كتب : محمد يوسف تعرضت مخازن الآثار في الوجه البحري والجيزة لهجمات مسلحة وعمليات نهب متعددة بعد ثورة 25 يناير وهو ما مثّل اعتداء مباشراً علي تاريخنا في حين سلمت آثار الصعيد تمامًا من السرقة.. و حول هذا يقول الدكتور محمد عبد المقصود «المشرف علي مكتب وزير الدولة للآثار» أن السبب في ذلك يرجع إلي إحساس الإنسان الجنوبي المتوطن في أرضه منذ آلاف السنين بانه يمتلك تلك الآثار و بانها من أهم مصادر رزقه . و الشيء الذي يدعو للدهشة أن جميع مخازن الوجه البحري والجيزة قد هاجمتها مجموعات من سكان نفس المناطق من الذين كانت تحوم حولهم الشبهات بأنهم من لصوص وتجار الآثار . و بمسح سريع لوضع تلك المخازن نجد أن هناك مخازن قد نهب منها عدد من القطع الآثرية و مخازن أخري أمكن صد الهجمات عنها.. و المخازن التي هوجمت ولم تنهب هي تل بسطا بمحافظة الشرقية ومخازن مدينة المنصورة .. بينما تم سرقة27 قطعة من مخازن تل الفراعين بمحافظة كفر الشيخ و 81قطعة أخري من مخازن تل الضبعة بمحافظة الشرقية .. ويبقي ما حدث بمخازن القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية الرقم الصعب لضخامة ما نهب والطريقة التي نهبت بها حيث تم سرقة 1093 قطعة من العملات الأثرية والقطع الخزفبة ولا يوجد ضمنها سوي تمثال واحد .. وقد قام الأهالي بإعادة 293 قطعة ليبقي عدد القطع المفقودة حتي الآن 800 قطعة.. وبالعودة الي الطريقة التي تمت عملية السرقة بها نجدها تندرج تحت وصف «السطو المسلح» حيث هاجمت مجموعات كبيرة العدد مسلحة بأسلحة آلية المخازن ..في حين كانت الحراسة علي هذه المخازن ضعيفة جدا عبارة عن 8 رجال4 منهم فقط مسلحون بأسلحة نارية بدائية.. و تدور شبهات قوية بأن اللصوص هم من المقيمين في القنطرة شرق من المسجلين خطر والبلطجية .. وبالفعل قام الجيش بالقبض علي أعداد منهم . ويري د. محمد عبد المقصود أن من فعلوا هذه التي ترقي للخيانة العظمي قد قطعوا صلة المنطقة بتاريخها .. لأن هذه الآثار كانت ثمرة عمليات تنقيب في مناطق واسعة من سيناء استمرت لأكثر من 20 سنة ..ويضيف أن كل القطع المنهوبة مسجلة ولا يمكن بيعها في أي مكان بالعالم بشكل شرعي .. كما تم إبلاغ البوليس الدولي لتتبع أي محاولة لبيعها أو نقلها.. وحول الجهة التي نقلت إليها تلك القطع الأثرية المسروقة نجد أن دخولها الي الأراضي المصرية الواقعة غرب قناة السويس أمر شبه مستحيل .. لتشديد الإجراءات الأمنية من قبل الجيش علي كوبري السلام ونفق الشهيد أحمد حمدي وكافة المعديات العاملة بين ضفتي القناة .. مما لا يسمح للصوص حتي بالتفكير في ذلك .. وهناك احتمالان لا ثالث لهما فإما أن تكون هذه الآثار قد تم إخفاؤها في منطقة ما بسيناء أو هربت عبر الحدود الإسرائيلية.. وفي أعقاب تلك الأحداث تم نقل باقي محتويات مخازن آثار القنطرة شرق إلي مخازن المتحف القومي بالقاهرة .. وذلك لوجود مخازن القنطرة شرق في داخل سيناء مما يجعل من تأمينها عملية في غاية الصعوبة و غير مضمونة.