تشهد العاصمة السودانية الخرطوم اليوم اجتماعات الجولة الثانية لوزراء الخارجية والمياه بمصر والسودان واثيوبيا فى جولة تعد الحاسمة للخلافات القائمة حول سد النهضة الاثيوبى على النيل الأزرق، وبعد أن أوقفت مصر الفاوضات الفنية للخبراء من الدول الثلاث الشهر الماضى لحين التوصل لمواءمة سياسية للدفع بمسار التفاوض المتعطل بسبب خلافات على مهام الشركتين التى تم اختيارهما لإجراء الدراسات الخاصة بتأثيرات السد على حصتى مصر والسودان بعد تشغيله. وكشفت مصادر حكومية مطلعة بالملف ل«روزاليوسف» أن الرئيس عبد الفتاح السيسى تدخل بقرارات حاسمة للدفع بالمفاوضات المتعثرة وبعد اجتماعه بوزيرى الخارجية سامح شكرى، والرى حسام مغازى قبل سفرهما للخرطوم لمراجعة سيناريوهات التعامل مع الأزمة. وأضافت المصادر انه تم اجراء عدة اتصالات بين الدبلوماسية المصرية والسودانية لتنسيق المواقف خلال الايام القليلة الماضية، وكان هناك اتصالات مع الجانب الاثيوبى لمراجعة المواقف وضمان نجاح تلك الجولة التى تعد حاسمة وفاصلة على صعيد سير المفاوضات. وأوضحت المصادر أنه تم ترجيح سيناريو خاص باستكمال سير عمل الدراسات الهيدروليكية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالسد ولكن مع وضع عدة قواعد جديدة من خلال اتفاق جديد يلزم الدول الثلاث بإنهاء تلك الدراسات فى مدة لا تتجاوز 9 أشهر لضمان خروج النتائج مع بدء فيضان النيل العام المقبل، للعمل للحد من أى نتائج سلبية قد تؤثر على الحصة الواردة من مياه النيل لمصر والسودان، لافتة الى انه تم وضع عدة بنود بالاتفاق الجديد لضمان سير عمل الدراسات دون خلافات جديدة، ومع الاستعانة بعدد من الدراسات الدولية والتى تم إجراؤها من قبل منظمات وشركات عالمية على السد ومنها نموذج محاكاة النهر فى ايام الجفاف وكذا الفيضان: المحاكاة الرياضية» للتنبؤ بمدى سرعة تدفق المياه خلال فترات ملء خزان السد، ومع عمل سيناريوهات لأنسب سنوات الملء للسد والتى من شأنها منع أى أضرار على الحصة المائية لدولتى المصب. وأشار المصدرإلى أن هناك 4 نماذج محاكاة رياضية سنعمل على الاستعانة بها من اطراف مختلفة ومنها نموذج للمكتب الهولندى «دلتارس» والذى كان قد اعلن انسحابه من الدراسات ونظرا لأهمية هذا النموذج.