مأساة حقيقية تعيشها قرية منشية شنوان، التابعة لمركز شبين الكوم، التى يبلغ سكانها نحو 2250 نسمة حيث إنها معدومة من الخدمات الأساسية، إلى جانب انهيار منظومة الصرف الصحي، التى باتت تهدد حياتهم بالإصابة بالأمراض المزمنة بسبب انتشار الروائح الكريهة، ناهيك عن أن تسرب المياه للمنازل يهدد بانهيارها فى أى لحظة على رءوس قاطنيها. والكارثة أيضا أن القرية لا توجد بها مدارس، ويضطر الأطفال إلى الذهاب لمدارس القرى المجاورة التى تبعد عن القرية نحو 4 كيلو مترات، ما يعرض التلاميذ للخطر يوميا، فضلا عن أن المدرسة الوحيدة التى كانت موجودة ومكونة من فصلين دراسيين، تابعة لأحد المواطنين، والذى حصل على حكم قضائى خلال الفترة الماضية، ما يؤكد انتقالهم أيضاً إلى القرى المجاورة رغم صغر سنهم. «روزاليوسف» انتقلت إلى «منشأة شنوان» لترصد حياة المواطنين المأساوية، وحجم معاناتهم بسبب انعدام الخدمات وانهيار منظومة الصرف الصحى. يقول منصور عبدالله، أحد الأهالى المتضررين، إن القرية غارقة فى مياه الصرف الصحى منذ سنوات طويلة، حيث تقدمنا بطلبات للمسئولين بالمجلس المحلى بالقرية والوحدة المحلية ولم نلق أى استجابة، علاوة على أننا تقدمنا أيضا لمحافظ المنوفية السابق بشكاوى عدة، ووعد بإنشاء محطة للصرف الصحى وبالفعل تم البدء فى إنشائها منذ 5 سنوات وحتى الآن لم تدخل الخدمة. ويلفت محمود سلامة، أحد المضارين، إلى أن العمل فى إنشاء المحطة لا يتم إلا كل 3 أشهر منذ 5 سنوات، مطالبا المسئولين بسرعة إيجاد حلول واقعية لمشكلة الصرف الصحى، حيث إنها كارثة كبرى تواجه سكان القرية وتهدد حياتهم بشكل يومي، بل وتؤرق منامهم خاصة بعد تسببها فى انتشار الحشرات التى تنبئ بالإصابة بالأمراض المزمنة. وتقول رحاب أبوالفضل، ربة منزل، إن مشاكل القرية لا تعد ولا تحصى، حيث إن مياه الشرب ملوثة، ولونها يميل إلى اللون الرمادى الغامق، الأمر الذى يجبرها على تخزين المياه فى زجاجات لترسيبها من الشوائب، حتى يستطيعوا الشرب منها، منوها إلى أن أزمة الصرف الصحى أثرت على أساسات المنازل. وينوه جمال محمود، إلى أن سكان القرية يستعينون يوميا بسيارات كسح خاصة لشفط مياه الصرف الصحى على نفقاتهم الخاصة، مشيرا إلى أن سيارة الكسح تتكلف 70 جنيها، فى الوقت الذى يشكون فيه ضعف حالتهم المادية، وليس لهم مصدر دخل ثابت يمكنهم من سداد تلك المبالغ. ويشتكى عاطف منصور، مدرس، تسرب مياه الصرف الصحى داخل المنزل بشكل يومى ما أثر بشكل كبير على أساسات المنزل، وأصبحت أسرته تعيش فى رعب مستمر خوفا من هدمه على رءوس أطفالهم، متسائلا: كيف يعيش بنى آدم وسط بركة مياه صرف صحى؟ أما الحاجة عواطف، متضررة، تقول: إن القرية تعانى مشاكل كثيرة منذ عهود، وحاليا استجدت مشكلة تخص الأطفال الذين كانوا فى مدرسة خاصة بأحد المواطنين وحصل على حكم قضائى باستردادها، فماذا يفعل هؤلاء؟ خاصة أن تلاميذ الإعدادية سنهم تسمح بالذهاب إلى مدارس القرى المجاورة، بينما الأطفال لا يستطيعون، ولا يطمئن أولياء أمورهم السماح لهم بالانتقال إلى القرى المجاورة وقطع مسافة نحو 4 كيلو مترات. وتستنكر الحاجة عبير، من أهالى منشية شنوان، انتشار القمامة بجميع الشوارع، رغم قيام الوحدة المحلية بتحصيل 3 جنيهات عن الشهر من كل منزل مقابل جمع القمامة، إلا أن المسئولين لم يكلفوا خاطرهم بتكليف عمال النظافة برفع القمامة والمخلفات التى تسببت فى انتشار أسراب الذباب والحشرات. ويطالب أهالى القرية، الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية بسرعة التدخل لحل مشاكل القرية، خاصة المتعلقة بالصرف الصحى، وضرورة البدء فى الانتهاء من أعمال إنشاء المحطة، وضرورة بناء مدارس خاصة للتلاميذ بدلا من الذهاب للقرى المجاورة، منوهين إلى أنهم مستعدون للمساهمة والتبرع لإنشاء مدارس.