل هذه الخطة غير أخلاقية وغير قانونية وليس لها أي معني». وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال في وقت سابق إن أنقرة قدمت ضمانات للقذافي للخروج وعائلته من ليبيا بسلام، لكنها لم، تتلق إجابة منه. ميدانياً قال الناتو في بيان إن الليبيين علي طول الساحل الشمالي الغربي للبلاد بين طرابلس والحدود التونسية، مهددون بهجمات كتائب القذافي بسبب رفضهم لنظام العقيد وأضاف البيان إن الناتو يتابع الوضع عن كثب ويتخذ التدابير الضرورية لحماية المدنيين». وأشار إلي أن الحلف قصف أمس «سيارة مسلحة مجهزة بمدافع مضادة للطائرات «شرق طرابلس» عندما كانت في طريقها لتهديد مدنيين». وفي مصراتة، استخدم الناتو «أسلحة موجهة دقيقة التهديف لإصابة شاحنة ودبابة» وقاذفة صواريخ وآلية مدرعة، بحسب البيان. ومن جانبه قال قائد عملية «الحامي الموحد» التي ينفذها الناتو في ليبيا الجنرال شارل بوشار في البيان إن «هذه الأنواع من التجهيزات استخدمت لاستهداف المدنيين عشوائياً في سائر أنحاء ليبيا». إلي ذلك نفي الثوار الأنباء التي تحدثت عن سيطرة كتائب القذافي علي مدينة الزاوية الواقعة علي بعد 50 كيلو متراً غرب طرابلس. جاء ذلك اثر تصريحات للمتحدث باسم الحكومة الليبية موسي إبراهيم قال فيها إنه تم القضاء علي المقاومة في الزاوية، بعد معارك شهدتها المدينة واستمرت لساعات. وأفادت «الجزيرة» نقلاً عن مصادر من الثوار أن أكثر من مائة عنصر من كتائب القذافي قتلوا في حين قتل خمسة عشر من الثوار في اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين في مدينة الزاوية. وأضاف إن الثوار حاولوا دخول مدينة الزاوية لكنهم هزموا بعد قتال استمر عدة ساعات، واعتبر ذلك دليلاً آخر علي مدي «ضعف وعدم شعبية الثوار، قائلاً «إن المعارضين لا يمكنهم احراز أي تقدم ضد الحكومة الليبية. وقال إبراهيم إن الحكومة الليبية تحتفظ ب«سيطرة تامة» علي المنطقة الممتدة من اجدابيا (شرق) وحتي الحدود التونسية. من جانبها أعلنت الإمارات اعترافها رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الليبي، مؤكداً أن علاقتها به ستكون علاقة حكومة بحكومة وفي جميع الشئون الخاصة بليبيا.